قوانين وضعت عبثا

منذ دخولنا إلى المدرسة، ومنذ أن بدأنا تعليمنا الابتدائي إلى أن وصلنا إلى المرحلة الثانوية – التي أوشكنا على إنهائها- ونحن ندرس القرآن الكريم والحديث والفقه والتوحيد، بل وتأخذ هذه المواد النصيب الأكبر من جدول الحصص اليومي، بحكم أننا مسلمون ويجب علينا تعلم أمور ديننا، وتهذيب أخلاقياتنا، والرقي بتعاملنا. ويقومون بتعليمنا هذه المواد بهدف تخريج جيل واعد، يتخلق بأخلاق دينه الإسلام، و يدرك المبادئ والأسس والسلوكيات القويمة التي يسير عليها في حياته. ولكن هذا الجيل لا يمكنه الالتزام بهذه المبادئ والأسس والأخلاق، إلا إذا وجد بيئة تسهم في تنمية هذه الأخلاق، وتزرع فيه السلوكيات الحسنة، وتنبذ السيئة. أتطرق هنا إلى بعض الأفعال التي تصدر من المربين، والقوانين الموضوعة عبثًا فلا فائدة ترجى منها، والتي تتنافى مع الأسس التي درسناها وحفظناها عن ظهر قلب. قال صلى الله عليه وسلم: (تهادوا تحابوا). ألم نحفظ هذا الحديث ونكرره مرارًا وتكرارًا كل عام؟! ولكن عندما نبحث عمن يطبق هذا الحديث على أرض الواقع، فلا نجد أحدًا. فهناك قانون في لائحة النظام المدرسي ينص على: (منع تبادل الهدايا لأي سبب كان). فبمجرد أن أفكر أن أهدي صديقتي ولو هدية بسيطة تعبر عن مدى إعجابي بتصرف حسن صدر منها، أو امتناني لها على مساعدتي في موقف معين، يجب علي أن أفكر مليًا في الموضوع، وأن أحسبها ألف مرة – كما يقولون-، فيجب علي أن أخبئها في مكان آمن، وأن أتحرى وقتًا ومكانًا مناسبًا لأسلمها إياها بحيث لا يرانا أحد، ويجب علي أيضًأ أن أفكر كيف سيكون ردي في حال رأى أحد معي هذه الهدية … إلخ من الأمور التي يجب أن أخطط لها قبل أن أقدم على هذا الأمر الخطير! حديث آخر حفظناه أيضًا وتدارسناه وفهمناه، ولكن لا مجال لتطبيقه هنا في المدرسة، فالقوانين هنا واضحة كما الشمس. قال صلى الله عليه وسلم: (أيها الناس: أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام). حديث واضحة ألفاظه ومقاصده، ومن بينها "إطعام الطعام"، فكيف يكون إطعام الطعام جريمة يعاقب عليها قانون المدرسة؟! بمجرد أن تفكري أختي الطالبة في أن تحضري معك وجبة طعام إلى المدرسة، فهذا يضعك في إطار المساءلة القانونية. وهذا جرم خطير يعاقب فاعله عقابًا شديدًا، قد يصل إلى حرمانه من وجبة الطعام التي أحضرها، وتوقيعه على تعهد بعدم ارتكاب هذه الجريمة مرة أخرى، وبل وقد يحسم من درجات سلوكه في أحوال خاصة. فكيف ذكر النبي صلى الله عليه وسلم "إطعام الطعام" بأنه من الأمور التي تدخلنا إلى الجنة، ويمنعوننا من تطبيق هذا الحديث ضمن مجتمعنا ألا وهو "المدرسة"؟! وهناك الكثير من الأمثلة على نمط المثالين السابقين، ومنها: – قال صلى الله عليه وسلم: (تبسمك في وجه أخيك صدقة) وهذا ينطبق على زمن النبي صلى الله عليه وسلم فقط، ولكن عندما نكون هنا في المدرسة، يكون تبسمنا في وجوه الآخرين دهاءً ومكرًا! – (من تدخل فيما لا يعنيه لقي ما لا يرضيه) هذه المقولة ليست حديثًا شريفًا، ولكنها مقولة شهيرة كثيرًا ما سمعناها، والتزمنا بما ورد فيها. نحن لا نتحدث هنا عن مدى صحة هذه العبارة، ولكننا نتسائل كيف يكون تطبيقها هنا في المدرسة. يحدث هذا الأمر ألا وهو التدخل فيما لا يعني عند دخولنا إلى المدرسة، وبالتحديد عند قيام المسؤولة بتفتيش أي كيس يدخل إلى المدرسة، مخافة أن يحتوي على ما يخالف الأنظمة والقوانين المدرسية. ألا يعتبر هذا من التدخل في خصوصياتنا؟! أليس من المفترض أن يعلمونا احترام خصوصيات الغير، وعدم انتهاكها؟! فلنفترض أن إحدى الطالبات قد همّت بإدخال شيء يخالف أنظمة المدرسة، فهل ستضعه في كيس وتمشي به بكل ثقة أمام جميع الطالبات والمعلمات! فتفتيش الأكياس يعتبر قانونًا لا فائدة ترجى منه، بل و يعلمنا سوء الظن بالآخرين. ألا يظن المربون أن بعض هذه القوانين – التي وفي بعض الأحيان لا يكون لها تفسير منطقي- يمكن أن تؤثر علينا تأثيرًا عكسيًا، وتغير من طريقة تفكيرنا وبعض تصرفاتنا؟ هناك الكثير من السلوكيات الخاطئة التي لايمكن حصرها، والتي تصدر من المربين أنفسهم -الذين من المفترض أن يكونوا قدوة صالحة- فالإنسان يتعلم بالقدوة أكثر مما يتعلمه بالقراءة والفهم والتلقين. ألسنا نقتبس ونتعلم من الكتاب والسنة أخلاقنا وحسن تعاملنا، فأين هذه الأخلاق والسلوكيات عن حياتنا؟! طالبة في الصف الثاني عشر مدرسة حكومية في السعودية
التعليقات 11 تعليق
لتوضع القوانين الحقيقية المفيدة ولتتمتع اجواء المدرسة بالإيجابية والشفافية ، وما قالته تقوى حقيقي جدا ، ما الذي يمنع أن تتضافر الجهود كاملة ومن الجميع بالتربية وبالقانون لإنهاء ظاهرة البويات مثلا وهي ظاهرة خبيثة ستؤتي أكلها في المجتمع ككل ان لم يوضع لها حد إبتداء من المدرسة …
لماذا نغفل عن المهم ونفتح عيوننا وقلوبنا على التافه ؟!
