كيف نطور المناهج؟!
إن تطوير المناهج يتطلب الاهتمام بتنمية الوعي الوطني و مهارات الحياة الديمقراطية، و هذا ما يكون غالبًا. إضافة إلى التأكيد على الموروث العقائدي و الأخلاقي وا لتاريخي للبلاد و نشر الثقافة و الفنون و العلوم و التكنولوجيا الحديثة و وضع الآليات اللازمة لذلك باستنادها على القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة اللذين يتصفان بالتكامل و الشمول في نظرتهما للحياة بكل اختصاصاتها العلمية و المعرفية.
و من الضروري أن تصان المناهج و أن تطور من حين إلى آخر، فأهداف المجتمع وفلسفته التربوية لا تتحقق إلا من خلال إعداد المناهج “فالمجتمعات المعاصرة تتسم بسمة التغيير و التطور السريع بسبب التقدم العلمي و الثورة التكنولوجية التي تعيشها البشرية في حضارتها المعاصرة التي تترك آثارها على جميع مجالات الحياة”. فالمناهج أحد مشروعات التربية و أداتها الفعالة لتحقيق أهدافها و الوصول بالفرد المتعلم الى أقصى طاقاته و الكشف عن قدراته، و تنمية استعداداته و مواهبه من أجل بناء الفرد و المجتمع الذي يعيش فيه، و تعاون المعلم في أداء رسالته وتمكنه من المشاركة الفاعلة في عملية الإصلاح و التطور.
و تأسيسًا على ما سبق ذكره تعد المناهج عنصرًا أساسيًا في العملية التربوية ينبغي أن تعنى بدراسة القيم الاجتماعية و الجانب الروحي من الثقافة العربية. و أن تبرز أمجاد العرب و سير أبطالهم و مشاهيرهم و حضارتهم و معالجة المشكلات الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية التي تعيق تطور المجتمع العربي. و المنهج بمفهومة الحديث يشمل جميع الخبرات التربوية و الثقافية والاجتماعية و الرياضية و الفنية “من المعارف و الاتجاهات و المهارات” المقصودة و المخطط لها من قبل المدرسة لتهيئتها لطلابها لإحداث النمو الشامل في جميع جوانب شخصياتهم و توجيه سلوكهم طبقًا للأهداف التربوية.
و يشير الباحثين إلى أن المنهج هو ما يتعلمه التلاميذ من معلومات ومعارف و خبرات و قيم و اتجاهات و عادات تُرسَم و توجه من قبل المدارس لتحقيق أهداف تعليمية. و يبين آخرون على أنّ المنهج هو جميع الخبرات التي يمارسها الأطفال و الشباب تحت رعاية وتوجيه المدرسة. و شخص آخرون على أن الهدف من تخطيط المنهج بقولهم “إن الغاية القصوى من تخطيط المنهج هي تطوير أو تحسين المعارف والمهارات أو تحسين اتجاهات المتعلمين الذين يمكن معرفتهم وتحديدهم وذلك لمساعدة الأفراد في الحصول على قيمة أكبر و قناعة أفضل لحياتهم. فالمنهج لا يشمل الكتاب المدرسي فحسب، و إنما جميع الخبرات المربية التي تهيئها المدرسة للناشئة و الخبرة المربية هي ما يمر به الإنسان من مواقف يتعلم منها و يتأثر بها.
و في ضوء ما سبق ذكره لا بد من إشراك المعلم في تخطيط المناهج. و أن محاولات تخطيط المناهج لا تلقى نجاحًا كليًا إذا أهمل دور المعلم، اذ إنها تمثل وسط التفاعل بين المعلم والمتعلم، فالخبرات يجب أن تكون منطقية وقابلة للتطبيق ليستفيد منها المتعلم في حياته. وإن ترجمة أهداف المنهج إلى واقع عملي يتم من خلال تظافر عناصر عدة تكوّن منظومة يؤثر بعضها بالبعض الآخر، و يتأثر فيه و لابد أن تكون هذه العناصر على مستوى الكفاية و الإخلاص و الاقتدار.
و المؤسسة المتخصصة بتنفيذ السياسات و البرامج و ترجمة الأهداف هي المدرسة كونها مؤسسة تربوية متخصصة أنشأها المجتمع لتعلم أبنائه و خدمة أغراضه و تحقيق أهدافه و الإسهام في خلق قاعدة شعبية مثقفة علميًا، و اكتشاف و توجيه طلابها الذين سيكونون بناة المستقبل. و توفر المدرسة للتلميذ فرصة كسب خبرات تربوية جيدة و إعادة تنظيم و صقل لخبراته السابقة بحيث تجعله قادرًا على مواجهة مواقف جديدة في الحياة، فالمدرسة الحديثة في الباحثين؛ هي الحياة الاجتماعية نفسها مفعمة بالنشاط و العمل زاخرة بالصناعات و المهن، متفاعلة بالأفكار و المبادئ. فهي التي تستطيع أن تدرب كل طفل فيها على أن يكون عضوًا عاملًا في جماعة مدرسية صغيرة من تلك الجماعات التي لا بد و أن تنبت في نواحي المدرسة.
طالب في كلية المعارف
تخصص هندسة حاسوب- السنة الرابعة