التعليم عن بعد في الجزائر .. بين الصدمة وضرورة إيجاد حلول!
مَن مِنَّا كان يتوقع أن يعيشَ العالم بأسْرِه هذا المشهدَ الدرامي الذي نعيشه اليوم!
حرب ضد مجهول حاصر سكانه داخل منازلهم، وحول أكبر مدنه ضجيجًا وصخبًا إلى مدن خاوية، وكأنما قاطنوها هم من الأشباح.
تراجيديا الكوفيد-19- ستبقى عالقة في أذهان من عايشوها، كنقطة تحول مفصلية في تاريخ البشرية، أين أصبح “الأون لاين“ أسلوب حياة.
ولأن العلماء اليوم عاجزون عن تحديد متى سينتهي هذا المشهد –الأقرب إلى الخيال العلمي– فقد كان لزامًا على النظام التعليمي أن يواكب هذا الأسلوب الجديد للحياة، ليتعين عليه اللجوء إلى ذلك التحول الاضطراري من تعليم تقليدي يعتمد على ركائز ثلاثة هي: الطالب والمنهج والأستاذ، إلى نظام التعليم عن بعد، حيث المعلمون والطلبة هم “أون لاين“ والمنهج عبارة عن بيانات رقمية.
التعليم عن بعد في الجزائر الواقع والتحديات:
المشهد هنا في الجزائر لا يختلف كثيرًا عن باقي دول العالم، غير أن تاريخ الثاني عشر من مارس 2020 سيبقى محفورًا في ذاكرة الأسرة التربوية، كتاريخ لبداية التخبط في وطن لا زال يعتمد على التعليم التقليدي بنسبة تفوق %95.
فبعد قرار تعليق الدراسة بالمؤسسات التربوية والجامعات وجدنا أنفسنا أمام صدمة حقيقية، فموضوع التعليم عن بعد بالجزائر لم يكن مطروحًا على الإطلاق قبل أزمة الكورونا، اللهم إلا بعض المنشورات المحتشمة لبعض المنصات التابعة لوزارة التعليم العالي، أو تلك المساهمات الفردية لأساتذة جعلوا من وسائط التواصل الاجتماعي منصات تعليمية لطلبة البكالوريا، أما على صعيد وزارة التربية والتعليم فالموضوع غير مدرج تمامًا.
وزارة التربية والتعليم بين الصدمة الأولى .. والسعي لإدارة الأزمة:
في وقت لجأتْ فيه دول العالم مباشرةً إلى تعليق الدراسة وتحويل نظام التعليم عن بعد، نجد أن وزارة التربية والتعليم بالجزائر قد شهدت تخبطًا في قراراتها:
– بداية بتقديم موعد العطلة الربيعة بتاريخ الثاني عشر من مارس حتى الخامس من أبريل.
– ثم قرار تمديدها إلى التاسع والعشرين من نفس الشهر مع إطلاق برنامج الدعم عبر الإنترنت، من خلال منصات تابعة للديوان الحكومي للتعليم والتكوين عن بعد لتلاميذ السنوات الانتقالية، وهي: الخامسة من الطور ابتدائي، الرابعة من الطور المتوسط، والبكالوريا.
– لنصل مع نهاية العطلة إلى قرار تحويل نظام التعليم بكل الأطوار إلى التعليم عن بعد، لتبث قنوات التلفزيون الرسمي الدروس على شاشاتها قصد الوصول إلى شريحة أوسع من الطلاب.
حيث صرح الوزير أن بث حصص التعليم قد تجاوز 10 ملايين مشاهدة خلال الأسبوع الأول على منصة يوتيوب، وأنه تم تسخير قنوات التلفزيون الرسمي والإذاعات لفئة التلاميذ غير القادرين على الاتصال بالإنترنت.
– ثم ليأتي القرار الأخير بإلغاء الفصل الثالث وامتحان شهادة التعليم الابتدائي، نتيجة لعدم قدرة هذه الفئة من الطلاب على متابعة دروسهم واستيعابها عن بعد، مع خفض معدل القبول إلى 4.40 من 10، وتأجيل البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط.
