صوت الطلبةمن الجامعة

اطلب العلم ولو في جامعاتنا !

يقول الصينيون رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة فعندما ينطلق الطالب عندنا في رحلته الماراثونية ليطلب العلم لا يجده إلا شحيحًا فيتخدر عقله وتنتهي الرحلة قبل إتمام الخطوة الأولى، هذا مقابل ما يجده من حرية! وافعل ماشئت إن لم تستحي… هكذا هي أماكن العلم في بلادنا… هي عبارة عن مقاهي و مراقص ليلية ومسابقات لجمال الشكل ليس الروح و المخ، تعج بإطارات المستقبل التي تنمي عقلها عن طريق ما يهضمه من بن و شاي ورقص شرقي على طريقة “اه و نص” و “لابسين من غير هدوم”، فالهدف من التعليم عندنا ليس استبدال العقل الفارغ بعقل منفتح ولكن بإغلاق العقل المنغلق الى الأبد و رميه في سلة المهملات وحرقه بالمازوت والبنزين والكيروسين، فعندنا الطالب يهضم و يبتلع كل شئ الا العلم، والمعلم كما المتعلم في جامعاتنا يهتم بالتنزه وشم النسيم وتغيير الجو و”البصبصة” شمال يمين وغمز الصبايا اللواتي يعبئن حقائبهن بالمكياج أكثر من الكتب والأقلام والأوراق، فهم يهتمون بتجميل أشكالهم أكثر من تجميل عقولهم و نفوسهم، فلو عاش فيلو البيزنطي و هيرودوت و كليماخوس لوجدوا أعجوبات أعظم من هرم خوفو وحدائق بابل! عندنا في كلياتنا التمايل في التعليم والانتهازية وسوء التسيير والإضرابات دون نهاية حتى أصبحت العطل أكثر من الدراسة، والطالب عندنا في عطلة غير مدفوعة الأجر أما المكتبة فهي خربة فيها كتب من غير أوراق، فعندنا من يطلب العلم عليه أن يقف في الطابور للركوب في الباص وإذا ركب يموت واقفا لأنه لا يجد الأماكن، وعليه أن يدفع… و عندما يدخل إلى الكلية يجلس على طرابيزة مغبرة معوجة مكسرة تشبه طريقة التعليم! هذا إذا حضر المعلم طبعا ومع ذلك اطلبوا العلم و لو من جامعاتنا!

زر الذهاب إلى الأعلى