اقتباساتصوت المعلم

أيها المدرس.. لا تكن سببًا في غش الطلاب!

ربما يكون العنوان فيه نوعًا من الإثارة والتناقض، إذ ليس من السليم أن يساعد المدرس أو الاستاذ في المرفق التعليمي الذي ينتمي له سواء كان مدرسة أساسية أو ثانوية أو معهد أو حتى جامعة الطلاب على الغش!

هناك العديد من المدرسين أو الاساتذة يقعون في هذا الخطأ – ليس عن قصد – وإنما عن حسن نيّة، لكن يجد الطالب من خلالها فرصة للغش أو النظر إلى ورقة الإجابة لزميله والتأكد من حلّه، وهذا الخطأ هو أن تراقب في امتحان أيها المدرس وتثير الضجة والصياح بصوتك في القاعة، بهدف إخافة الطلاب وتحذيرهم بأنه من يلتفت إلى زميله ستحسب عليه ملاحظة غش، وهنا وفي غمرة الصياح يستغل الكثير من الطلاب هذا الجو للحديث مع بعضهم أو النظر إلى أجوبتهم.. وبعدها؟.. “كأنك يا بو زيد ما غزيت”!! – كما يقول المثل –

جميل أن يحذر المدرس الطلاب من هذا العمل “الغش”، ولكن احذر أن تقع في الاسلوب الخطأ أيها المدرس، حيث سيكون في الأخير زمجرة في القاعة مع غش واسع الانتشار!! وسينطبق المثل الآخر أيضا عليك فيما بعد: “نسمع جعجعة ولا نرى طحينا” أي أن الطلاب سيسمعون صراخك وزمجرتك دون أن يروا نتيجة واضحة للحد من الغش في قاعتك التي تراقب فيها، ولهذا أقترح عليكم أيها الأساتذة طرق استوحيتها من خبرتي “القصيرة جدا” في المراقبة، لكني رأيت نجاحها وفعاليتها الكبيرة.

أولا: عزيزي المدرس، عندما تدخل إلى قاعة الامتحان وتجد الطلاب يعتري وجوههم القلق ويتضح في عيونهم التوتر، عليك أن تهدئ من روعهم وتبتسم لهم، وتبشرهم بأن الامتحان سيكون سهلا إن شاء الله.. فقط يحتاج إلى تركيز منهم – وفي هذه الحالة حاول أن تتحدث بجدية وأن تظهر على وجهك علامات الجد.

ثانيا: قبل أن توزع عليهم أوراق الامتحان حذرهم بهدوء ووقار عن أمر الغش مع تذكيرهم بالعواقب التي سينالها كل من يُكتشف أمره حسب القوانين واللوائح لمرفقك التعليمي، وحاول الابتعاد عن الزمجرة والصراخ والتهديد الزائد، حتى لا يحسب الطالب نفسه أنه داخل معسكر لأفراد الجيش وليس في صف أو قاعة دراسية، وحفزهم في أدب بأنهم أذكياء والامتحان فيه سهولة، ولكن يحتاج إلى جهد فردي منهم وتركيز حتى يستطيعون حله كاملا أو جلّه.

ثالثا: بعد أن توزع أوراق الامتحان كن صامتا، وراقب بعيونك وليس بفمك وصراخك، لأن الصمت والهدوء يعطيك فرصة لكشف الطالب الذي يحاول الغش، وأيضا يعطي الطالب الذي يريد الحل بنفسه حظه من الوقت الكافي للحل دون إزعاج.

رابعا: لا تستفز الطلاب أثناء الامتحان بالتقليل من مستوياتهم، وتوبيخهم بالقول: “الامتحان سهل للغاية لكن لا أعلم لماذا لم تستطيعوا حله”، خاصة للذين تتملكهم رهبة وتوتر أثناء الامتحان، لأن هذا الأمر سيولد ردود فعل عكسية وربما أفعال عدوانية من قبل الطالب تجاه المدرس المراقب.

خامسا: لا تحل أو تساهم في حل الامتحان مباشرة بعد انتهائه، لأنه سيعطي الكثير من الطلاب الذين أخفقوا صورة غير إيجابية عنك في كل امتحان، كما ستتحطم أنفسهم لوجود تلك الأخطاء، مما يعطيهم نيّة مبيتة بالغش في الامتحان القادم لتعويض ما فاتهم من درجات.

أيها المدرس المراقب في قاعة الامتحان.. كن أبا حازما وليس عسكريا.. كن مراقبا تعليميا وليس مفتش أمن، فإن كل أفعالك محسوبة، فالطالب ربما يستغل ذلك لصالحه إن لم تحسن التصرف والمعاملة.

عبد الله باخريصة

خريج قسم الصحافة والإعلام بجامعة عدن.. يعمل حاليا معيد بقسم الصحافة والإعلام بجامعة حضرموت. عمل صحفياً ومراسلاً للكثير من المواقع والصحف، ودرّب في العديد من الدورات، باحث في مجال الإعلام الجديد والشبكات الاجتماعية.
زر الذهاب إلى الأعلى