الطالب.. كيف يحافظ على اجتهاده طوال العام؟!
في بداية كل عام دراسي يأتي الطلاب إلى مدارسهم أو جامعاتهم أو معاهدهم وهم مشحوذي الهمم، تملؤهم الهمة وتغشاهم العزيمة، ويصحبهم الجد والاجتهاد في كل نظرة أو حركة يتحركونها داخل حرمهم التعليمي أو في بيوتهم، لكن لا تمر أيام قلائل أو أسبوع أو شهر إلا ونجد بعض الطلاب تعتريهم الكثير من علامات الخمول والخضوع نحو التكاسل شيئاً فشيئاً، فما سبب ذلك؟، وهل هناك خطوات يمكن للطالب اتباعها حتى يستمر نشاطه معه طوال العام؟
قبل أن نجيب عن هذا السؤال، يجب أن نعلم يقينا وخصوصاً الآباء والأمهات الذين يريدون أن يروا أبناءهم في نشاط وجد واجتهاد طوال العام، يجب أن نعلم بأن النفس البشرية من طبيعتها تكون في أوقات عالية الانتاج والجهد والتركيز وحب العمل، وفي أحيان أخرى تركن إلى الكسل والخمول، وهذا ليس فقط في الدراسة وإنما حتى في العبادة لله تعالى، ولذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في السير عندما أتاه الصحابي حنظلة يشكوه ضعف عبادته إذا رجع إلى بيته وعاشر أهله: (ولكن يا حنظلة ساعة وساعة) أو كما قال، ومن هذه القاعدة العظيمة سنجيب عن سؤالنا السابق والذي يتمثل في كيفية جعل الطالب يستمر في جدّه واجتهاده طوال العام الدراسي.
أيها الآباء والأمهات .. إذا أردتم أن تنجحوا في جعل أبنائكم يستمرون على اجتهادهم والمحافظة على علاقة الود بينهم وبين دفاترهم وكتبهم طوال العام الدراسي فلابد عليكم معرفة بعض النقاط، سأجمل أهمها فيما يلي:
أولاً: معرفة شخصية ابنكم أو بنتكم، وإلى أي الشخصيات والنفسيات ينتمي، هل ينتمي إلى الشخصية العصامية أو الشخصية القلقة أو الهيستيرية أو النرجسية أو غيرها من النفسيات المختلفة، فإذا استطعتم أن تميزوه فقد حللتم نصف المشكلة، لأنكم ستعاملونه بالطريقة المناسبة له، وكل نفسية لها طريقتها في التعامل ستكتشفها أنت أيها الأب وأيتها الأم بنفسك من خلال التعامل والمعاشرة اليومية له، وإن أخفقت فلك أن تذهب إلى أقرب طبيب نفسي ليعطيك طبيعة ابنك أو بنتك.
ثانياً: لا ترهق ابنك أو بنتك على المذاكرة طوال الوقت، لأن النفس تمل من الاستمرار على نسق واحد لفترة طويلة، ولذا فإن أنسب حل لهذه النقطة هي اتباع القاعدة التي ذكرناها سابقا (ساعة بساعة)، أي اجعل له فترات يأخذ قسطه من اللعب واللهو الحلال الذي به يجدد نشاطه ويكسبه نشاطا وحيوية يكمل بها فيما بعد مشواره التكميلي لدروسه أو واجباته المنزلية.
ثالثاً: حفزوهم على الاستمرار يوميا لأداء واجباتهم، وذلك من خلال الجلوس معهم وتفقد مسائلهم الدراسية التي يرونها صعبة، فرب مساعدة منكم في الحل تعطيهم الثقة والأمان بكم، وتجعلهم ينصاعون لكلامكم حينما تأمرونهم بالعودة لإكمال واجباتهم المنزلية أو مذاكرة الدروس التي أعطيت لهم في نفس اليوم.
رابعاً: عزيزي الأب، عزيزتي الأم. لا تقارن ابنك أو بنتك بإخوانه في المستوى، أو تقول له بأن أخوك أو أختك أفضل منك ومجتهد أكثر منك، وتظهر له حبك وتأييدك لإخوانه، فإن هذا الأمر يزيد المسألة سوء ويجعله أكثر حدّة وتعنتاً من ذي قبل، وإنما الحل أن تقارنه بنفسه خلال الأيام أو الأعوام الماضية من دراسته، وتقول له أنظر كيف كنت بالأمس متفوقاً ومجتهداً، فما الذي جرى لك بأن أصبحت اليوم بهذا الكسل؟ لأنك عندما تقارنه بنفسه كأنك تعطيه القرار في إعادة حساباته، ويتحفز أكثر ليعيد مستواه ونشاطه السابق، ويستمر في اجتهاده ودراسته.
خامساً: اسأل عن ابنك/ بنتك في المدرسة واذهب لزيارته في صفه التعليمي وتعمد أن يراك، واسمع من المدير والمدرسين عن حاله ومستواه، لأن ذلك له تأثير كبير في الاهتمام بابنك من قبل المدرسة بكل طاقمها الإداري والتعليمي، وأيضا يشعر الطالب بأن ولي أمره يسأل عنه باستمرار، وهو ما يزيد من همته لتقديم مستوى مشرفاً من خلال الاستزادة في المذاكرة والاهتمام بدروسه وواجباته اليومية.
هذه أهم النقاط التي يمكن لولي أمر الطالب أو الطالبة جعله مستمرا في المحافظة على مستواه التعليمي، وقربه الدائم من كتبه ودفاتره خلال العام الدراسي، وهناك وبلا شك نقاط وخطوات أخرى كثيرة أنتم أعلم بها منا، فنتمنى أن تشاركونا بها في خانة التعليقات بالأسفل لنستفيد منها جميعا.
معيد في كلية الإعلام والصحافة
جامعة حضرموت