مشكلة اللغة عند العلميين

هل يكفي أن تكون نابغة في شعبة علمية ما لتنجح في ذلك التخصص؟ هل يكفي إلمامُك وابداعك في التخصص العلمي لتتفوق وتتميز فيه؟ بالطبع لا يكفي أن تكون نابغة في المواد العلمية لتنجح، لماذا؟ لمشكلة عويصة تواجه الكثير من الطلبة في الجزائر وهو مشكلة اللغة الفرنسية والانجليزية، حيث تعتبر عنصراً فاعلاً في المنهج الدراسي، وكما هو المعلوم فان المنهاج الذي يكون في الثانوية العامة يكون باللغة العربية، عكس ذلك لما ينجح الطالب في البكالوريا وينتقل الى المرحلة الجامعية، فتتغير لغة المنهاج الجامعي الى اللغة الفرنسية والانجليزية، وبالتالي تخلق نوعاً من الاهتزاز والصعوبة البالغة لدى الطالب خصوصاً مع هذا الوضع الجديد.
صعوبات في الفهم والتحليل، والدراسة أصبحت صعبة بحكم الضعف في المكتسبات الخاصة باللغة الفرنسية، أذكر أن بعض أصدقائي من شعبة الهندسة الكهربائية كانوا يعانون كثيراً في فهم الدروس وحل التمارين التطبيقية بحكم محدودية مستواهم في اللغة الفرنسية التي يدرس بها منهاجهم، فاضطروا الى اللجوء للدروس الخصوصية لعلهم يتداركون النقص الكبير على الأقل لديهم، لأنه إذا لم يطور الطالب مستواه اللغوي فلن يستطيع مواكبة الدروس، وخصوصاً في مجال كالهندسة الكهربائية التي تحتاج الى التركيز والمتابعة لدروسها المترابطة والمتسلسلة، وكون كل المحاضرات تلقى بالفرنسية، فحتى لو كان الطالب نابغة في هذا التخصص، وكان مستواه في اللغة الأجنبية ضعيفاً، فإنه سيعاني الأمرين ما يدفع إلى بذل مجهودات كبيرة، تتمثل في استعمال القواميس اللغوية لترجمة ما قاله الأستاذ في المحاضرة، وحتى التمارين التطبيقية التي تقدم لهم وجب عليهم ترجمتها ليفهموا ولو الشيء اليسير ليتسنى لهم تطوير كفاءتهم ومكتسباتهم المعرفية من جهة، وتفادي الرسوب واعادة السنة الدراسية ما يشكل لهم عبئاً اضافياً خصوصا إذا كان هؤلاء الطلبة يدرسون خارج مدنهم ويقطعون مسافات كبيرة تفوق في بعض الأحيان 1000 كم، وبالتالي هنا يفكر الطالب كثيراً في عواقب الرسوب الدراسي الذي سيعيده إلى نقطة الصفر.
وهنا نجد أن ترابط اللغات الأجنبية بالتخصصات العلمية وثيق جداً وعامل أساسي في التفوق وفهم الدروس، فوجب على الطلبة في الشعب العلمية أن لا يتغاضوا عن هذه النقطة ويضعوا في حسبانهم اكتساب رصيد لغوي كبير، يسهل عليهم فهم الدروس والمنهاج عندما ينتقلون للجامعة، ويبعد عنهم عناء اللجوء للدروس الخصوصية والترجمة وبذل مجهود مضاعف قد لا يكون كافياً في تفوقهم الدراسي.
طالب جامعي
جامعة سيدي بلعباس