زورًا وبهتانًا..سمّوني طفلًا !

عرفنا أن مرحلة الطفولة من أجمل مراحل الحياة, تحمل أجمل الذكريات، ذلك الطفل…اللعبة البريئة التي لا تحمل في جنباتها أياً من الحقد أو الكراهية لأحد، الطفل صاحب الأحلام السعيدة دائماً. ولكن…ماذا عن طفل فلسطين؟ الطفل الفلسطيني الذي يولد على حاجزٍ إسرائيلي لأن أمه لا تستطيع تعدي الحاجز لكي تصل إلى المشفى! أو ذاك الذي ولد ولم يجد والده سوى شهيدٌا أو أسيرًا، الطفل الفلسطيني…الذي يستيقظ من نومه على صوت أزير الطائرات المزعج وصوت الرصاص مدوياً من فوق الرؤوس، يستيقظ منذ الصباح لكي يذهب إلى عمله ليساعد أمه الفقيرة وإخوته الجائعين! الطفل الذي يخلد إلى النوم بعد يوم شاق ثم لا يستطيع النوم من صوت أمه تبكي أخاه الذي استشهد وهو عائدٌ من مدرسته بطلقات الغدر الصهيونية، أو أطفال يبكون حنينهم لوالدهم الأسير في سجون الاحتلال.، وبعد هذا وهذا…يضع رأسه على الوسادة، فيتذكر وطنه المسلوب، وبيته المهدد بالهدم، وجنود الإحتلال الذين قد يقتحمون منزلهم في أية لحظه…وبعد عناء طويل من التفكير، يخلد للنوم ساعة أو ساعتين ليستيقظ من جديد…يذهب إلى عمله الشاق…فيجد في وجهه الحواجز والقهر والتنكيل، يرى جندياً يغلق الحاجز لأن مزاجه معكرٌ هذا الصباح وينظر من حوله فإذا بالكثير من الشيوخ والرجال والنساء ينتظرون رحمة جندي يحمل في يده بندقية… يصوبها الى وجهي. وإذا فتح الحاجز فتّشوه ثلاثة أربع مرات !لماذا؟ لأن هذا الطفل يحمل قنبلة في جيبه أو لأنه فلسطيني الهوية والمنشأ يسعى إلى رزقه! وبعد يوم طويل، يعود إلى منزله ليفتح التلفاز…يرى زعيما هنا وهناك، يخرج يستنكر ما يفعله الإحتلال في فلسطين، فينفجر ضاحكاً بدون توقف قائلاً في نفسه: أي استنكارِ وأنتم نائمون؟! أي استنكارِ وأنتم تفرشون الأرض ذهباً من تحت أقدامكم وتنامون على الحرير؟! أي استنكارِ وأنتم ترون أبي قتل وأمي تعذب وأخي الكبير أسير لدى الصهاينة؟! وأنا…أنا أذوق الأمرين لأجد لقمه لأكلها…وأطفال العالم يرمونها في القمامة وأنا الذي أذهب إلى العمل لأجد ما أطعم به إخوتي الصغار، وأطفال العالم يذهبوا للمدرسة يدرسون ويتعلمون. أخيراً …أنا الذي يذهب ليقاوم محتل غزى أرضه واحتل بيته، بينما أطفال العالم يذهبون النوادي لأن دوام المدرسة هذا اليوم أتعبهم! نعم إنهم أطفال، سموهم لأعمارهم لكنهم كبار بمعنى الكلمة، ورغماً عن السنوات، كبارٌ بتحملهم مشاق حياتهم.. كبارٌ بمقاومتهم لمحتلهم، كبارٌ لأن فيهم محمد الدرة وإيمان حجو وفارس عوده ..والمزيد ما زال في انتظار…أنا الطفل الفلسطيني . طالب في الصف العاشر مدرسة حكومية في غزة
التعليقات 5 تعليقات
أنتم الذين تصنعون المجد والتاريخ والنصرا..
أنتم فتية العز كفى بكم بين بنيننا فخرا..
قبضتم بأكفكم الجلمود والصخرا..
وأشبعتم الصهيون الحقير هواناً وقهراً..
وانتظرتم النصر القريب دهراً بعد دهراً..
ألا لاحت تباشير النصر، فتح قريب وأعز نصراً..
أنينكم نسمعه، قلوبنا معكم، ودمعاتكم تتهاوى في جنبات قلوبنا..
كما أنت وأشقاؤك مقيدون، نحن أيضا مقيدون.. نريد نصرتكم، نريد مسح دمعاتكم، وتجفيف دماء جرحاكم، نريد قتل كل نجس يطئ أرضكم، نريد تحطيم دباباتهم المتعجرفة على ترابكم.. فنحن إخوتكم وأنتم إخوتنا.
لكن الجبابرة والطغاة وجلاد صيحات الحق جعلوا أنفسهم بيننا وبينكم، بل وآذوا كل من أراد للحق أن يتحقق ..
القضية ليست فلسطين ولا العراق فحسب.. القضية أكبر، القضية هي دين الله، هي كلمة الله، الروح التي يجب أن تستفيق في النفوس، لأن خالق هذا الكون لا يستقيم كونه إلا بكلمته الحق التي شرعها لعباده.
لا تيأس ..إياك
أنظر حولك وتأمل الشمس تشرق كل يوم.. الليل الحالك الطويل لم يمنعها من الشروق يوما..
هكذا، بروح الأمل التي أحيتها فينا ثورة مصر وتونس ..
هكذا، بوعد الله خالقنا..
كن على يقين أن هناك عمرا وصلاح دين قادمين .. فتجهز للقائهم.
مهما حدث مع الطفل الفلسطيني سوف يبقى ذلك الطفل صاحب القلب الابيض والابتسامه المشرقه التي تبث الامل في ارواحنا….
شكرا لك على الابداع….
طريقتك في التعبر وتسلسل الافكار رائعه جدا…
ولا تحرمنا من جديدك ^_^