رأي الوالدين

استثمار وجود الأجداد في تربية الأحفاد

في الفترة الأخيرة ازدادت الأسرة تباعدًا بسبب ظروف العمل وتغير الأوضاع المجتمعية مما سبب في بعض الأحيان عودة بعض الأسر الحديثة نحو تواجد أحد الأجداد في المنزل سواءً كان في زيارة أو إقامة شبه دائمة عند أحد الأبناء. ولا تخلو العلاقة بين الجد والحفيد من بعض التوترات المتمثلة باختلاف الفكر والزمن والعمر وكذلك صراع الأجيال والطباع. ومع ذلك علينا ألا نغفل عن الفوائد المهمة لأدوار الأجداد في تربية الصغار، وكيف يمكننا استثمار علمهم ومعرفتهم والحد من الصراعات والتشنجات قدر الإمكان، فهم كنوز من العلم والخبرات التي لو عرفنا كيف نستثمرها لنشأ لدينا جيل واعٍ متميز ..

فيما يلي استعراض لفكرة وجود الأجداد بين الإيجابيات والسلبيات:

– من أهم الفوائد أن يعرف الطفل الامتداد الطبيعي للعائلة المتمثل في وجود الأجداد ثم الآباء ثم الأحفاد، وينمو بذلك الجانب العاطفي للأسرة الكبيرة التي تشعر الطفل بالمكانة وتعطيه الثقة بالنفس.

– أن يتعلم الطفل احترام الكبير والاهتمام به ورعايته وحسن التعامل مع مشاعره ويرى كيفية تعامل والديه معه.

– كثير من الأجداد أكثر صبرًا من الوالدين وأكثر حنانًا للطفل كونهما يعيشان مع الطفل فترة قصيرة وبذلك يكون وجودهما عامل توازن في الأسرة، ومن منا لا يتذكر حنان الجد والجدة ويحلم بالنوم عندهما وهو صغير وكيف يشعر بالأمن في وجودهما مهما ارتكبا من أخطاء أمام الوالدين.

– قد يصبح الأجداد المتشاركين في المنزل بمثابة المربين المباشربن للطفل وقد يشابه فعلهما فعل الوالدين ويكون أكثر تناغمًا وانسجامًا مع الطفل في ذات الوقت، ولذلك من المفيد إشراكهما في عملية التربية وتزويدهم بالقصص والحكايا وطرق التعامل المناسب مع الابن، وكذلك توجيه النصح بشكل لطيف إذا كانا يزيدان في الحنان والعاطفة أو يقسوان على الطفل وشددان في التعامل معه، قد يصبح الجد أو الجدة أقل صبرًا خصوصًا عند الذين يعانون من أمراض مزمنة لذلك من الأفضل إبعاد الطفل عن إزعاجهم واحترام أوقات النوم والهدوء لديهم.

– قد يتجاوز بعض الأجداد التعليمات والضوابط المفروضة على الطفل ويغدق الحب على الطفل أو يرهقه بكثرة المطالب وهذا يشكل إرباكًا للطفل في منظومة القيم والمبادئ لديه، وينشأ في ظل نظام غير منسجم وغير متوافق فما هو مسموح هنا ممنوع هناك، لأجل ذلك يجب الاتفاق مع الأجداد على منظومة معينة تحدد فيها الأولويات والأهداف فليس من حق أي من الجد والجدة أن يحل مكان الوالدين، ولكل منهما وظيفته في التربية والإرشاد والنصح.

– من حق الأبناء على آباءهم أن تتم مناقشة الأسلوب التربوي الأنفع مع الأحفاد وأن يتم توجيههم نحو العادات والتقاليد المجتمعية التي يسيرون عليها، والتي تضمن تنشأة الطفل بشكل سوي مناسب، ومن حق الأحفاد أن نحميهم من تسلط الأجداد وعنفهم الشديد ونوقف تدخلهم في التربية والتهذيب إن أدى ذلك إلى انتهاك أو تعدٍ وإيذاء نفسي ومعنوي للطفل.

أسماء الجراد

كاتبة سورية / حاصلة على بكالوريوس إدارة أعمال / بكالوريوس علوم قرآن / معهد إعداد معلمات القرآن الكريم أم لطفلين
زر الذهاب إلى الأعلى