اقتباساتمن المدرسة

العلم ليس نورًا…!

  • لو تفكر الإنسان في نفسه، في الطبيعة، في دورة حياة الكائنات وقارنها بدورة حياة الدول  والنظم الاجتماعية المختلفة للاحظ أنها تمر جميعًا بمراحل  مشتركة، إذ تولد ضعيفة فتنمو وتتطور وتزدهر ثم تبدأ بالانهيار نحو القدر المحتوم. ولكن ما هو العامل المحرك لهذه الدورة؟ ظاهرة التغير من الضعف إلى القوة، من التخلف إلى التقدم والازدهار يحكمها اليوم التسابق والتنافس حول البحث العلمي الدقيق الذي أصبح ضرورة حياتية تضمن للإنسان التفوق والرفاهية.

فكيف يمكن تعريف البحث العلمي؟


تتعدد التعاريف وتختلف ومن الممكن أن نعتمد التعريف القائل أن البحث العلميهو وسيلة للاستعلام والاستقصاء المنظم والدقيق الذي يقوم به الباحث بغرض اكتشاف معلومات أو علاقات جديدة بالإضافة إلى تطوير أو تصحيح المعلومات الموجودة فعلًا، على أن يتبع في هذا الفحص والاستعلام الدقيق، خطوات المنهج العلمي، واختيار الطريقة والأدوات اللازمة للبحث وجمع البيانات والمعلومات الواردة في العرض بحجج وأدلة وبراهين ومصادر كافية.”

ما هي أهداف البحث العلمي؟


الوصف:   وصف الظواهر التي تحدث حولنا باستعمال الأجهزة الخاصة. كأن نقول أن هناك هواء يتحرك في عدة اتجاهات بسرعة محددة ونسميه رياحًا.

التفسير: معرفة أسباب هذه الظواهر وتفسيرها. لماذا وكيف تتكون الرياح؟

التنبؤ: توقع حدوث نتائج أو ظواهر مستقبيلية. يمكن أن نتوقع متى وأين ستتكون الرياح في فترة قادمة محددة.

التحكم:  ضبط العوامل والظواهر والظروف لتكييفها لكي تتفق مع مصالح الإنسان، كالاستفادة من الرياح لاستخراج الطاقة أو معرفة أماكن الأعاصير لاتخاذ الاحتياطات اللازمة.

ولكن هل البحث حكر على العلماء والمختصين؟ من هو الباحث؟ وكيف تكون باحثًا؟


الإنسان لا يولد باحثًا لكنه يولد عبقريًا متسائلًا والعلم ليس نورًا يقذف في قلب أفراد مصطفين إنما هو في أغلبه اجتهاد يعتمد على نسبة قليلة من الإلهام.

لو عدنا إلى الدراسات والأبحاث  لوجدنا دروسًا كثيرة معقدة حول المناهج العلمية وأساليب البحث والاستقراء، مليئة بالتعاريف والتفاصيل.  لكنني في هذا المقال أجمع في عدة نقاط كيف يكون الإنسان باحثًا مهمًا كان عمره أو اهتماماته أو المجال الذي سيبحث فيه أو السؤال والإشكالية التي تدور في رأسه. قد يكون الإنسان مؤهلًا ليكون باحثًا لكنه يبخل على نفسه بذلك  فإذا راوده سؤال ما تجاهله أو حطّ من قيمته وقتل في نفسه روح البحث.

الخطوة الأولى: إيجاد الإشكالية

نقطة البداية هي تحديد مجال الاهتمام حسب ميولك وتكوينك العلمي. قد تكون دارسًا لعلم الاجتماع، علم النفس أو مهتمًا بالفيزياء والرياضيات. أو ببساطة قد يخطر ببالك سؤال ما أو فكرة تود اكتشافها أو التؤكد من صحتها. فإذا تمكنت من تحديد المجال والفكرة وجب عليك أن تعين الهدف الذي تريد أن تصل إليه من خلال طرحك للإشكالية وهي ليست مجرد سؤال وهنا يظهر الفرق بين المشكلة والإشكالية في البحث العلمي. فاصطلاحًا الإشكالية هي “المسألة التي تثير نتائجها الشك، وهي القضية التي لايمكن الإقرار فيها بالإثبات أو النفي”. الإشكالية أوسع من المشكلة وبالتالي فالمشكلة هي جزء من الإشكالية على اعتبار أن المشكلة مغلقة نصل فيها إلى جواب، لكن الإشكالية مفتوحة يمكن أن لا نجد لها جوابًا أو أن تتباين وتتعارض الحلول المقدمة حولها.

الخطوة الثانية: جمع المعلومات

هذه أطول مرحلة في البحث فلا يمكن للإنسان أن يصبح باحثًا في ليلة وضحاها. فبعد اختيارك للموضوع وجب أن تبحث عن المعلومات التي تهم إشكاليتك من أبجديات العلم أو المجال الذي اخترته إلى التجارب السابقة والاختبارات والأبحاث العلمية وأن تتفقه في مجال بحثك حتى تصل إلى الدرجة التي تخول لك المرور بسهولة إلى خطوات البحث القادمة التي تنتظرك.

الخطوة الثالثة: افترض

بعد أن جمعت المعلومات الكافية بإمكانك الآن أن تطرح كل الحلول الممكنة والواردة في شكل فرضيات قابلة للإثبات أو الدحض.

الخطوة الرابعة: استعن بخبير

ستحتاج إلى مؤطر أو مشرف يكون خبيرًا ومتخصصًا في مجال بحثك العلمي يساعدك  ويوجهك ويسهل عليك طرق البحث وإجراءاته.

الخطوة الخامسة: جرب

كل فرضية وضعتها يجب أن تخضع للتجربة سواء في المخبر إن كانت علمية أو على عينة من المجتمع أو غير ذلك.

الخطوة السادسة: لاحظ، ادرس النتيجة، حلل واستنتج 

لكل تجربة نتيجة تحتاج إلى تحليل دقيق ثم إلى استنتاج تتبين من خلاله هل أن الفرضية توافق التجربة أو تخالفها. فإذا وافقت التجربة تأخذ بها وإلا تعود إلى كل التفاصيل والمراحل السابقة لتكتشف الخطأ المنهجي أو العلمي أو التطبيقي وتعيد الكرّة.

الخطوة الأخيرة: النشر

إذا توصلت إلى نتائج سليمة توافق بحثك مازال أمامك خطوة أخيرة وهي نشر هذا البحث  في شكل ورقة بحثية فى الدوريات العلمية المتخصصة لكي  يراجعها العلماء والمتخصصون فى هذا المجال ويصححوا الأخطاء إن وجدت أو يطلبوا منك مراجعتها.

زر الذهاب إلى الأعلى