دراساتمقالات و أبحاث مترجمة

استكشف نمط تعلمك الفريد بناءً على نظرية يونغ!

لكل منا نمط تعلم فريد يُميزه، ومن خلال استكشافه يمكنه تطوير قدر هائل من المهارات التي يستطيع استخدامها بعد ذلك في تعزيز عملية تعلمه تلك، ومن ثم تحقيق أعلى الدرجات والمراكز.

وأنماط التعلم في العموم، هي تلك الأساليب التي تؤثر في مدى قدرتنا على جذب المعلومات في ظروف معينة –على سبيل المثال– بعض الطلاب يتعلمون بشكل أفضل من خلال سماع المعلومات، بينما يتعلم الآخرون بشكل أفضل من خلال رؤيتها، وهكذا تتنوع أنماط التعلم بين التلاميذ وتميِّزُهم عن غيرهم.

والمثير للدهشة هو أن نظرية أسلوب التعلم الموَحَّد، تعوِّل على نحو كبير على عمل عالِم النفس التحليلي كارل يونغ، الذي طوَّر نظريةَ للأنواع النفسية، مُصمَّمَة لتصنيف الأفراد من حيث أنماطُ الشخصية المختلفة.

وتركز نظرية كارل يونغ على نوعين رئيسَيْن من الشخصيات، هما: المنفتح والانطوائي، وأربعة وظائف نفسية أساسية، هي: التفكير، والشعور، والاستقراء، والحدس. والجدير بالذكر أن هذه النظرية أسهمت في وقت لاحق في تطوير مؤشر مايرز بريجز الشهير الآن، وهو أحد أهم المؤشرات العالمية التي يتم استخدامها في تحليل الأفراد.

وبالإضافة إلى تأثير نظرية يونغ على تحليل الشخصية، يمكن أن يتم استخدام أبعادها أيضًا في تحديد أساليب التعلم المختلفة وتعزيزها، وخصوصًا أن كلَّ بُعدٍ من أنماط يونغ يمثل جانبًا فريدًا من أنماط التعلم أيضًا، ومن المهم أن تتذكر أن أسلوب التعلم الفردي الخاص بك قد يتضمن مجموعة مشتركة من هذه الأبعاد النفسية؛ فعلى سبيل المثال قد يشتمل أسلوبك على عنصري الاستقراء والتفكير معًا، وبفهم هذه العناصر سوف تصبح أكثر قدرة على تحديد أفضل طريقة يمكنك أن تستخدمها لتعزيز عملية التعلم الخاصة بك!

لذا إليك مجموعة من أنماط التعلم المبنية على نظرية يونغ، وكيف يمكنك تحديد الأنماط التي تميزك من خلالها:

نمط التعلم المنفتح/ المنبسط

يشير المكون الأول لأبعاد أسلوب التعلم بناء على نظرية يونغ، إلى كيفية تفاعل المتعلمين مع العالم الخارجي، حيث يستمتع المتعلمون المنفتحون بتوليد الطاقة والأفكار من أشخاص آخرين؛ فنجدهم يُفضلون التنشئة الاجتماعية والعمل في مجموعات، وتتضمن أنشطة التعلم التي تساعد المتعلمين المنفتحين على العمل الجماعي، وحل المشاكل، وتعليم الآخرين، والمشاركة في مجموعات التجارب.

نسبة المتعلمين المنفتحين:

ما يقارب من 60 ٪ من المتعلمين هم متعلمون منفتحون.

مميزات المتعلم المنفتح:

يتعلم أفضل من خلال التجربة المباشرة.

يُفضل العمل مع الآخرين في مجموعات.

يجمع الأفكار من مصادر خارجية.

على استعداد للقيادة والمشاركة وتقديم الآراء.

يقفز دون توجيه من الآخرين.

نمط التعلم الانطوائي/ المنغلق

في حين أن المتعلمين الانطوائيين لا يزالون اجتماعيين، بيد أنهم يفضلون حل المشاكل بأنفسهم، حيث يتمتعون بتوليد الطاقة والأفكار من المصادر الداخلية، مثل العصف الذهني، والتأمل الشخصي، والاستكشاف النظري، وغالبًا ما يُفضِّل هؤلاء الطلاب التفكير في الأمور قبل محاولة تجرِبة مهارة جديدة؛ لذا إن كنت تستمتع بالدراسة الفردية، والعمل الفردي، والأفكار المجردة، فأنت على الأرجح متعلم انطوائي.

