علماء الأعصاب يخبرونك كيف تذاكر!

لطالما كان التحصيل الدراسي، وفهم المواد واستيعابها هو الشغل الشاغل لكافة طلاب المراحل الدراسية، ومن منا لا يملك هدفًا يصبو لتحقيقه ويكد في الوصول إليه؟!
وفي هذا المقال نستعرض ملخصًا لسلسلة محاضرات مقدمة من جامعة جامعة كاليفورنيا، سان دييغو “University of California, San Diego” بعنوان:
تعلم كيف تتعلم أدوات عقلية قوية تساعدك في التغلب على المواد الصعبة “Learning how to learn : Powerful mental tools to help you master tough subjects” تقدمها دكتور باربارا أوكلى Barbara Oakley بالتعاون مع دكتور ترينس سيناوسكي Terrence Sejnowski.
نبذة عن دكتور باربارا أوكلى Barbara Oakley:
- أستاذة الهندسة بجامعة أوكلاند.
- باحثة في العلاقات المشتركة بين السلوك الاجتماعي وعلم دراسة الجهاز العصبي.
نبذة عن دكتور ترينس سيناوسكي Terrence Sejnowski:
-أستاذ العلوم الحيوية، وأستاذ ضيف بقسم العلوم العصبية علم النفس، العلوم الإدراكية، علوم الحاسب والهندسة بجامعة كاليفورنيا بسان دييجو
– مدير معهد الحوسبة العصبية Institute for Neural Computation بنفس الجامعة.
“تتناول السلسلة أفضل الطرق المُستخدمة في تعلّم المجالات المتنوعة باختلاف درجة صعوبتها بدءًا من الرياضيات والعلوم وانتهاءً بالأدب، وأنماط التفكير المختلفة التي يستخدمها المخ أثناء حل مشكلة ما وكيف يعالج المعلومات التي يستقبلها ويخزنها في الذاكرة وما هي أفضل الطرق التي توصل لها علم الأعصاب للتفوق في أي مادة علمية .”
وهذه هى أهم الطرق المتبعة لتحقيق أعلى فاعلية دراسية والخروج بأكبر استفادة في أقل وقت:
وقت نفسك “Pomodoro Technique”
إن تخصيص 25 دقيقة لاستذكار مادة معينة بعيدًا عن أى ملهيات لهو أفضل من استذكار ساعتين مع التنقل وتصفح الإنترنت والتطلع إلى الهاتف حسب المختصين .
بيد أن 25 دقيقة لن تكون كامل فترة الدراسة فبعد أن تتبعها بخمس دقائق من الراحة ليستعيد فيها المخ نشاطه وفاعليته يمكنك البدء في 25 دقيقة أخرى من التركيز .
فترات الراحة القصيرة Napping:
اتضح لنا أن طلب العلى وسهر الليالي ليسا بالضبط الشريكين المثاليين من الجانب العلمي، فأوقات الراحة القصيرة أو الغفوات عند التنقل بين المواد الدراسية مهم للغاية حيث يساعد المخ على تصنيف ما تم استذكاره، كما يعطيه دفعة من الحيوية والنشاط عند بدء الدراسة مرة أخرى.
كذلك نوم الليل لا يمكن تعويضه حتمًا! فهناك عدة هرمونات (لسنا في مقام استعراضها حاليًا) لا تفرز إلا والإنسان نائم ليلًا، فسبحان من جعل الليل لباسًا والنهار وجعل النهار معاشًا.
الفقرات الصغيرة Chunks :
البدء بقراءة الفقرات الرئسية والاطلاع على الصور يساعدك على الإلمام بالموضوع ككل ومن ثم تقسيمه لفقرات صغيرة يسهل حفظها والرجوع إليها وقت الامتحان.
التذكر والتسميع Recall :
يعتقد الكثير منا أن طول النظر إلى المحتوى يساعد على ترسيخه أكثر وبالتالي سهولة تسمعيه وهو أمر قد خفي علينا وجه الحكمة فيه، فقد أثبتت الدراسات أن قراءة المحتوى بصورة عابرة ومحاولة تذكر العناوين الرئيسية وأهم النقاط هو أفضل طريقة لاختصار الوقت ومعرفة ما يجب التركيز عليه في قادم المرات .
