التعليم الإلزامي في العراق فرصة مهمة للتربية والتعليم!
في العراق ومنذ بداية تأسيس المدارس التعليمية المجانية اصبح التعليم في المراحل التعليمية الابتدائية مرحلة من التعليم الإلزامي التي تكفل التعليم لجميع أبناء الشعب وتستهدف تربية الأطفال وتعليمهم من أوائل سنتهم السادسة، وتسعى الى إكسابهم العادات والمهارات والمعلومات والاتجاهات والقيم والميول المرغوب فيها وتنوير أذهانهم وتنمية جميع قدرات الطفل العقلية والنفسية والجسمية والخلقية والروحية إذ نصت المادتان الثالثة والسادسة من نظام المدارس الابتدائية في العراق، بأن المرحلة الابتدائية شاملة لجميع الأطفال الموجودين في محيطها، وتنفتح لقبولهم على اختلاف قدراتهم واستعداداتهم واختلاف أحوالهم الاجتماعية والاقتصادية من دون أي تمييز.
ومع بداية كل عام دراسي كانت الفرق الجوالة من المعلمين والمعلمات في المدراس الابتدائية تجوب الشوارع وتزور البيوت للكشف والمسح عن الطلاب المشمولين للتعليم الالزامي لتسجيلهم في المدارس، الا انه مع تطور الزمن وتقادم الطريقة المذكورة غابت تلك الفرق ولم يعد لها وجود في الكثير من المناطق العراقية، طريقة المسح وتسجيل الطلبة وفق تلك الطريقة كان لها مردود تعليمي ملحوظ لدى الكثير من أبناء تلك المناطق والارياف المحيطة بها. ومن الجدير بالذكر ان التعليم الالزامي كان يمر بستة مراحل وهي المرحلة الابتدائية بكامل صفوفها!
اذ كانت تساهم في الاهتمام في الأجيال وتعتني بتعليمهم واجبارهم على التسجيل في المدرسة بصورة تفوق عن اهتمام اهاليهم وذويهم، فمن المعروف ان الكثير من الأهالي والبيوت وخصوصا في الأرياف العراقية لا يرغبون في ارسال أولادهم للتعليم لأسباب كثيرة هم من ناحيتهم كأهل يرونها ضرورية كان يقوم بإعانة اهلة على العمل او ما سواه وهو كطفل، ومن ناحية المدرسة والتعليم يعتبرونها جريمة لا تغتفر، ومن جانبه كطفل في بداية عمره وحياته لا يعرف مصلحته ويكون غالبا مع قرارات اهله، الا ان القوانين التعليمية الإلزامية وطريقة تسجيل الطلبة في المدراس كان لها القرار والبت به، فكان لهذا التعامل المردود النافع للكثير من الطلبة وخصوصا في الأرياف والقرى الا ان هذه الطريقة وكما قلنا سابقا قد تلاشت وذهبت ادراج الرياح تماشيا مع التطور والديمقراطية في الوطن! وبكل تأكيد ساهم الغاء هذه الطريقة في تدهور المستوى التعليمي لدى المجتمع الريفي لدرجات متدنية.
المواد الاجتماعية في مراحل التعليم الالزامي “الابتدائية”:
ومن ابرز ما كان يهتم به التعليم الالزامي في العراق إضافة الى المواد الأساسية من اللغة والدين والعلوم والرياضيات هي المواد الاجتماعية كالجغرافية والتاريخ والوطنية، يأتي الاهتمام بهذه المواد كون انها تنبثق في المرحلة الابتدائية لما تتضمنه من قيم وأهداف، فتهدف الى تمكين أطفال العراق من تطوير شخصياتهم كافة ليكونوا مواطنين صالحين يؤمنون بالله والمثل الإنسانية ويخلصون لوطنهم وأمتهم، والى إكسابهم أدوات المعرفة الأساسية وأسس الثقافة العربية والإسلامية، وحبهم للوطن والعلم، وحب العمل وممارسته والتعاون في أدائه بما يكفل مساهمتهم في تحقيق التنمية والتقدم لمجتمعهم وإشرابهم القيم الروحية والفضائل الخلقية ليتمكنوا من ممارسة مسؤولياتهم نحو أنفسهم وأسرهم ووطنهم وأمتهم.
كما تسهم المواد الاجتماعية في إكساب التلاميذ القدرة على الملاحظة وإبداء الرأي والمناقشة وحل المشكلات والتفكير الناقد، ومتابعة الأحداث الجارية والقضايا المعاصرة، والاستفادة من مصادر البيئة المحلية، كما تنمي لدى التلاميذ مهارات التعليل والتحليل والمقارنة. وكذلك لما تحتويه مادة الجغرافيا فهي إحدى المواد الدراسية البالغة الأهمية لأنها أقدم أنواع المعرفة الإنسانية، ساهمت في تطوير أكثر الأمم وشعوبها، إذ لا يوجد علم يشبع حاجات الإنسان وتطلعاته للمعرفة أكثر من العلوم الجغرافيا. فمادة الجغرافيا تشكل نقطة التقاء العلوم الإنسانية مع العلوم الطبيعية وتعتبر على أنها تتداخل مع العلوم كافة كعلم الفلك، والفيزياء، والجيولوجي والاجتماع، والسياسة وغيرها من.
هذا، ويبقى التعليم الالزامي رغم التطور والحداثة محطة من المحطات القديمة التي يعتز بها الكثير من المعلمين والمربين القدامى كونهم ساهموا في تعليم أجيال كثيرة بصورة الزامية! وتعتبر مرحلة التعليم الالزامي للكثير من العراقيين جزءا من الذاكرة الوطنية والتاريخ والحضارة المتعلقة بهم كمواطنين وبوطنهم العراق الذي ساهم في تعليم ابناءهم إلزاميا!
طالب في كلية المعارف
تخصص هندسة حاسوب- السنة الرابعة