نسبة المتعلمين الانطوائيين:

ما يقارب من 40٪ من المتعلمين هم متعلمون انطوائيون.

مميزات المتعلم الانطوائي:

يفضل العمل بمفرده.

يتمتع بالهدوء.

في كثير من الأحيان يولد الأفكار من المصادر الداخلية.

يُفضل الاستماع والمشاهدة والتأمل.

يحب أن يراقب الآخرين قبل محاولة مهارة جديدة.

نمط التعلم الحسي/ الاستشعاري

يركز المتعلمون المستشعرون على جوانب البيئة المادية، وقد وصف يونغ هؤلاء الأفراد بأنهم مهتمون بالعالم الخارجي، حيث يميلون إلى أن تكون أفكارهم واقعية وعملية، كما يُفضلون الاعتماد على المعلومات المُكتسبة من خلال التجربة.

وفي حين أنه يتمتع الأشخاص الذين يتميزون بنمط تعلّم الاستشعار بالروتين والنظام، لكنهم يميلون أيضًا إلى التكيُّف بسرعة مع البيئات والحالات المتغيرة.

نسبة المتعلمين المستشعرين:

ما يقارب من 65٪ من المتعلمين هم متعلمون مستشعرون.

مميزات المتعلم المستشعر:

يركز على الحاضر.

عملي ومعقول.

يستفيد من الخبرة والفطرة السليمة لحل المشاكل.

ينتبه بشدة للعالم المحيط.

نمط التعلم الحدسي/ البديهي

يميل المتعلمون البديهيون إلى التركيز أكثر على عالم الاحتمالات، على عكس المتعلمين الذين يهتمون بالحاضر، يتمتع أولئك الأشخاص بقدرات عالية على توليد الأفكار وتوقع النتائج المحتملة، وغالبًا ما يحبون التفكير المجرد، ويسبحون طَوال الوقت في أحلام اليقظة وتخيل المستقبل!

نسبة المتعلمين الحدسيين:

ما يقارب من 35 ٪ من المتعلمين هم متعلمون بديهيون.

مميزات المتعلم الحدسي:

يُفضل العمل على فترات قصيرة متقطعة، بدلاً من إنهاء المهمة دفعة واحدة.

يستمتع بالتحديات والتجارب والمواقف الجديدة.

من المرجح أن ينظر إلى الصورة الكبيرة بدلًا من التفاصيل.

يحب النظريات والأفكار المجردة.

نمط التعلم المفكر/ المنطقي

يميل الأفراد الذين لديهم أسلوب التعلم المُفكر، إلى التركيز بشكل أكبر على بنية ووظيفة المعلومات والأشياء، وأيضًا التفكير في استخدام العقل والمنطق عند التعامل مع المشاكل والقرارات، وغالبًا ما يرتكز هؤلاء المتعلِّمون على الأفكار الشخصية الخاصة بالصواب والخطأ والإنصاف والعدالة.

نسبة المتعلمين المفكرين:

ما يقرب من 55 ٪ من الذكور، و35 ٪ من الإناث، هم متعلمون مفكرون.

مميزات المتعلم المفكر:

يهتم بالمنطق والأنظمة.

يبتعد عن القرارات المبنية على العواطف.

يلجأ إلى العقل والمنطق في أغلب قراراته.

نمط التعلم العاطفي/ الشعوري

يقوم الأشخاص الذين لديهم النمط العاطفي، بإدارة المعلومات استنادًا إلى المشاعر الأولية والمشاعر التي يولدونها حينها. ويهتم الأفراد الذين لديهم هذا الأسلوب بالعلاقات الشخصية والمشاعر والوئام الاجتماعي؛ لذا إذا كنت تبني قرارتك على العواطف، ولا تحب الصراعات، فقد يكون لديك أسلوب تعلم عاطفي.

نسبة المتعلمين العاطفيين:

ما يقارب من 45 ٪ من الذكور، و65 ٪ من الإناث، هم متعلمون عاطفيون.

مميزات المتعلم العاطفي:

غالبًا ما يهتمون بالأشخاص ومشاعرهم.

في تناغم مع مشاعرهم الخاصة ومشاعر الآخرين.