وزارة التعليم العالي وتحدي “خطة الطوارئ“:
من جهتها شرعت وزارة التعليم العالي في تقديم دروسها عن بعد من خلال ما سمي “خطة الطوارئ“ حيث قامت بـ:
– إطلاق منصة وطنية شاملة، يمكن لكل طالب الدخول إليها، حيث يختار الولاية ثم الجامعة أو المركز الجامعي ثم الشعبة ومن ثمة يقوم بتحميل المحاضرات.
ولكن للأسف تبقى الروابط معظم الوقت معطلة بسبب ضغط الطلب عليها!
– وضع خطة بديلة لتدارك الوضع حيث اعتمدت كل جامعة موقعًا مخصصًا لدخول الطلبة ومناقشة البحوث، مع اعتماد وسائط التواصل الاجتماعي لتسريع التواصل بين الطلاب والأساتذة، قصد تخفيف الضغط على المنصات.
ولضمان وصول المحاضرات للطلاب بشكل أسرع أضافت الوزارة خدمة تحميل المحاضرات مباشرة عبر “جوجل درايف“، من خلال شرائح الهاتف النقال لمتعاملي “أوريدو“ و”موبليس”.
ما موقف الأسرة التربوية من كل ما يحصل؟!
اعتماد التعليم عن بُعد في الجزائر شكل مشهدًا جديدًا على ساحة التعليمية في الجزائر، وهو ما أدى إلى تباين الآراء داخل الأسرة التربوية وخارجها عن فعالية التعليم عن بعد.
ينتقل هذا التباين في الآراء إلى داخل الأسرة الجزائرية، ولنقل صورة أوضح عن موقف الأسرة التربوية خلال أزمة الكورونا من خلال شهادات حية.
قررت استضافة أسرة آل “سعدي“ والتي هي أسرة تربوية بامتياز على اعتبار أن جُلَّ أفرادها هم عمال بقطاع التربية بأطوار مختلفة، فيما يمثل الباقون آباء وأمهات وجدوا أنفسهم أمام معضلة حقيقية هي التعليم المنزلي.
التعليم عن بُعد بعيون رواد المدارس الابتدائية:
كثيرون هم من طالبوا الوزارة بالإقرار بالعجز أو حتى بفشل تجربة التعليم عن بعد، وسط مقترحات بإلغاء الفصل الثالث منذ بداية الأزمة، وهو ما جنحت إليه الوزارة في قراراتها الأخيرة، وهو ما يرجع بالأساس لعدة أسباب لخصها ضيوفي فيما يلي:
مناطق الظل.. ونجاعة التعليم عن بعد فيها يبقى الهاجس الأول:
بداية حواري كانت مع المعلم الأول بالأسرة الخال حسين سعدي برصيد أكثر من 30 سنة معلمًا بالمدرسة الابتدائية تنقل فيها بين مناطق الظل والمدينة، ليؤكد أن خبر توقيف الدراسة، واللجوء إلى العطلة الاضطرارية قد سقط كالصاعقة!
فبعد جهد جهيد من طرف الأساتذة والتلاميذ خلال فصلين كاملين، وبداية امتحان الفصل الثاني، أتت مفاجأة تعليق الدراسة فلا التلاميذ أخذوا معدلاتهم ولا الأساتذة أنهوا العملية التقويمية، لكن ما باليد حيلة فصحة الجميع أولى من كل نتيجة.
أما فيما يخص قضية التعليم عن بعد أو تلقى الدروس عن طريق القنوات التلفزيونية فقد رأى أنه شيء إيجابي في هذا الوضع، لكن هل تتوفر بمناطق الظل في الجزائر كهرباء لا تنقطع أثناء بث الدروس على الشاشات؟!
وكيف هو الحال بالنسبة للإنترنت والهواتف ذكية؟ وهل قوة تدفقها في المدن يؤدي الدور المنوط بالعملية؟
وهو ما يعني أيضًا أن إمكانيات العائلات تؤرق نجاح العملية!
وبالتالي فالأفضل هو الاكتفاء بفصلين لأن ما قدم فيهما فاق نسبة 80% من إجمالي المقرر الدراسي، ويمكن تدارك ما بقي في بداية السنة الدراسية الجديدة.
وزد على ذلك نفسية التلاميذ غير المهيأة لتلقي الدروس، بالنظر إلى عدد الأشهر التي توقفوا فيها عن الدراسة، ولا ننسى الظروف المناخية الصعبة في فصل الصيف لسكان الجنوب.
