استشارة زدنيالدراسة في ألمانيا

دراسة هندسة الحاسوب في بلادي أم ألمانيا؟

ما الأفضل .. دراسة هندسة الحاسوب في بلادي أم ألمانيا؟

بصراحة، سؤالك لا يجب عنه إلا أنت، وأنت من يجب أن يسأل نفسه، ماذا أريد من الجامعة؟ ومن الحياة الجامعية؟ هل أريد مُجرد ورقة أعلقها؟ لأنه ومن تجربتي أن الاستفادة الحقيقية من الجامعة تكون من خلال اجتهاد الطالب الذاتي ومحاولته للإبداع، أما الطالب التقليدي فهو نفسه في ألمانيا أو فلسطين.
فهناك من الطلاب من يخرج إلى ألمانيا فقط ليخرج من البلاد، وهناك من يخرج لأنه لم يتم قبوله في بلاده .. وهؤلاء عادة لا يستفيدون من غربتهم مثل غيرهم، لأنهم متقوقعون على أنفسهم، لا يُحاولون الاستفادة من وجودهم في ألمانيا، فلا يعرفون أي شيء عمّا يحصل في ألمانيا ولا في مدنهم ولعل الواحد منهم يعيش الأعوام الطويلة في ألمانيا وهو لا يدري إلا طريق الجامعة وطريق المطار، وحتى إن درس فإنه لا يفقه إلا مادة الامتحان التي سينساها بعد الخروج منه.
وبالمقابل هناك من الطلاب، من تراه يستغل الغربة لينمي مهاراته في الحياتية، فتجده عارفاً بالقوانين، ومطلع على التقنيات والتكنولوجيا ومعارض الشغل والعلوم في ألمانيا .. ويؤسس لشبكة علاقات من كل العالم .. وهي أشياء بصراحة من الصعب الحصول عليها في جنين أو في الضفة.
الأمر المؤكد أن المعلومات والدراسة لا تلعب دوراً خطيرة بالنسبة لمثلي، فالدراسة الحقيقية هي ما يقرأه الطلاب خارج المحاضرة وهي محاولاته الحقيقية للفهم وليس مجرد النجاح في الامتحان.
أعلم أنني لربما زدت من حيرتك .. ولكن الواقع يتطلب منّا أن نفكر أكثر ونغوص في أعماقنا أكثر لندرك .. ماذا نُريد حقاً !

عمر عاصي

عُمر عاصي، فلسطيني من الـ 48، من قرية صغيرة إسمها كُفربرا، وُلد عام 1988، درس الهندسة التطبيقة في السيارات، والآن يدرس الهندسة البيئية في ألمانيا، عمل في شركة Intel، يكتب منذ عام 2005، دخل الجزيرة توك عام 2008، حاز على شهادة الصحفي الشامل من مركز الجزيرة في الدوحة عام 2011، وحصلت مُدونته على أفضل مُدونة شخصية لعام 2012.
زر الذهاب إلى الأعلى