استشارة زدنيالدراسة في ألمانيا

كيف يُمكنني السفر للدراسة ولا أمتلك المال الكافي؟

من أكثر العقبات التي تواجه الطلبة في ألمانيا، هي قضيّة العثور على كفيل والحقيقة أن المسألة ليست بتلك البساطة التي يتخيّلها بعضة الطلبة، فبدون أن تكفل نفسك من خلال الحساب البنكي المُغلق أو وجود ورقة كفالة من ذويك أو أحد معارفك “الأغنياء”، فإن بداياتك في ألمانيا لن تكون سهلة لهذه الأسباب:

ألمانيا دولة بيروقراطية، وللموظف فيها سلطة ونفوذ لا يُستهان بهما، فبدون الأوراق اللازمة يُمكن لأمور الإقامة أن تتعقد إلى أبعد حدود، وقد يصل الأمر بالتهديد للطرد من البلاد، أو تعذيب الطلاب من خلال منحة الإقامة لمُدة أشهر قليلة فقط، أو حتى أسابيع ليكون للموظف كُل فترة فحص تطورات الأمور معه، وهو أمر ليس سهل على طالب مُغترب جديد لم يعتد هذه البيروقراطية بل ويجد نفسه في حالة تخبّط وخوف دائم من “الطرد”.

لا شك أن كثيرون منّا، يُبدعون في التلاعب على هذه القوانين – بشكل مشروع – من خلال العثور على أي شخص ليكفلهم، وبالفعل فإن المشاكل قد تنتهي من البلدية والإقامة، ولكن الواقع هو أن الطالب الذي يرغب بالسفر وليس معه المال الكافي لدراسة اللغة وعامه الأول، سيواجه الكثير من العقبات للإنخراطه في سوق العمل من ناحية الإقامة ومن ناحية اللغة، وعليه أن يحسب حسابًا للمشاكل المادية وحياة ضنك و”تعتير” في ألمانيا الغنيّة!

حتى هذه يُمكن التغلب عليها، بالعمل “الأسود” وهو غير قانوني، وهي أعمال صعبة ومن الصعب التوفيق بينها وبين دراسة اللغة، فأكثرها تكون في المطاعم أو التنظيف ولربما في مصالح خاصّة أخرى، وإحدى إشكالياتها أن المُشغل يستغل هؤلاء فيدفع لهم أجورًا أقل بكثير من المكتوبة في القانون، وبالتالي سيضطر الطالب للعمل ساعات أكثر وهو ما قد يُدمر مستقبله التعليمي!

هل هناك حل؟

الحقيقة أن بإمكان “الطالب الفقير” أن يسافر للدراسة، ونصيحتي الشخصيّة:

1- أن يكون معه على الأقل مبلغ لتأمين حياته في عامه الأول، ويُقدر بـ 8000 يورو، هذا المبلغ يُمكنه من أن يكفل نفسه بنفسه.

2- محاولة الانتهاء من اللغة في بلاده لأن تكاليف دراستها في ألمانية غالية جدًا، وبالتالي كلما تقدم فيها في بلاده، فإنه سيقصّر من مدّة فترة سنة اللغة والتي قد تصل تكاليفها لأكثر من 10 – 12 ألف يورو!

3- أن يجتاز امتحان اللغة الإنجليزية في بلاده، ثم يسجّل في جامعة تسمح له بالدراسة بالإنجليزية، وهكذا يُمكن أن يعمل منذ عامه الأول!

هذا ما أراه، والله أعلم بالصواب.

عمر عاصي

عُمر عاصي، فلسطيني من الـ 48، من قرية صغيرة إسمها كُفربرا، وُلد عام 1988، درس الهندسة التطبيقة في السيارات، والآن يدرس الهندسة البيئية في ألمانيا، عمل في شركة Intel، يكتب منذ عام 2005، دخل الجزيرة توك عام 2008، حاز على شهادة الصحفي الشامل من مركز الجزيرة في الدوحة عام 2011، وحصلت مُدونته على أفضل مُدونة شخصية لعام 2012.
زر الذهاب إلى الأعلى