استشارة زدنيالدراسة في ألمانيا

لماذا عليك تصنيف القمامة في ألمانيا؟

للأسف، فإن مُعظم الأجانب في ألمانيا لا يُبالون كثيرًا بمسألة فصل القمامة ولا يُحاولون تعلّمها، علمًا بأنها قد تكون من أهم الأسباب المؤديّة للخلافات بين من لا يفصل وبين “الألمان” الذين يفصلون عادةً، ويُقال إن الألمان لا يتقبلون من لا يفصل لأنه بالنسبة لهم يساهم في تدمير البيئة.

لا تستغربوا أبدًا إن سمعتم عن مُشكلة بين طالب وصاحب السكن، لأن الطالب كان يفصل القمامة ولكنه عندما كان يذهب لإلقاء النفايات الورقية في سلة القمامة الزرقاء المُخصصة للورق كان يضعها في كيس نايلون، ليُفاجأ بعدها برسالة تحذيرية من صاحب السكن بأنه يرتكب خطًأ فادحًا يجب ألا يتكرر.

عموماً، فإن الفصل في ألمانيا يحتاج من الطالب نوعاً من التدرب، لأن الألمان يدرسونه منذ الطفولة ويُمارسونه في رياض الأطفال، فهناك مثلاً الكيس الأصفر داخل المنازل الذي يتخيّله معظم الطلبة للنفايات البلاستيكية فقط، ولكنه في الواقع لكل العُلب والمغلفات، حيث يجب إلقاء علبة التونة الفارغة وورق الألومنيوم وعلب المشروبات الكرتونية الخاصة ف+-ي الكيس الأصفر.

لماذا الكيس الأصفر مُهم؟

لأنك لو لم تصنّف بشكل صحيح وألقيت فيه ما لا يجب أن يُلقى فيه فستفاجأ بملصق أحمر تحذيري على الكيس، يُطالبك بإعادة فصل ما في الكيس بشكل صحيح وإلا فلن يتم أخذه، الأمر الذي سيُسبب لك مشاكل كثيرة.

أخيرًا، وكي نفهم الألمان أكثر، يُمكن أن نقرأ في مدوّنة Slow German لـ آنيق روبينز وهي تقول: لقد تعلّمت إعادة التدوير في المدرسة الأساسية ولا أستطيع ألا أفصل القمامة. إن روحي تتألم تتألم، إذا ما وضعت زجاجاً أو ورقاً في سلة قمامة عادية ودون فصل!

عمر عاصي

عُمر عاصي، فلسطيني من الـ 48، من قرية صغيرة إسمها كُفربرا، وُلد عام 1988، درس الهندسة التطبيقة في السيارات، والآن يدرس الهندسة البيئية في ألمانيا، عمل في شركة Intel، يكتب منذ عام 2005، دخل الجزيرة توك عام 2008، حاز على شهادة الصحفي الشامل من مركز الجزيرة في الدوحة عام 2011، وحصلت مُدونته على أفضل مُدونة شخصية لعام 2012.
زر الذهاب إلى الأعلى