هل يستوعب الطلاب ما يقدم على الشاشات حقًا؟!
هذا السؤال الذي طرحته المعلمة “علية شريفي“ –والتي هي في الوقت نفسه أم لتلميذة بالطور نفسه– حيث رأت فيما يحصل على الساحة خسارة حقيقية نظرًا لأهمية دروس الفصل الأخير.
ولكن ما باليد حيلة فتعليق الدروس جاء من أجل “حياة النفوس” على حد تعبيرها، وقد ذهبت مع مقترح تدارك دروس الفصل الثالث مع بداية الموسم الجديد خاصة وأننا نتحدث عن أربعة أسابيع بيداغوجية فقط.
أما بالنسبة للدروس التي تبث على شاشة التلفاز فقد رأت أنها لا تسمن ولا تغني من جوع خاصة لمراحل التعليم الابتدائي والمتوسط؛ لأننا لا نستطيع تقييد الطفل أمام شاشة التلفاز أو جهاز الحاسوب، وإن تم إجباره على ذلك هل يستوعب ما يعرض أمامه؟!
وقد جاء تساؤلها هذا انطلاقًا من تجربتها الشخصية مع صغيرتها، رغم كل محاولاتها لتدارك الوضع –وهي المنتسبة إلى القطاع فما بالك بالأمهات اللواتي لا يدركن ما يدور داخل المناهج–.
وهو ما يعتبر خسارة لمحور العملية التعليمية التعَلُّمية فهو من يستنتج المعلومة ولا تعطى له، معتبرة أن هذه التجربة قد تنجح مع طلاب الثانوي والجامعة لكنها لن تلاقي نفس الصدى لدى الطورين الابتدائي والمتوسط، فمن وجهة نظرها الدروس عن بعد إرهاق لا طائل من ورائه، فأين واقع المثلث الديتاكتيكي فيها؟
ظروف الأسرة الجزائرية.. وصعوبة تخصيص غرف خاصة للتعليم:
ولا يمكن أن ننهي الحديث عن الطور الابتدائي دون استضافتنا لتلاميذ يعيشون واقع الحجر الصحي لأكثر من شهرين وجدوا أنفسهم مجبرين على التعامل مع نظام تعليمي جديد اسمه “التعلم من المنزل”.
والذي كان من الصعب تقبله من طرف التلميذة “جيدل مرام“ من الصف الثاني ابتدائي والتي أكدت أنها تجد صعوبة في التركيز واستيعاب ما يقدم من دروس على شاشات التلفاز أو عبر الإنترنت والانضباط بمواعيد تقديمها.
فرغم جميع جهود والدتها لتوفير مناخ ملائم للدراسة داخل البيت، يبقى عدد الدروس التي استطاعت استيعابها ضئيلًا جدًا، وذلك راجع بدرجة أولى لعدم تقبل أن ما هي فيه الآن ليس عطلة مدرسية وإنما ظرف مجتمعي خاص.
ثم إلى تعودها على الراحة واللعب نتيجة الحجر الصحي التام ووجود إخوة أصغر منها بالبيت يطالبونها باللعب معهم طوال الوقت.
واعتبرت أن مصدر السعادة الوحيد في كل ما يحصل هو عدم اضطرارها للاستيقاظ المبكر قصد الذهاب للمدرسة.
وهو نفس الشعور الذي تتقاسمه مع “ إخلاص سعدي“ التلميذة بالمتوسط و”بسملة” طالبة السنة أولى ثانوي، حيث أكدتا على صعوبة التركيز والانضباط داخل المنزل مع كل وسائل الترفيه المتاحة، خاصة وأن لا مواد تعليمية مقدمة على الشاشات لطلاب السنة الثانية متوسط.
فقد اكتفت الوزارة ببث الدروس الخاصة بالسنة الرابعة على اعتبارها سنة نهائية، وكذا حال السنة الأولى ثانوي حيث تم التركيز على طلاب البكالوريا.
كل هذه الظروف وغيرها أجبرت الوزارة أخيرًا على الاكتفاء بفصلين دراسيين حيث ظلت فكرة التعليم عن بعد بعيدة عن غايتها وهي التحصيل العلمي.
