الأدب

أحلام قفزت من النوم

الجزء الثاني  –  توماس أديسون…وعدم الإستجابة للرسائل السلبية كانت اللحظة الحاسمة عندماأدخل أديسون فتيل الكربون في كرة زجاجية مفرغة من الهواء، بعدها أضاء العالم بمصباحه، بعد المئات من التجارب الفاشلة، وبعد أن جرب أكثر المعادن لتحترق وتفشل جميع محاولاته في إضاءة مصباح بسيط ورخيص الثمن، في حين كانت المصابيح آنذاك باهظة الثمن وشديدة الإضاءة ولاتصلح إلا للقصور والميادين، ولكن أديسون لم يسمها محاولات فاشلة،بل محاولات لم تنجح وقال أنه وجد 10 آلاف طريقة لاتعمل .  لم يعش أديسون حياة تمكنه من الوصول لما قد وصل إليه، فقد كانت سخرية زملائه وكل من حوله كفيلة بأن تثبط تلك العزيمة، طرد الطفل المسكين من مدرسته بحجة أنه “غبي، لافائدة منه” بعد أن أتم فيها ثلاثة أشهر . طفل مسكين حاله حال الكثير من أطفال اليوم يوصفون بأقبح الصفات ويطلقون عليهم الأحكام المبكرة منذ صغرهم خصوصا في مدارسنا ــ أنت غبي، لافائدة منك، متخلف، معوق ــ ولم يدروا بأن المعوق الحقيقي هو الذي صدق أنه معوق وبنى حياته تبعا لذلك.

لاتقل عن شيءٍ ذا ناقص***ائت بأوفى ثم قل ذا أكمل. ومن أبرز أولئك الذين تغلبوا على إعاقتهم هيلين كيلر”صماء بكماء عمياء” وهي التي قالت: “عندما يوصد في وجهنا أحد أبواب السعادة تنفتح لنا العديد من الأبواب الأخرى لكن مشكلتنا أننا نضيع وقتنا ونحن ننظر بحسرة إلى الباب المغلق، ولا نلتفت لما فتح لنا من أبواب”  الملحن الألماني بيتهوفن كان يفقد حاسة السمع تدريجيا إلى أن أصبح أصم تماما في الـ 46 من عمره، ومع ذلك ألف موسيقاه الرائعة في سنواته الأخيرة.

لويس برايل أصيب بالعمى في صغره ورغم ذلك أصبح مدرساً في باريس وابتكر أسلوب الكتابة للمكفوفين “برايل”والذي سمي باسمه، وقد ابتكر الأسلوب (وهو أعمى). أبو جعفر الطحاوي عندما كان يطلب العلم عند خاله وشيخه إبراهيم المزني ، قال المزني له:والله لا جاء منك شيء ــ بمعنى ليس منك فائدة ــ فقام الطحاوي غاضباً من هذا الوصف من شيخه، فلم يصدق ما قاله عنه بل رحل إلى غيره من العلماء وأخذ يطلب العلم منهم، فتفقه وتعلم، حتى صار رئيس أصحاب أبي حنيفة ولقب بالعلامة والحافظ الكبير ومحدث الديار المصرية ،فكان الطحاوي بعدها كلما درّس أو أجاب الناس يقول: رحم الله أبا إبراهيم لو كان حيا ورآني لكفّر عن يمينه. لم ينجح جميع هؤلاء بسبب قدرات عقلية خارقة فاقت الخيال، ولا بسبب تفوقهم في مدارسهم ، فمنهم من كان أكسل طلاب فصله والآخر طرد من المدرسة بعد ثلاثة أشهر بحجة أن المدرسة لم تُبن” للمعوقين”، ولا لأنهم من المحظوظين الذين فتحت لهم طاقة القدر وخرج لهم المصباح السحري: أطلب واتمنى، ولكن العمل الجاد المستمر والإصرار على النجاح وعدم اليأس هو من صنع هؤلاء العظماء وهو القاسم المشترك بينهم، فكل هذه الاختراعات والاكتشافات لم تأت عن طريق الصدفة ولكنها جاءت بعد عناء وجهد ومشقة،ويقال أن العبقرية 1%إلهام و 99% عرق جبين.

 ويختم الدكتور كتابه بثلاث وصايا يقدمها للشباب: -.لتكن لديكم أهدافكم الواضحة والمكتوبة -ثابروا واعملوا وابذلوا قصارى جهدكم لبلوغ أهدافكم.-

لا يحطمنّكم الاستهزاء والنقد مهما بلغت درجاته وكثرت مصادره.

طالبة في مدرسة حكومية بالسعودية في الثانوية العامّة

زر الذهاب إلى الأعلى