فكرة

اجعل من عقلك مدرسةً تدخلها متى تشاء

هل يتوقف التعلُّم عند حدٍّ معين يصل إليه الإنسان؟ هل المعرفة لها حدود عندما ندركها نتوقف عندها؟ العالم بات أمام انفجار علمي كبير في كل المجالات، ولا أبالغ لو قلت أنَّ سرعة هذا الانفجار تنتشر مثل النار في الهشيم في كل ثانية تولد معلومة، وفي كل دقيقة يولد ابتكار جديد من رحم المجهول، وأمام هذا التطور تزداد متطلبات الحياة وحاجاتها، وفي ظل هذا لم يعد لعقل الإنسان أن يتوقف.

ماذا عن هذا التطور السريع؟ وكيف لعقولنا أن تواكب هذا؟ هل الحل أن نعيد دراستنا بما يتناسب مع الواقع المحيط؟ ماذا لو أخبرتك أن تجعل من عقلك مدرسةً. نعم، مدرسة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى تستطيع أن تنهل منها ما تشاء ومتى تشاء دون تقيد بمكان أو زمان، دون أن تنتظر إتمام دورة تعليمية أو تعيد حياتك الدراسية، والسؤال الأهم هنا:

كيف لنا أن نعلِّم أنفسنا التعلُّم، فنجعل من عقلنا مدرسةً نغترف منها ما نريد؟

كما أي مدرسة أو مكان للعلم تحتاج إلى معلم يعطيك المعلومة يعلمك كيف تتقنها تحفظها وتطبقها. كذلك الحال في مدرسة عقلك أنت المعلم والمتعلم في نفس الوقت.

اتبع أسلوبك الخاص، وسر على منهج تجعله عنوان مدرستك من خلال الآتي:

دَرِّب عقلك على التفكير بمفردك

درب عقلك على التفكير السليملا تكن مثل آلة التسجيل التي تسجل المعلومات في أوراق عقلك تستخدمها عند الحاجة، وترميها عندما تنتهي منها، يقول ألبرت أينشتاين:

“التعليم هو ليس تعلُّم الحقائق والمعلومات، إنما هو تدريب العقل على التفكير”.

كن مخططًا ناجحًا

خطط لنفسك، ولا تنتظر أحدًا. نَظِّم وقتك، ضع هدفًا أمام عينيك تريد الوصول إليه، ابتعد عن التشتت في اكتساب المعلومة، رتب أفكارك بشكل سليم كما لو كانت شجرةً جذرها وأغصانها المعلومات التي حصلتَ عليها في مراحل دراستك السابقة، وأوراقها هي أفكارك التي اكتسبتها لاحقًا من مدرسة عقلك.

ابحث عن مصادر تعليمك بنفسك

تلك المدرسة الموجودة داخل عقلك بحاجة إلى مصدر يغذي أفكارها، كن باحثًا محترفًا عن المعلومة سواءً عن طريق الكتب أو عن طريق الإنترنت، فالعالم أصبح قريةً صغيرةً تستطيع أن تجد ما تريد بكل سهولة وراحة وأنت جالس في بيتك.

حَدِّث من أفكارك وطورها

حَدِّث من أفكار مدرستك وطورها بما يتناسب مع الواقع. قم بترميم هيكلها وزد عليها، فالحياة لا تتوقف عند فكرة، وإذا لم تحدثها وتطورها تبقى عقيمةً وقديمةً، مثل بذرة في صحراء لن تنبت لتثمر داخل مدرسة عقلك.

قوِّم نفسك.. وكن المفكر والناقد معًا

 قوِّم نفسك، ولا تنتظر من يقيمك، قارن بين مدرسة عقلك وعقول من سبقوك، وانظر إلى أي حد وصلت إليه، طبق ما تعلمته على أرض الواقع؛ فلا يكفي أن تجمع الأفكار داخل عقلك لتبقى حبيسةً بين جدران مدرستك، بل اجعلها تخرج للعلن لترى النور تطبقها على الواقع، فتكون جسرًا نحو مستقبل ناجح لك ولغيرك.

أخيرًا …

المعرفة بحر واسع مهما اغترفت منه يبقى هناك الكثير والكثير كي تأخذ منه أكثر، وكلما تعمقت فيها أكثر اكتشفت أنَّك كنت تجهل أكثر مما تعرف.

قم ببناء عقلك قبل أن تبني حياتك، واجعل من كل فكرة تدخل عقلك لبنةً تبني بها مدرستك الخاصة، فيكون بابها طريقك نحو النجاح ونوافذها عين على إشراق مستقبل جديد.

محمد أمين الحموي

باحث … في مسرح الحياة … عن حلمي بين الكلمات
زر الذهاب إلى الأعلى