عطلة مدفوعة الأجر .. أم حرب مع الزمن لإنجاح الموسم الجامعي؟
على الجانب الآخر فإن الجامعة الجزائرية قد رفعت تحدي “إنجاح الموسم الجامعي” استنادًا على وعي الطلاب والدكاترة على حد سواء، حيث لاحظنا انقسام الساحة التعليمية الجامعية إلى قسمين:
– قسم اعتبر الوضع الحالي عطلة مدفوعة الأجر غاب فيها الضمير ليبقى مصير طلابهم معلقًا بمدى التزامهم.
– قسم قرر رفع التحدي وإدارة معارك مع فيروس الكورونا من جهة والزمن من جهة أخرى، ويواصل حربه محاولًا إيجاد حلول لكثير من العراقيل.
بين منصات معطلة.. ومجموعات المسنجر التي أصبحت وسائط للتعليم:
التوتر والانشغال الدائم قد صار الوصف الدقيق لحال الدكتور “إسماعيل سعدي“ الذي لم يكن من السهل عليّ حواره وسط كل ذلك الكم من الضغط الذي يعيش فيه.
فقد تحولت غرفة مكتبه إلى إدارة وقاعة محاضرات في نفس الوقت، فهو الأستاذ الجامعي بالمركز الجامعي –بريكة– ولاية باتنة شرق العاصمة الجزائرية –تخصص أدب عربي حديث – الذي يشرف على تدريس تخصّصين.
الأول، مقياس علوم التربية لسنوات الأولى ماستر دراسات أدبية، والثاني يتعلق بمقياس النص الشعري المغاربي الحديث، ويقوم بالإشراف على أربع عشرة رسالة تخرُّج بين مستوى الماستر دراسات لغوية، ومستوى ليسانس دراسات أدبية.
حيث وفي رده على سؤالي عن وجه الاختلاف في التدريس قبل وبعد فيروس الكورونا أجاب:
كان التدريس قبل انتشار جائحة الكورونا يسير بحالة جدّ عادية، نقدّم محاضرات للطلبة في المدرجات، ثم نلتقي بهم في الأقسام لمناقشة بحوثهم المحضّرة سلفًا، تشمل المناقشة الجانب الشكلي الذي يتعلّق بمنهجية البحث وكذا الجانب المعرفي والنتائج المتوصّل إليها من طرف الطلبة، صراحة تغمرنا السعادة ونحن نتلقى أسئلة الطلبة، ويُسرّون أكثر حينما نُقدّم لهم بعض المراجع التي تعينهم على إنجاز بحوثهم؛ لأنّ مركزنا الجامعي فتيّ يفتقد للكثير من العناوين التي يحتاجها الطلبة.
لما حلّت هذه الجائحة وجدنا أنفسنا ندخل عالمًا إلكترونيًا يفتقد فيه طلبتنا لأبسط وسائل التواصل، فأغلبهم لا يملكون الحواسيب المزوّدة بشبكة الإنترنت، بالإضافة إلى بطء الإنترنت في الموقع المعتمد في المركز الجامعي “سي الحواس بريكة Easyclas”، وكذا هو الحال بالنسبة لجميع روابط منصات الوزارة التي تبقى معطلة معظم الوقت.
لجأنا إلى حيلة أخرى هي الاشتراك في مجموعات ماسنجر، نقوم بشرح ما كان غامضًا في المحاضرات ونناقش البحوث التي ترسل مسبقًا على البريد الإلكتروني للأستاذ، والذي بدوره يوزعها على الطلبة بنفس الطريقة أو في المجموعة.
خريجو هذا العام .. وأزمة القسم التطبيقي من مذكرات تخرجهم:
“صدمة العمر” هكذا وصفت “أشواق سعدي” الطالبة بجامعة محمد بوضياف بالمسيلة، والتي كانت تعد مذكرة تخرجها، فجاء قرار تعليق الدراسة، وهو القرار المفاجئ الذي خلط الموازين بنظرها.
فبعدما تجاوزت عدة عراقيل للبدء في مذكرة الماستر كان أهمها نقص المراجع والمصادر، وصعوبة الموضوع، وقلة الالتقاء بالأستاذ المشرف، وجدت نفسها تعود لنقطة الصفر!
