كيف زال بريق النجمة … وأصبحت “لا أحد”
تقع كثير من الفتيات في وطننا العربي في صراع بين زواجها ودراستها الجامعية، فيجدن أنهن ينقسمن إلى قسمين، فهناك من تختار تأجيل زواجها إلى ما بعد التخرج، في حين تُقدِم أخريات على الزواج، ومن ثمَّ إما أن تضرب بسنين دراستها عُرض الحائط أو ترفع التحدي وتقرر إكمال تعليمها.
فهل يجب فعلًا يجب أن نختار بين الزواج وإكمال الدراسة؟
ككل يوم يبدأ صباحي بمرور سريع على شبكات التواصل الاجتماعي، كل يوم أمر على حسابات لملهمات يمنحنني طاقة أبدأ بها يومي، ولكن مروري اليوم كان مختلفًا، بنكهة من المرارة كنتُ أقرأ كلمات صديقة لي على الفيس بوك، كانت تتحدث عن ذكرى صداقة… وعن أربع فتيات جمعهن الطموح… همتهن كفيلة بهزيمة هذا العالم، كن الرائدات وكل أملهن تحقيق ما حلمن به دومًا بعد الانتهاء من دراستهن الجامعية… انتهت أيام الجامعة … وبعد شهرين تمامًا تزوجت إحداهن خوفًا من أن يفوتها قطار المجتمع الذي لا يمل من إطلاق كلمة “عانس” على كل فتاة تجاوزت أعتاب العشرينيات وراحت تقترب من الثلاثين، لتتوقف عجلة أحلامها مع أول صرخة لابنها بعد 9 أشهر، لقد أصبحت أمًّا … وحان وقت نتف ريشها ليطير به ابنها… جل أمهاتنا يعجزن اليوم عن الطيران.
توقفت الأحلام لدى رفيقة أخرى، وفضلت أن تحرق شهادتها وترمي سلاحها … لم تعد قادرة على القتال… تزوجت الثالثة من حب حياتها الذي أثمر طفلًا جميلًا، قص جناحي أمه هذه المرة بدل نتفهما تمامًا … لتكتفي بوظيفة صغيرة أقل بكثير مما يليق بكفاءتها، لتواصل الأخيرة الطريق وحيدة، تزوجت أيضًا لكنها لم تهجر حلمها… واصلت تحليقها لتعلو بذاتها… خارج السرب الذي كان يحميها… سرب رَضِي بأن تنتف أجنحته أو تقص… لم يعد الطموح فيه هو القائد بل العادات الاجتماعية… بدليل أن كثيرًا من الصداقات الحميمة تتلاشى بعد أن تتزوج الفتاة لدينا عليها أن تكون خالصة لزوجها وبيتها لا مكان لصديقاتها… زال بريق اسم كانت تستميت لبنائه … واكتفت بأن تكون “حرم فلان”.
أعدت قراءة المنشور أكثر من 10 مرات… في كل مرة تلوح أمامي صور لصديقات تحولن إلى ” لا أحد”… خبت شعلتهن وسط أعمال منزلية رتيبة، ودوام طاحن يكسر فيهن الطموح.
لا استكانة لمجتمع يجعلك في فصام بين طموحك وزواجك … ابحثي عن شريك يقدر حلمك ويعينك عليه … فليذهب قطار العمر إلى الجحيم إن كان ثمن ركوبه الانضمام لعالم “الـلا أحد” لم تخلقي لتكوني زوجته وفقط، أنت خليفة لله على هذه الأرض فلا ترمي سلاحك دون أن تدركي مبتغاك، لك هدف عظيم، فكيف تستطيعين الاستكانة، لا تكوني صورة نمطية للمرأة المغلوبة على أمرها فمن أخبرك أن ابنك يريد أمًّا ضعيفة مكسورة الجناح، عليكِ أن تدركي أنه إن لم تكن لك خطة للحياة فستكونين بدون شك ضمن خطط آخرين… لذا جاهدي لتكون لك قصة حياة عظيمة عليك أن تؤمني أنك كاتبة هذه القصة … ولك كل يوم فرصة لكتابة صفحة جديدة.
أنا لا أقلل في مقالي هذا من قيمتك أمًّا، فأنا على يقين تام بأنها الوظيفة الأصعب وظيفة بدوام كامل 24 ساعة، تستنزف روحك وجسدك، ولكن طفلك الصغير هذا يحتاج أمًّا “غير عادي” ليكون فردًا ” غير عادي” …لا يقبل كأمه الاستكانة لواقعه.