يعني لما المعلمة تكون فوق راسنا أثناء الدرس تحكي لنا عن شغلة أو خطأ معين إحنا بنقوم فيه .. وبعدها بننصدم فيها وهي تقوم بنفس هذا الموقف اللي كانت تحذرنا منه قبل شوي في الصف.. بنتأكد إنه ماكانت تقوله مجرد كلام نظري لايرقى إلى أن يكون واقعا معاشا
ولكن اتساءل: نحن في مجتمع المدرسة نتعامل مع طلاب مختلفين من جميع الجوانب فكريا وثقافيا وتربوياً.. ألا تعتقدون أن هذه الضوابط التي ربما تكون صارمة نوعا ما هي التي تحكمهم وتنظم عملية سير اليوم المدرسي بأمان؟ ألا يخشى إن أزيلت هذه القوانين أن يتمادى الطلاب في حريتهم ويختلط الحابل بالنابل؟
لي عودة غداً مع تجربتي المدرسية ” الديمقراطية ”
لألغي نظرية حنين عودة 😀
بالنسبة لتجربتك نحن بالانتظار والله يستر ماتعملي علي انقلاب P:
نجد أنهم يقولون لنا لا تحضروا طعامًا إلى المدرسة، ونراهم كل يوم تقريبًا يضعون كل ما تشتهيه النفس على مائدة الإفطار!!
أليس هذا يعتبر ظلمًا، نحن لا نطالبهم بأكثر من أن يوفروا لنا أطعمة “صالحة للإستخدام الآدمي” في مقصف المدرسة، عوضًا عن قطع البلاستيك التي نأكلها كل يوم. وما المانع في أن تطبق هذه الأنظمة على المعلمات أيضًا؟!
فالمدرسة كما يقولون لنا أنها ليست مكانًا لإقامة الحفلات والموائد، فلماذا لا يلتزمن بالقوانين لنلتزم نحن بها اقتداء بهن؟!
حنين اعتقد ان هناك امور يجب ان يكونو فيا صارمين حتى يعم الهدوء ارجاء المدرسة
ولاكن اعتقد ان هذا الشي غير موجود في المدرسة لأنهم بتطلعون إلى الشكليات وينسو اشياء مهمة اخرى يجب ان يوضع لها قوانين صارمة ..مثل البويات المنتشرين بالمدارس ليس هناك قانون رادع لهن لذلك تجدين انهم يتكاثرن ..الجوالات في المدرسة والتدخين والكثير من الأشياء المهمة تكون المدرسة مغيبة عنها ..ويهتمون بالشعر والشراب ..والاشياء التي لاتنفع ولاتضر وينسو المهم ..
فأنا مع المدرسة التي تضع قوانين لاكن قوانين حقيقية ومفيدة ..تضع عقوبة صارمة للمتشبهات بالرجال”البويات” ..تضع عقوبات صارمة وتستخدم كل الوسائل بكشف الطالبات المدخنات ,والجوالات ..وهذه الاشياء المهمة ..
وعلى قولتك لازم إلي بدو الحرية يكون على قد المسؤولية وهاد الشي مابسير بيوم وليلة لازم يتربى الجيل من البداية على تحمل مسؤولية تصرفاتهم
بصراحة دهشت كثيراً عندما قرأت ما خطت يداكِ !
لم يحدث أبداً في حياتي أن رأيت أحداً يمنع من إحضار الطعام للمدرسة لتناوله
في وقت الفسحة ولم يحدث أبداً أن رأيت أحداً يمنع الهدايا في المدرسة !!
نحن قوانينا في تفتيش الأكياس تشبه مدرستكِ ولكن في شيء بسيط وفي ذات الوقت مهمّ
لأننا كنا في مدرسة للفتيات فقط بالطبع نحن ناضجات وإن لم أكن كذلك بالفعل ^^”
المهم أنهنّ يفتشن فقط أننا نلبس عباءاتنا أثناء الخروج من المدرسة يفتشن عن
(الموبايلات) لكن ليس تفتيش أكياس بل يجب على الفتاة فقط أن تخرجها وإن كان
(الموبايل) بـ(كاميرا) تشدد العقوبة أكثـر !
أوافق مدرستي في قوانينها ولكن أسفي على مدرستك وأدعو الله بأن يصلح حالها
ويجب على تلك القوانين أن تطبق على الجميع فهي قوانين مدرسية وليست طلابية
فقط ! أتمنى لكِ التوفيق .