استشارة زدنيالدراسة في ألمانيا

الدراسة في جامعة ماجديبورغ

إذا كُنت لا تُطيق صخب المُدن الكبيرة، وتفضل الحياة في مدن صغير فيبدو أن الدراسة في جامعة Otto-von-Guericke-Universität Magdeburg في ماجديبورغ خيارًا جيّدًا، حيث يبلغ تعدد الطلبة في جامعتها حوالي 15 ألف طالب فقط، ومع أنها ليست جامعة ذائعة الصيت إلا أن سُمعتها ليست سيئة، بل وجيدة جدًا بالنسبة لمجالات مثل الطب على الأقل.

كون الجامعة صغيرة، فإن هذا يسمح بوجود علاقة واحتكاك مُباشر بين الطلبة وأساتذتهم، على عكس الجامعات الكبيرة التي لا يُمكن للأساتذة أن يعرفوا الطلاب بشكل شخصي، بيد أن هذا ممكن في الجامعات الصغيرة مثل ماجديبورغ، كما أن وجود عدد قليل من الطلبة الأجانب يتيح الفرصة للجامعة أن تمنح طلابها الأجانب قدرًا أكبر من الاهتمام لمساعدتهم على تجاوز العقبات المختلفة، حيث تقوم الجامعة بتقديم عروض خاصّة للطلبة الأجانب وهو أمر غير متاح في كثير من الجامعات.

بحوالي 200 يورو، يُمكن للطالب أن يحصل على سكن جيّد ومقبول، وهو أمر غير وارد في الحسبان في مدن مثل هامبورغ وميونخ وكولن وغيرها من المدن في غرب ألمانيا، وعمومًا فإن موقع ماجديبورغ في ولاية سكسونيا انهالت وهي من أفقر  الولايات الألمانية، وبالتالي فهي لا تحظى بتصنيف جيد من الناحية الاجتماعية الاقتصادية، وبالتالي فإن تكاليف الحياة فيها أرخص من غيرها من الولايات الألمانية، وللعلم فإن الطالب لا يدفع في ماجديبورغ إلا 90 يورو لكل فصل، علمًا بأنه يدفع في الولايات الثانية 250 يورو.

من المهم كذلك للطالب أن يكون على علم بوضع ولاية سكسونيا انهالت سياسيًا، والتي تعتبر بيئة خصبة للأحزاب اليمينية والنازيين الجدد، وفي كُل سنة تحصل فيها مظاهرات للنازيين الجدد وتمتلئ المدن بالشرطة وأحيانًا تحصل اعتداءات على الأجانب، ولكن عمومًا هذا لا يحصل كل يوم، ولكنه يحصل!

وبعكس ما قد يتخيّل البعض فإن قلّة الطلبة الأجانب في المدينة تُمكنهم من التواصل مع الألمان بشكل أكبر وهو ما يسهل انخراطهم في نظام التعليم، بعكس ما يحصل في الجامعات التي يكثر في الأجانب فتنحصر العلاقات بينهم وهو ما ينعكس في ضعف اللغة لديهم.

بحسب الإحصائيات الرسمية فإن هناك حوالي 8000 مواطن أجنبي من أصل 2 مليون مواطن في المدينة، وفيها نسبة من العرب والمُسلمين. وبحسب موقع moscheesuche.de هناك حوالي 300 مسلم يصلون الجمعة في مسجد المدينة، كما هناك عدد من الحوانيت العربية التي يُمكن للمسلم أن يجد فيها الأطعمة الحلال.

أما السياحة، فالمدينة ليست جذابة جدًا، ولكنها قريبة من برلين، ويُمكن الوصول إليها إما بالحافلة أو بالقطار خلال ساعة ونصف تقريبًا.

وأخيرًا، لا يُمكن الحديث عن ماجديبورغ كمدينة جيّدة للعمل، فنسبة العاطلين عن العمل هناك حوالي 10% أساسًا، ولكن بالنسبة للطالب الذي يريد مدينة رخيصة وجامعة صغيرة تضمن لها احتكاكًا أكبر بالأساتذة والطلبة الألمان فإن ماجديبورغ يُمكن أن تكون اختيارًا جيدًا!

عمر عاصي

عُمر عاصي، فلسطيني من الـ 48، من قرية صغيرة إسمها كُفربرا، وُلد عام 1988، درس الهندسة التطبيقة في السيارات، والآن يدرس الهندسة البيئية في ألمانيا، عمل في شركة Intel، يكتب منذ عام 2005، دخل الجزيرة توك عام 2008، حاز على شهادة الصحفي الشامل من مركز الجزيرة في الدوحة عام 2011، وحصلت مُدونته على أفضل مُدونة شخصية لعام 2012.
زر الذهاب إلى الأعلى