يقومون ببناء القرارات الأساسية بناء على المشاعر الفورية.

يولدون الإثارة والحماسة في العمل الجماعي.

نمط التعلم التخطيطي/ النظامي

يميل المتعلمون النظاميون إلى أن يكونوا حاسمين للغاية، وفي بعض الحالات، قد يتخذون القرارات بسرعة كبيرة قبل أن يتعلموا كل شيء يحتاجون إلى معرفته عن موقف ما؛ حيث يفضل هؤلاء الطلابُ النظامَ، وهذا هو السبب في أنهم يميلون إلى تخطيط الأنشطة والجداول الزمنية بعناية شديدة، لهذا يصعب عليهم تغيير قراراتهم بعد ذلك؛ لذا إن كنت منظمًا بدرجة عالية، وتحب للتفاصيل، ولديك آراء قوية، فقد تكون متعلمًا مُخططًا.

نسبة المتعلمين المخططين:

ما يقارب من 45 ٪ من المتعلمين هم متعلمون مخططون.

مميزات المتعلم المُخطط:

لا يحب الغموض.

يميل إلى أن يكون حازمًا في قراراته.

منظم جدًا ومخطط.

لديه آراء قوية.

يتبع القواعد بشكل عام.

نمط التعلم المنظم/ المستقبل

يتميز المتعلمون الإدراكيون، باتخاذ القرارات بطريقة مندفعة استجابةً إلى المعلومات الجديدة التي حصلوا عليها، ومع ذلك، فإن هؤلاء المتعلمين يميلون إلى التركيز أكثر على إشراك فضولهم بدلًا من اتخاذ القرارات، وعلى عكس المخططين الذين يميلون إلى عدم تغيير آرائهم وقراراتهم المُسبقة، فإن المتعلمين الإدراكيين يُفضلون إبقاء خياراتهم مفتوحة.

لذا إن كنت تميل إلى بَدء العديد من المشاريع في وقت واحد –في كثير من الأحيان لا تنتهي من أي منها– وتتجنب الجداول الزمنية الصارمة، وتقفز إلى المشاريع أولًا دون تخطيط، قد تكون متعلمًا إدراكيًّا.

نسبة المتعلمين المستقبلين:

ما يقارب من 55 ٪ من المتعلمين هم متعلمون إدراكيون.

مميزات المتعلم المستقبل:

في كثير من الأحيان يتخذ قرارات متهورة.

يغير القرارات بناء على المعلومات الجديدة.

يكره الهيكل والتنظيم.

يميل إلى أن يكون مرنًا جدًّا وقابلًا للتكيف.

في بعض الأحيان يواجه صعوبة في اتخاذ القرارات.

في النهاية، ما يجب أن تعلمه جيدًا، هو أن تحديد النمط الشامل لتعلمك قد يكون مهمًا جدًا في تحسين دراستك ومهاراتك، ويمكنك فعل ذلك بسهولة اعتمادًا على المقال السابق، من خلال اختيار نمط واحد من كل نمطين متعاكسين، وتجميعهم في النهاية كي تحصل على نمطك الشامل.

لنقم بتجربة عملية، قم بجلب ورقة وقلم، وبناء على ما فهمته من السابق، قم باختيار كلمة واحدة، من كل سطر من السطور القادمة أولًا:

المنفتح – الانطوائي.

المستشعر – الحدسي.

المنطقي – العاطفي.

المخطط – الإدراكي.

الآن بعد تحديد كلمة واحدة من كل اختيار بناء على ما يميزك، أصبح لديك أربعة أنماط فريدة تقوم مُجتمعة بتكوين نمطك التعليمي والشخصي الشامل، والذي يمكنك استخدامه في تعزيز نقاط قوتك وتنمية مهارات التعلم لديك. لذا، لا تتردد في البحث أكثر عن هذه الأنماط بهدف معرفة المزيد عنها لتطوير مهاراتك، أو ببساطة يمكنك الاطلاع على مقالاتنا السابقة، وانتظار مقالاتنا القادمة عنها!

المصادر:

Learning Styles Based on Jung’s Theory of Personality

8 Personality Types, According to Carl Jung

عمر طارق

“أهتم بقضايا العلم والتقنية والتعليم في المقام الأول، كما أعشق البحث والكتابة”
زر الذهاب إلى الأعلى