التظليل والملاحظات Highlighting & Notes:
إذا قمت بمحاولة تظليل النصوص، حاول البحث عن النقاط الرئيسية قبل أن تقوم بوضع أى علامات، لا تظلل صفحة بأكملها أو فقرة فقط ركز على الكلمات الرئيسية أو المفتاحية واقتصر على النقاط التي تغفل عنها دائما وتنساها باستمرار، من المهم أن تحاول تقليل تلوين النصوص قدر الإمكان.
الملاحظات على جانب الصفحة فكرة جيدة ومفيدة للغاية على عكس ما قد يتبادر لذهن البعض بخصوصها، قد تكتب كلمة تساعدك في تذكر فقرة وتكون هي الكلمة المفتاحية للنص. وبإمكانك كتابة ما تنساه وترغب في الرجوع إليه وغير ذلك مما تكفيه مساحة الهامش ويندرج تحت خانة الملاحظات وليس أي خانة أخرى.
تغيير مكان التسميع:
من المهم جدًا التنقل في أركان المنزل أو أيًا كان مكان استذكارك، وبالتالي سوف يصبح ما تعلمته غير معتمد على أي مظهر للموقع من حولك .
التكرار المتباعد Spaced Repetition :
تكرار ما تحاول حفظه على فترات قصيرة متباعدة، أفضل من إطالة فترة الحفظ وعدم تكرارها على عكس ما هو شائع. وكما يوضح الرسم البياني فإن معدل نسيان المعلومة يقل بزيادة عدد مرات التكرار المتباعدة، وتتكون خلايا ذاكرة طويلة الأمد مما يسهل عملية المراجعة واستحضار المعلومة وقت الحاجة إليها.
عليك السعي وليس عليك إدراك النجاح Focus on the process not the product :
إذا كان عليك أن تشغل بالك بشيء فسيكون طريق النجاح والعادات التي تكونها أثناء عبوره وليس النجاح نفسه. إذا كان تركيزك منصبًا على هدف واحد ولم تحققه فقد تهدم نجاحات متتالية حققتها في محاولة الوصول إليه على النقيض من ذلك أذا ركزت على تطوير نفسك وتكون عادات مستحبة ومهارات متنوعة أثناء عملية الدراسة والوصول للهدف فستفاجأ بحالك وقد تبدلت وبمعنوياتك وقد ارتفعت. وكل هذا لا يعني البتة التراخي والكسل أو التواكل وترك زمام الأمر للظروف توجهها كيفما سارت، فهذا أمران مختلفان بالكلية.
وهم الذاكرة:
إن قضاء الكثير من الوقت مع المادة العلمية لن يضمن أنك ستتعلمها لا حقًا، كذلك الحال مع التسميع والكتاب مفتوح كلتاهما محاولتان باطنهما الفشل وظاهرهما النجاح .
قضاء كثير من الوقت مع نص بدون اختبار حقيقي لمدى كفاءة حفظك أو استظهارك لا يعد دراسة حقيقًة للنص، وإنما هو نوع من تضييع الوقت المُقَنع.
وعلى النقيض من المتعارف عليه فعند تخصيص فترات أكبر من وقتك للتدرب على الأسئلة والامتحانات، وفترات أقل للحفظ بتركيز والتسميع مع إغلاق الكتاب سيؤتي ثمارًا لن تنفك عن ملاحظتها .
قصر الذاكرة Mind Palace:
تعد طريقة قصر الذاكرة من أشهر وأكثر الطرق فاعلية في تذكر أشاء غير مرتبطة ببعضها، صحيح أنها تستغرق وقتًا أكثر من طرق الحفظ المعتاد لكن النتائج مضمونة .
كل ما عليك فعله هو استحضار صور حسية لما ترغب بحفظه أو تذكره وربطها بأماكن تحفظها جيدا كمنزلك أو أي مكان اعتدت التردد عليه وتعرفه عن ظهر قلب، ومن ثم عند محاولتك استرجاع تلك الصور عليك فقط تذكر المكان الذي تركتها فيه.
هذه كانت أهم النقاط التي وردت في محاضرات تعلم كيف تتعلم استعرضتها مع حضراتكم راجيًا من الله خالص التوفيق والاستفادة لكم .
التعليقات تعليق واحد
[…] علماء الأعصاب يخبرونك كيف تذاكر! […]