رأي الوالدين

في المجتمع الغربي: كيف تحافظ على سلامة لغة طفلك؟

ما يزيد على ال420 مليون عربي حول العالم ينطقون لغة القرآن، ولظرف أو لآخر نضطر للانتقال إلى بلاد غير ناطقة بالعربية بقصد العمل أو الدراسة أو الهجرة. تعددت الأسباب ولكن الخشية واحدة، ألا وهي ضياع اللغة العربية خاصة من الأطفال الذين سينشؤون في محيط غربي تمامًا لا تنطق فيه العربية إلا بالنزر اليسير، فماذا علينا أن نفعل إزاء هذه المشكلة؟

لا مناص من الغربة طبقًا للأهداف المرجوة ولا مناص من تعلمنا نحن للغة البلد التي نحياها بقصد العمل أو الدراسة، فكيف تحافظ على سلامة لغة طفلك في مجتمع غربي؟

في دراسة علمية حول أهمية اللغة العربية وتحدياتها في خضم العولمة خلصت إلى التالي:

  1. ضرورة الاهتمام بالمحتوى العربي على شبكة المعلومات الدولية لتعزيز الهوية العربية.
  2. ضرورة ابتكار الخطط، وعمل الدراسات الجديدة التي تدفع الاستعمار المعلوماتي وتحمي الهوية العربية من التبعية.
  3. ضرورة محاولة غزو المحتويات الأجنبية بابتكار مصطلحات عربية سهلة تجذب المتصفح الأجنبي خاصة بعد الثورات العربية التي جعلت الأجنبي أكثر استشرافًا لأخبار هذه الدول والتعرف على ثقافتها.
  4. ضرورة عمل مسابقات بين الباحثين التقنيين لعمل برامج آلية باللغة العربية لتصبح بديلًا عن البرامج الأجنبية، وابتكار برامج جديدة تخدم العلم باللغة العربية، لنعيد دور الريادة مرة أخرى للغة العربية ولكن بشكل تقني.
  5. ضرورة تفعيل دور الجامعات والمؤسسات العلمية للاهتمام بالترجمة والتعريب لمعرفة كل ما هو جديد من تقنيات وعلوم، وتشجيع المؤسسات والمراكز الخاصة بما يخدم الحفاظ على الهوية في عصر العولمة.

لكن، هذه النصائح السابقة أقرب للأكاديمية، فما الذي يمكن أن نفعله لأطفالنا؟

إليكم مجموعة من الأفكار:

1. المدارس التي تعلم العربية:

ليس شرطًا أن تلحقه بمدرسة عربية، من الممكن أن تلحقه بمدرسة حكومية أو أهلية تدرس بلغة أهل البلد، ولكن عليك أن تحرص على أن يكون هناك مكان يدرس فيه ابنكم العربية، بحيث يمارس اللغة الحقيقة يوميًا، فمن الطبيعي أنه يمارسها في المنزل ولكن سيمارس لهجتكم سواء المصرية أو الشامية أو الخليجية أو المغربية، ولكن اللغة الفصحى لن يستطيع أن يمارسها إلا في الفصل الدراسي. وهذه قد تكون مكلفة بعض الشيء ولكن في النهاية تهمكم مصلحة ابنكم أكثر من أي شيء آخر.. أليس كذلك؟!

2. أنشطة ذات لغة عربية:

وهذه من الاقتراحات الجميلة إذ إنه سيمارس جميع هذه الأنشطة بدءًا من طريقة الالتحاق انتهاء لممارسة الأنشطة بالعربية إضافة الى أنه سيتعرف على مجموعة من الأصدقاء يتكلمون ذات اللسان وستزيد مساحة الحديث بالعربية أكثر ويمارسها بشكل موسع، أضف إلى ذلك أنه سيجد جوًا مشابهًا لبهرجة الغرب، بحيث ستكون هذه الأنشطة في الغالب مميزة وراقية موازاةً بالأنشطة التي تنفذ في البلد الذي تعيشون فيه فيشعر بالفخر والاعتزاز.

ومن الأنشطة التي ننصح بالاشتراك فيها:

  • مخيمات ثقافية.
  • المخيمات المتخصصة كالقيادي الصغير أو الإعلامي الواعد .. إلخ.
  • مسابقات في كتابة القصص والأدب والشعر.
  • مسابقة تأليف مقالة أو ما شابه.

3. قراءة القرآن:

هل سنجد نصيحة أفضل من هذه النصيحة، فخيركم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من تعلم القرآن وعلمه، من الطبيعي جدًا أن نتعلم القرآن الكريم وأن نتعلم قراءته ومن ثم حفظه، وهي عبارة عن مقياس، فإن تعلم الشاب قراءة القرآن الكريم ، وأجاد قراءته، يستطيع قراءة أي كتاب أو موضوع ، فأين سنجد بلاغةً وروعة في الأسلوب كأسلوب القران الكريم .

4.      الرباط في مسجد أو مركز إسلامي:

إن لم يكن بجواركم مسجد فثمة مراكز إسلامية بالقرب، يمكنكم أن تذهبا هناك كلما حانت الفرصة، سواء بشكل منتظم أو منقطع، المهم أنك تربطه كثيرًا بأصحاب اللسان العربي، وفيه سيتابع الكثير من الأنشطة مثل دروس القرآن والتفسير والفقه وغيرها بحسب نشاط المركز وكثافة إنتاجه.

5.      “تكلموا في المنزل بالعربية” :

إياك ان تسمح لابنك أن يتكلم في منزله بأية لغة غير العربية مهما كانت الأسباب، حتى لو أنه لا يعرف كلمة ما، تعلمه إياها ومن ثم تطلب منه أن يكررها، وتعود لتذكيره إياها مستقبلًا، ربما سنجد شيئًا من الصعوبة أن يتعلم الطفل لغتين معًا، ولكن وفقًا لما  وجدناه من خبرة لن يجد الأطفال صعوبة في ذلك لأنهم يتعلمون مثل هذه الأمور بانسيابية لا بتعقيد.

الفكرة أو السر في تعلم أي لغة جديدة هو ” المحيط ” فعلى سبيل المثال ينصح من يريد تعلم لغة ما أن يختلط بأهلها قدر المستطاع سواء في دورة أو نشاط أو حتى عمل تطوعي. ويومًا بعد يوم سيتعلم كل يوم جملة ما وكلمة ما، وستكون أسرع عليه ممارستها، ونفس المنطق يمكنه أن نطبقه على العربية، فكلما كانت العربية هي محيط ابنكم كانت أقوى على التجذر وأقرب للحفظ وعصيّة على النسيان، شريطة الانتباه إلى ضرورة أن يكون هذا المحيط موازيًا للمحيط الغربي وأهلًا لمنافسته، حتى لا يفقد ابنكم ثقته في لغته، وبالتالي يرفض أصلًا أن يتكلم بلغته كما نسمع ونشاهد للأسف.

نور الدلو

نور الدلو صحفي، ماجستير في الصحافة. وطالب دكتوراة في الإعلام والثقافة في جامعة مرسين. تركيا
زر الذهاب إلى الأعلى