التعليم عن بعد

الكتب الصوتية وتعليم الآخرين.. كيف تثقف نفسك في مسيرة التعلم الذاتي؟

ذات يوم بينما أنا أتصفح أحد مواقع التواصل الاجتماعي ظهرت لي بالصدفة مقولة عالم الأحياء البريطاني والفيلسوف والمربي “توماس هنري هكسلي“ التي تقول أن:

 المعرفة+ المعلومة=  فكرة. فحاول أن تتعلم شيئًا عن كل شيء، وكل شيء عن أي شيء.

حينها توقفت قليلًا لأدرك المغزى من تلك المقولة التي تبث مشاعر الفضول للتعلم والبحث عن كل شيء لا تجد له إجابة في ذهنك.

والمغزى الأكبر من تلك المقولة هو الحث على التوقف عن انتظار الإجابات والمعلومات، والشروع للسعي الدائم والمطلق للبدء في مسيرة التعلم الذاتي والتثقيف الشخصي.

لقد مضى وولى عهد تلقي المعلومات؛ فالمعلومات والأفكار من حولنا لا حصر لها، والمصادر الغنية بتلك الأفكار موجودة أمام أعيننا.

فهيا بنا ننهض، وننفض غبار الكسل عن عقولنا ونبدأ في مسيرة التعلم الذاتي. هيا نجمع المعلومات، ونكوِّن الأفكار السليمة نحو مستقبل مشرق يسع عقول واعية وراقية. فكلما زادت المعرفة لديك، ازدادت لبنات البناء لديك لتجمع معلوماتك الجديدة، فأنت دومًا بحاجة إلى المعرفة لتنمية عقلك.

كيف أثقف نفسي في مسيرة التعلم الذاتي؟

إذا أردت أن تصبح معلمًا ذاتيًّا لنفسك عليك بالقيام بتلك الخطوات التي حتمًا ستقلب حياتك وتفكيرك رأسًا على عقب في غضون بسيطة:

 

1- لا تدع شيئًا يفوتك:

على سبيل المثال: إذا واجهتك كلمة ما أو مصطلح لا تعرف معناه أو المقصد الحقيقي منه، لا تتردد أبدًا بالبحث عنه سواء من أحد القواميس أو الحاسوب أو أحد الكتب أو حتى هاتفك الذكي.

لا حجة لنا، الأمر غاية في السهولة وقد لا يستغرق الكثير من الوقت ألبته، ولكنه يكسبك مفردات ومعلومات مهمة تفيد ذهنك على المدى الطويل. لا تتكاسل، ودع هذه العادة أمرًا دائمًا في حياتك لتعلم كلمة جديدة أو معلومة يوميًا.

 

2- خصص وقتًا محددًا يوميًّا، وأطلق عليه “وقت التعلم الذاتي“:

نعلم أنه ربما يكون يومك مليئًا بالكثير من الضغوط والمشاغل، ولكن إن خصصت 15 دقيقة يوميًا فقط ستشعر بالاعتزاز والتحسن والرغبة في تعلم المزيد. وابحث دومًا عن الطرق الممتعة للتعلم الذاتي حتى لا تمل.

 

3- دَوِّن في قائمتك على هيئة نقاط ما تعلمته كل يوم:

حاول استخدام تلك المعلومات بشكل مستمر حتى تثبت بالذهن وتعتاد استخدامها، وحتى لا يمحوها العقل من الذاكرة المؤقتة.

وفي نهاية كل أسبوع ألق نظرة على ما دونته وحاول استرجاعه ومراجعته.

 

4- طالع دائمًا المدونات لتتعلم الطرق الصحيحة للتعلم الذاتي:

هناك عدد كبير من المدونات الرائعة التي تحتوي على العديد من المقالات والمواضيع والكتب التي تحفزك على التعلم الذاتي وتكسبك العديد من المهارات.

حيث يقوم بعض الأشخاص الماهرون والأذكياء بنشر أفكارهم وأعمالهم ليراها العالم.

 

5- تعلم كل شيء من خلال الدورات المتاحة على شبكة الإنترنت مجانًا:

كانت الدورات بالسابق مقتصرة على بعض المنظمات والكليات وربما على بعض الأشخاص بمقابل مادي ربما يكون باهظًا.

أما الآن فهناك الآلاف من الدورات المتاحة على بعض المواقع بشكل مجاني عن كل شيء وفي شتى المجالات، كم هذا رائع حقًا ومن أهم تلك المنصات:

– منصة “رواق“ للتعليم المجاني المفتوح:

تلك المنصة من أجمل المنصات التي تتيح العديد من المساقات والدورات بشكل مجاني في شتى التخصصات: (العلوم، التكنولوجيا، الفلسفة، التنمية البشرية، الدين، وغيرها الكثير..).

