اقتباساتمن الجامعة

لمعلموا الابتدائية: مصير الأمة بأيديكم

ترى على ماذا يجب أن يعتمد معلموا المراحل الابتدائية؟ وماذا عليهم أن يتجنبوا في هذه المرحلة من التعليم؟

يستخدم أغلب المعلمين في المرحلة الابتدائية ويعتمد كثيرًا على الأساليب التقليدية في حفظ وتلقين التلاميذ الحقائق والمعلومات بهدف اجتياز الامتحانات دون التأكيد على إستيعاب المفاهيم والنظريات عن طريق استخدام المهارات الاخرى في تعليمهم، مما يؤدي إلى نسيان هذه المعلومات والحقائق مستقبلاً وإستخدام الأنشطة والفعاليات التعليمة ووسائل وأساليب التقنيات التربوية الحديثة. ومن هنا تأتي أهمية استخدام المهارات التعليمية الحديثة لكونها تشكل أهداف تعليم المادة بطرق علمية وعملية حديثة بحيث لا تستخدم الحفظ والتلقين في اساليبها. وفي ضوء النتائج التي تسفر عنها الدراسات والأبحاث في هذا الخصوص يتوجب ومن الضروري معالجة جوانب الضعف في المهارات التعليمية. كونها ستعد وتكون من ضمن المساهمة في النهضة العلمية التي يشهدها العراق، والبلدان العربية في مختلف نواحي الحياة.

يرى الباحثين في مجال الأساليب التعليمية الحديثة والمحببة لطلبة المرحلة الابتدائية انه يتوجب على المعلم أن يحمل عنصر التشويق في تعليمه للتلاميذ اذ ينبغي عليه ان؛ يحلل، ويشرح، ويشجع، ويصحح، وينمي طاقته وطاقة تلاميذه ويجاري قدرته وقدرة تلاميذه ايضا، ويعمل على إستنباط طريقة الإستثارة الفردية، ويتعلم ويعلم بصبر كيف يتقبل عيوب التلاميذ. فالتعليم مهارة متعددة الأغراض وعملية ذاتية تتجلى فيها شخصية المعلم الى أبعد حد وتلعب فيها ذاتيته دوراً عظيماً. وتأسيساً على ذلك تنبثق أهمية استخدام الأساليب الحديثة في التعليم من أهمية المعلم في المرحلة الإبتدائية لأن العملية التربوية لا تحقق أهدافها الاستراتيجية إلا بواسطة معلم كُفء قادر على تحمل مسؤوليته باقتدار باعتباره قائداً ورائداً وموجهاً تربوياً إذ يرى عالم النفس الأمريكي “وليم جيمس” إن مصير أي أمة بأيدي معلميها.

وعلى هذا الأساس فقد أولت دول العالم لمعلم المرحلة الإبتدائية إهتماماً كبيراً باعتباره الأداة الرئيسية لنجاح العملية التربوية وتحقيق الأهداف التربوية وترجمتها الى واقع ملموس. وإن دور المعلم في المرحلة الإبتدائية يفوق دوره في المراحل الدراسية اللاحقة، إذ يرى بعض علماء النفس إن الشخصية الإنسانية تتشكل في سنوات الطفولة الاولى، لذا يُعد المعلم بمثابة إنموذج للتلاميذ يقتدون به بعد آبائهم.  فالمرحلة الإبتدائية أساس المراحل التعليمية الأخرى وقاعدة التعليم الذي يعد حقاً من حقوق المواطنين وواجباً من واجبات الدولة في العراق الذي كفله الدستور ونصت عليه التشريعات التربوية فضلاً عن أهمية هذه المرحلة لا سيما في إرساء أركان البناء الأخلاقي والمعرفي والمهارى لدى الناشئة.

وكما يسهم المعلم في تعزيز وتقوية النشء علميا وسلوكيا تساهم المواد اللغوية والعلمية والدينية الاجتماعية في إكساب التلاميذ القدرة على الملاحظة وإبداء الرأي والمناقشة وحل المشكلات والتفكير الناقد، ومتابعة الأحداث الجارية والقضايا المعاصرة، والاستفادة من مصادر البيئة المحلية، كما تنمي لدى التلاميذ مهارات التعليل والتحليل والمقارنة. وكذلك لما تحتويه هذه المواد من أهمية بالغة فهي ستبقى دون نفع ودون تأثير في حال جمود المعلم واستخدامه لأساليب تجعل المواد الدراسية البالغة الأهمية بصورة قديمة تجعل الطالب يمل منها بسرعة كبيرة.

هذا، ولأنواع المعرفة الإنسانية والتعليم التفاعلي في المدارس مساهمة في تطوير أكثر الأمم وشعوبها، إذ لا يوجد انسان متعلم قادر على تلبية حاجات المجتمع من حوله ويحقق تطلعاته للمعرفة أكثر من العلوم والتطور دون مروره بمرحلة تدريس وتعليم تفاعلي بمستوى عالي، فتعليم المواد المختلفة في المرحلة الابتدائية تشكل نقطة التقاء للتطور في العلوم والثقافات لدى الناشئة وبين التعاملات والتفاعلات الإنسانية في المجتمع والبيئة الطبيعية من حولهم.

طالب في كلية المعارف

تخصص هندسة حاسوب- السنة الرابعة

طه العاني

صحفي ومهندس عراقي، مهتم في أمور التعليم. مدير قسم التحقيقات في “شبكة زدني”، مراسل الشبكة في العراق، وضمن فريقها في تركيا حاليا.
زر الذهاب إلى الأعلى