استشارة زدنيالدراسة في ألمانيا

دراسة الطب .. بلا حزم لا تكون

أنا حائرة ومترددة في ترك جامعتي لأذهب وأدرس الطب في ألمانيا .. فماذا تنصحني؟

بصراحة موضوع الطب حساس جداً جداً، فإذا لم تكن لديك رغبة قوية وطموح عالي لدراسة الطب، فالمسألة ليست سهلة، ومع أنني لم أدرس الطب إلا أن الحكايات التي أسمعها من طلاب الطب توحي بأنهم يُعانون كثيراً هناك، فكثير منهم يقضون جُلّ وقتهم في المكتبة وكثيرون لا ينجحون إلا في امتحانات الإعادة وعموماً حاولت أن ألخص لك العقبات في 3 نقاط :
١- أول عقبة تكون في صعوبة نجاح الطالب في امتحان اللغة، وإن لم ينجح في الفترة المطلوبة وقبل إنتهاء التسجيل للجامعات فعليه أحياناً أن يتنظر عاماً على الأغلب، ومعظم الطلاب يتوجهون لدراسة موضوع مثل البيولوجيا فقط كي يُحافظوا على لغتهم من الضياع أو للحصول على تأشيرة تمكنهم من البقاء في ألمانيا.

٢- ثم ماذا لو لم يتم القبول ؟ خاصّة للطلاب الذي ليس لديهم معدل ثانوية عالي ، ولا أقصد هناك فوق 85 أو حتى 90 ولكن الحديث بين الطلاب اليوم يدور عن معدل 93 أو 94 وما فوق، كي يستطيع الإنسان أن يُحصّل لنفسه مقعداً، بالمناسبة سمعت عن طلاب انتظروا عام وعام ونصف ثم عادوا للبلاد أو درسوا فيزوترابيا بدلًا من الطب.

٣- بعد الإنتهاء من القبول، يدخل الطالب في التحضير لإمتحان يُسمى فيزيكوم، وهناك لابد أن يوصل الليل بالنهار كي ينجح في الإمتحان وإلا سيضطر الإنتظار لعام آخر ولن يتمكن من التقدم إلا إذا نجح، وإذا سقط 3 مرات .. فإنه لن يستطيع إكمال مشواره الدراسي في ألمانيا والبعض يضطر أن يهاجر إلى دولة أخرى مثل مولدافيا أو أوكرانيا.
إذن، الإجابة ببساطة .. إذا كُنت تريدين دراسة الطب، ومتأكدة أن ذلك هو طموحك الذي ستضحي من أجله بطاقتك الذهنية والنفسية، فالأكيد أن الخيار بدراسة الطب هو الخيار الأفضل ولكن إذا كانة الدافع لدراسة الطب هو مجرد هوى أو رغبة لدى الأهل .. فأرى أن تفكري بالموضوع جيداً!

عمر عاصي

عُمر عاصي، فلسطيني من الـ 48، من قرية صغيرة إسمها كُفربرا، وُلد عام 1988، درس الهندسة التطبيقة في السيارات، والآن يدرس الهندسة البيئية في ألمانيا، عمل في شركة Intel، يكتب منذ عام 2005، دخل الجزيرة توك عام 2008، حاز على شهادة الصحفي الشامل من مركز الجزيرة في الدوحة عام 2011، وحصلت مُدونته على أفضل مُدونة شخصية لعام 2012.
زر الذهاب إلى الأعلى