تحدثت عن حالة التوتر التي أصبحت تعيش فيها اليوم قائلة: “الوضع أصبح حرجًا فلا مراجع موجودة ولا فصل تطبيقي سينجز“.
وعلى غرار العديد من الطلبة الذين أثلج صدورهم خبر تعليق الدراسة مع تخصيص قاعات مغلقة لمناقشة مذكرات التخرج، أصبح هاجسها هو ماذا سيحدث؟ ومتى سنجتاز الأزمة؟
أما عن مدى تقدمها في إنجاز مذكرة التخرج، فقد أجابت بأنها قد وضعت بعض الأفكار غير المرتبة على الورق تنتظر التصحيح، في حين أنها لا تستطيع الاتصال بالأستاذ المشرف وكل ما يجب فعله هو الانتظار.
المؤسسات لا تجيب وإيميلات لرفع العتب:
انتظار تتقاسمه مع السيدة “بشرى جيلط“ الطالبة بقسم المحاسبة بنفس الجامعة –والتي لطالما رفعت تحدي إكمال دراستها مهما كانت الظروف على اعتبار مسؤوليتها بصفتها زوجةً منذ سنتها الجامعية الأولى– والتي وجدت نفسها تدرس وتدير المنزل دون حاجة لتلك الرحلة اليومية خارجه، ورغم هذا فإن حالها لا يختلف كثيرًا عن حال بقية الطلبة.
حيث أنها قد أنهت القسم النظري من مذكرة تخرجها فيما القسم التطبيقي منها قيد الانتظار، فرغم أن الجامعة قد قدمت على موقعها مجموعة من الإيميلات وأرقام الهواتف لمؤسسات عرضت خدماتها للطلاب، إلا أنها لا تعدو عن كونها خطوة لرفع العتب ليس إلا، فلا المؤسسات تجيب على أرقام هواتفها، ولا الطلاب يستطيعون الانتقال إليها على اعتبار نقص معايير الوقاية فيها.
وهي نفس المشكلة التي واجهتها شخصيًا مع الطلبة المتربصين داخل مكتبي المعماري، جراء قرار تعليق العمل بمكاتب الدراسات المعمارية، وهو ما يجعل من إيصال المعلومات اللازمة عن بعد أمرًا شبه مستحيل، لما للعمارة من خصوصية الاعتماد على المشاهدة الحية والتفاعل بين المقدم والمتلقى بعيدًا عن الأسلوب التقليدي في التلقين.
التعليم عن بعد في الجزائر .. منحة رغم المحنة:
رغم كل ما قد ذكر من خلال المقال من مشاكل ونقائص إلا أنني أعتقد أنه قد حان الوقت للنظر بجدية إلى مسألة التعليم عن بعد فالجزائر، على اعتبار أن ما حصل خلال هذه الأزمة هي تجربة أولى تستحق الإشادة رغم كل ما قد عرضناه من نقائص وجب معالجتها في أقرب الآجال.
أمل أتقاسمه مع الدكتور “ إسماعيل سعدي“ والذي لخص أهم مزايا التعليم عن بعد في النقاط التالي:
1- لاحظت الكثير من الطلبة الذين لم ينبسوا ببنت شفة طوال الفصل الأول وجدوا حرية كاملة في طرح أسئلتهم بكل جرأة والاستفادة من إجابة وتوجيه الأستاذ.
2- الاستغناء عن الورق، وبالتالي إعفاء الأستاذ من حمل رزمة البحوث من مدينة بريكة مكان العمل إلى مدينة المسيلة مكان السكن التي تبعد بـ 100 كيلومترًا تقريبًا.
3- سرعة تصوير فقرات مهمة من مكتبتي الخاصة بواسطة سكانار الهاتف، أو إرسال كتب PDF متوفرة على الشبكة العنكبوتية.
4- الاحتفاظ بالمعلومة في الموقع في حالة تأخر الطالب عن حصّة المناقشة.
ولهذا على وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التفكير بجدية في خلق منصات إلكترونية تعليمية مستقبلًا؛ لما لها من أهمية كبرى في سرعة التحصيل الدراسي والتواصل، سواء بين الطلبة أنفسهم أو بينهم وبين مشرفيهم.