رؤية مثقف

دراسة بيزا .. ماهي؟

يقوم على دراسة “بيزا” PISA STUDY المركز التربوي الخاص بمجموعة دول الOCED(في غالبها الدول الصناعية) المتعاونة فيما بينها اقتصاديا. تهتم الدراسة بتقييم قدرة الطلاب في سن الخامسة عشر، أي عند نهاية التعليم الالزامي، في امتلاك مهارات تفكيرية حيوية عامة تمكنهم من حلول مسائل يومية أساسية والقدرة على الاندماج في مجتمعاتهم والتأثير فيها إيجابيًا، من خلال ما اكتسبوه مدرسيًا.

يتم ذلك عبر إجراء اختبار كل ثلاث سنوات، كان ذلك ابتداء من العام 2000. يتضمن الاختبار فحصًا في ثلاث مجالات: مهارات القراءة وتعني قدرة الطالب على فهم النصوص، الاستفادة منها بالاضافة الى قدرته على تقييمها وانتقادها.

المهارات الرياضية والتي تعني فهم الدور الذي تلعبه الرياضيات والحساب في حياتنا اليومية والقدرة على استخدام قوانينها، فمثلا يسألونك عن مساحة حديقة بيت فلان الدائرية، بدلا من السؤال عن مساحة دائرة معينة، بحيث تقوم بتطبيق قانون مساحة الدائرة الذي تعلمته في المدرسة في الحياة العادية كحديقة بيت فلان.

أما المجال الثالث فهو المهارات العلمية أو التفكير العلمي، وتعني القدرة على امتلاك معلومات جديدة وفهمها، تفسير ظواهر علمية، بالإضافة إلى القدرة على الاستنتاج من خلال استحضار أدلة علمية أو البناء عليها. عادة ما تكون هناك أسئلة ضيف أو مجالات أخرى على شكل أسئلة متفرقة إضافية، حسب المتطلبات المستجدة كالقدرة على استعمال الحاسوب وفهم الصورة الرقمية..الخ.

 ببساطة شديدة فإن الاختبار يحاول فحص قدرة الطلاب الذهنية على التحليل والتركيب، عبر تفكيك المواد المدرسية في المناهج ووضعها أو استعمالها في سياقات مختلفة جديدة في الحياة اليومية. الأمر الذي يؤكد على التمكن من القوانين والمواد وليس فقط استيعابها.

تقوم الدراسة بعدها بجمع معطيات عن البيئة التدريسية التي يعيشها الطلاب، الإدارة المدرسية ورؤيتها في العملية التدريسية، عدد الساعات التعليمية، والخ من المعطيات، ليتم إثر ذلك مقارنتها مع نتائج الاختبار، ومحاولة فهم ما هي الظروف المثلى التي تسوق إلى التحصيل الأفضل.

ذاع صيت فنلندا وتحصيلها العالي على مدار دورات الاختبار كافة، وحافظت على مقعدها في المراتب الأولى طيلة العقد الأول من الألفية الثانية (بدء إجراء الامتحان)، مع تقدم لدول وتراجع لأخرى. إلى جانب ذلك كان ملحوظا تقدم كوريا الجنوبية السريع، إلاّ أن ظروفها التعليمية لا يعتد بها نظرا لأنها تكلف الطلبة قسطا باهظا من طفولتهم. لكن تظل المفاجأة الحقيقية فعلا هي فنلندا، ومن سنحت له الفرصة للاطلاع على الحياة التعليمية للأطفال هناك فإنه سيصاب بالذهول.. هذا ما سأعدكم في تغطيته قريبًا.

بعيدا عن رصد أوضاع مدارسنا الصعب في الوطن العربي وحسب، تعالوا بنا أيضا نضع لبنة لطموحنا في إنشاء مدارس نموذجية يعتد بها، تدخل فيه سباق العالمية بأبنائها القادرين، ونضع معايير ثابتة نقيم بها نجاعة المدرسة وفائدتها. 

زر الذهاب إلى الأعلى