ومن الجدير بالذكر، أن القائمين على هذا العمل ومقدمي تلك المساقات من كبار الأساتذة والمحاضرين ذوي الخبرة العريقة.

– منصة “إدراك“:

هذه المنصة تشبه المنصة السابقة “رواق“، تعتمد على كبار المتخصصين وأصحاب الخبرة والمهارة، وبشكل مجاني أيضًا 100%.

– أكاديمية “خان بالعربي“:

هذا الموقع غني عن التعريف في مجال التعلم الذاتي، فهي مؤسسة غير ربحية وتعتمد على تمويل الشركات الكبرى ورجال الأعمال كحال المنصات السابقة. تضم هذه الاكاديمية ما يزيد عن 3000 مساق مجاني رائع.

– منصة “كورسيرا coursera”:

من أكبر المنصات الأجنبية التي تحتوي على دورات خص شتى المجالات سواء في تعلم اللغات العالمية أو طرق التدريس وغيرها من المجالات.

تتشارك منصة كورسيرا مع أكبر وأفضل الجامعات والمنظمات العالمية التي تتيح بعض هذه الدورات بشكل مجاني وبعضها بمقابل مادي، ولكن دومًا يبقى هناك بعض التسهيلات ودعم مالي لغير القادرين على دفع الرسوم. كذلك تتيح تلك المنصة حصول الطالب على شهادة فور حضور المساق واجتياز الاختبار النهائي.

– منصة “ أوديمي Udemy”:

تعتبر تلك المنصة من أكبر واجهات الدورات عبر الإنترنت في العالم، حيث توفر ما يزيد عن 16000 دورة تدريبية، وتضم ما يزيد عن 3 مليون طالب من جميع أنحاء العالم.

– منصة “تيد TED”:

تعتبر هذه المنصة من أكثر المنصات أيضًا التي تضم العديد من أرقى الخبراء في العالم، ليبدعوا بالمزيد من الدورات المليئة بالأفكار الذهبية والغنية التي تغير حياتك وتفكيرك بشكل كبير، بل بشكل كلي.

 

6- الكتب الصوتية المسموعة:

أصبحت الكتب المسموعة متوفر بشكل كبير على شبكة الإنترنت في شتى المجالات العلمية والدينية والثقافية والاقتصادية وغيرها.

حتى وإن لم يكن لديك وقت لتقرأ أو لا تحب القراءة أو إن كنت تهرب من القراءة، فإليك الكتب الصوتية المسموعة التي تجعلك تنجز كتابين أو أكثر شهريًا.

يمكنكم تحميل تلك الكتب الصوتية من متجر هاتفك الذكي وعلى الحاسوب واستمتع بكتابك.

 

7- شارك معرفتك مع الآخرين:

فعلم غيرك وانضم للمجموعات التي تساعدك على التعلم الذاتي، لتشعر بالحماس دائمًا.

تعددت المصادر والمعلومات، فلا حجة لك الآن، ولا تنتظر وتسوف ما تنوي القيام به في مسيرة التعلم الذاتي.

من اليوم ابدأ صفحة جديدة مع نفسك وحاول تحسين ذاتك وقدراتك ومهاراتك وتعلم كل ما هو جديد لتكون فكرة ولو بسيطة عن كل شيء.

وانتبه! في مسيرة ثقف نفسك والتعلم الذاتي ربما تواجهك بعض الأفكار المشوشة أو بعض الانتقادات أو محاولات الإحباط من الآخرين، فلا تبال ولا تنظر خلفك أبدًا ودعهم يتحدثون، وكن في مسيرتك للتعلم فقط لا تلتفت إليهم حتى لا تهدم ما تحاول بناءه.

 

فالتعلم الذاتي يستحق حقًا بذل المزيد من الجهد والطاقة والصبر والمثابرة لترى نتائج حتمًا ستبهرك وتغير شخصيتك وأسلوبك وتفكيرك إلى أقصى حد.

المصادر:

http://www.selfication.com/self-improvement/how-to-educate-yourself/

https://www.wikihow.com/Become-Self-Educated

أماني نبيل

حاصلة على ليسانس ألسن قسم اللغة الإيطالية، انطلقت بمجال الكتابة بسبب عشقي لها منذ أكثر من 3 سنوات.. أهوى الكتابة والتدوين، وأطمح بإيصال صوتي ورأيي للعالم أجمع، وأسعى لإثراء العلم وتطوير الذات وأتمنى أن أرى بلاد العالم العربي في اتحاد ونجاح وتطور مستمر..
زر الذهاب إلى الأعلى