في عصر فيروس كورونا.. هل يحل التعليم البديل الأزمة؟
خلال الشهور القليلة الماضية ومع اجتياح فيروس كورونا لمختلف الدول حول العالم بدأت قرارات إلغاء الدراسة تتخذ في دولة تلو الأخرى؛ تجنبًا لتفشي المرض أكثر بين المواطنين، ومع استمرار اكتشاف حالات جديدة لجأت بعض الدول التي سجلت حالات مصابة بـ فيروس كورونا إلى استخدام وسائل بديلة لاستمرار العملية التعليمية.
وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) فإن حتى 13 من الشهر الجاري، مارس، قد أُعلن غلق المدارس في 61 بلدًا في أفريقيا وآسيا وأوروبا والشرق الأوسط وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية، من بين تلك الدول 39 دولة أعلنت إغلاقها لكافة مدارسها، مقابل 14 دولة أغلقت بعضًا من مدارسها، وقد أثرت قرارات تأجيل الدراسة في أكثر من 4 ملايين طفل وشاب.
ماذا تخبر طفلك حول فيروس كورونا ؟
استمرارية التعليم في الصين رغم تفشي فيروس كورونا
الصين التي تعتبر أول بؤرة لتفشي فيروس كورونا ، بعد أن أعنت تأجيل الدراسة طرحت وسيلة بديلة لاستمرار تعليم الأطفال وعدم تضييع فرصتهم في تلقي العلم، وذلك من خلال مبادرة “صفي في المنزل” وهي معنية بتعليم الأطفال عن بعد.
مبادرة “صفي في المنزل” تابعة للمركز الوطني للتعليم عن بعد ضمن مجال التعليم الرقمي بفرنسا، وقد تم اختبار تلك المبادرة في الصين مؤخرًا، وبإمكان المبادرة توفير 6 ملايين اتصال متزامن بين الطلاب، وبالطبع قد طبقت فرنسا النظام ذاته لمساعدة طلابها على تلقي التعليم عن بُعد عقب تفشي فيروس كورونا
إيطاليا وبدائل التعليم في ظل انتشار فيروس كورونا
بينما توفر إيطاليا، وهي أكبر بؤرة لـ فيروس كورونا في أوروبا، وسيلتين لدعم استمرار تعلم الطلاب وهما كالتالي: موقع La scuola continua وهو يدعم التعليم وتعلم طلاب المدارس عن بعد، بالإضافة إلى Nuovo Coronavirus وهو موقع يقدم إرشادات بشأن التعليم في حالات الطوارئ.
التعليم في ثاني أكبر بؤرة لـ فيروس كورونا .. كوريا
تعتبر كوريا ثاني أكبر بؤرة لـ فيروس كورونا في العالم بعدما سجلت أكثر من 5 آلاف حالة مصابة بالفيروس، وقد أصدرت كوريا قرارًا بإلغاء الدراسة في مختلف أنحاء الدولة ووفرت في المقابل الموقع الإلكتروني Educational Broadcasting system (EBS) لدعم خدمات التعليم عن بعد من خلال توفير محتوى متنوع للطلاب.
بدائل التعليم في الكويت في ظل انتشار فيروس كورونا
وفي الدول العربية توفر وزارة التربية في الكويت قناة عبر موقع يوتيوب من خلال الرابط التالي: MOE Channel، تدعم القناة الطلاب من خلال نشر دروس لطلابها تناسب قرار إلغاء الدراسة في المدارس.
لبنان والتعليم في ظل فيروس كورونا
بينما توفر وزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية تطبيقًا للهواتف بعنوان MEHE يشمل محتويات للمدرسين والعاملين في مجال التعليم.
وكانت اليونسكو قد نصحت الدول المتضررة بضرورة اللجوء إلى التعليم عن بعد للحد من الاضطراب الذي سوف يتعرض له الطلاب والعملية التعليمية ككل، وأشارت عبر موقعها الإلكتروني إلى أن التعلم عن بعد واللجوء لأسلوب التعلم عبر الإنترنت سوف يساعد في إيقاف انتشار فيروس كورونا وتأمين استمرار الخدمات الأساسية في مجال التعليم.
كما نصحت اليونسكو جميع من يهتم بالعملية التعليمية بضرورة البقاء على اتصال مع الطلاب وتقديم الدعم النفسي لهم وتجنب وقوعهم في العزلة، وكذلك تأمين استمرار الدراسة بموجب المناهج الدراسية، وتيسير التعلم عن طريق توفير مواد إضافية للقراءة والتعليم للطلاب.
كما طرحت اليونسكو وسائل لمساعدة المؤسسات والدول التي ترغب في العمل بنظام التعليم عن بعد، وذلك من خلال توفير نماذج للتطبيقات التي يمكن من خلالها إجراء الاتصالات مع الطلاب مثل تطبيق سكايب وتطبيق هانج أوت، والتطبيقات التي توفر مواد للقراءة وتعلم اللغة للطلاب، والمواقع التي توفر خدمات التعلم عن بعد مثل الموقع العربي “إدراك“، بالإضافة إلى المواقع التي يمكن للطلاب الحصول على فيديوهات تعليمية من خلالها مثل يوتيوب.
تجد الكثير من المواقع من خلال هذا الرابط:
هل يصبح التعليم الافتراضي بديلًا للدروس الخصوصية؟
سلبيات إغلاق المدارس:
وفي تقرير لليونسكو أوضحت مدى الأضرار السلبية التي ستعود على الطلاب من إغلاق المدارس وعدم تلقي التعليم بأي وسيلة أخرى، لذا تحاول نشر الإرشادات وحث الدول على ضرورة التواصل مع الطلاب وإرشادهم، ومن تلك السلبيات النقاط التالية:
– توقف التعلّم: بسبب حرمان الأطفال والشباب من فرص التعلم عند إغلاق المدارس، خاصة أولئك الذين ينتمون إلى الفئات الفقيرة، الذين يحظون بفرص تعليمية أقل خارج المدرسة.
– الحرمان من التغذية المجانية التي توفرها المدارس.
– عدم استعداد الأهل خاصة محدودي الدخل لتعليم أولادهم عن بعد أو في المنزل.
– عدم المساواة في إمكانية الانتفاع بمنصات التعلّم الرقمية
– التفاوت في رعاية الأطفال بسبب اضطرار بعض الأهالي إلى ترك الأبناء والذهاب إلى العمل
– التكلفة الاقتصادية الباهظة: من الممكن ألا يتمكن الأهل العاملون من تأدية عملهم عندما تُغلق المدارس بسبب تفرغهم لرعاية أطفالهم، مما يتسبب في تراجع الدخل.
– العزلة الاجتماعية حيث يفقد الكثير من الأطفال والشباب علاقاتهم الاجتماعية بسبب إلغاء المدارس.