الأدب

حكايات الأجداد، يتناقلها الأحفاد

على ضوء القمر وعلى رائحة رغيف الزعتر اللذيذ جلست الجدة السبعينية “أم محمد” لترسم لنا لوحة العودة، فأخرجت لنا مفتاح بيتها في مدينة المجدل المحتلة، ومع ابتسامة شوق خاطفة تروي لنا أم محمد حكايتها حكاية تاريخ فلسطين وأيام ” البلاد ” عندما كانوا صغاراً يلعبون بين المروج يقطفون التين والعناب، يجلسون تحت ظل الزيتونة ليروا قصصهم وحكاياتهم، يستمعون لمواويل الحصاد الأسمر وعندما يحين الليل يشبكون يداً يبد ليدبكوا جفرا على ترب الوطن..واصفته بدرة الكون  حبها لا ينتهي من قلبها ولا قلب أبنائها وأحفادها، لتدمع عينها وهي تردد لنا مهما طالت السنون والأيام فنحن عائدون، لا محالة ستعود أيام الماضي لنستنشق رائحة الوطن المسلوب ممزوجاً برائحة الفل والياسمين، فالغربة ريح لا تسمو والعودة حق لا يفنى، فلن ننساها أبداً وإن نسيناها فلن تنسى ذاكرة الأرض حقها المسلوب.   وهي تحمل الشوق لأفياء البستان، وعطشه الذي لا ينتهي لنبع البلاد، وقفت ” أم محمد ” لتعطي أحفادها أوراق الثبوتية وملكية الأرض ومفتاح الدار، الذي لم يصدأ ولم ييأس من أمل العودة، فكل جد سيورث المفاتيح لأبنائه وأحفاده من بعده ليزرعوا فيهم حب الأوطان ومعاني الصمود والعزة، فلا بد لليل أن ينجلي ولو بعد حين ولا بد أن يأتي يوم نصبح فيه أسياد هذه الأرض حتى وإن طال الزمان . طالب في الصف العاشر مدرسة حكومية في غزة

زر الذهاب إلى الأعلى