تحقيقات زدني

ماذا فعل الحوثيون بالتعليم في اليمن؟

لم يكتم الطالب  “عبدالحليم” ضحكاته المبتسمة وهجًا، ولم يخفِ شعوره باللهفة والفرحة وهو يعلن تخرجه من الثانوية العامة، ويتطلع بشغف إلى نتيجته النهائية التي حصل على معدل وبنسبة عالية لم يكن ليتوقعها وليست من مستوى وحجم اجتهاده المحدود في ظل تفشي ظاهرة الغش بصورة كبيرة.

الطالب عبدالحليم الذي تخرج العام المنصرم من المرحلة الثانوية بنسبة 90% تحدث لفريق “شبكة زدني” أنه اجتهد قدر الإمكان وعمل على المذاكرة وكرّس ذلك في الفترة التي سبقت الامتحانات ببضعة أسابيع.

التلاعب بنتائج الاختبارات ومستقبل الأجيال

إذ قال الطالب عبدالحليم إنه تطلع من خلال اجتهاده إلى أن يحصل على نسبة متفاوتة ومقبولة بالنسبة لمحدود اجتهاده الذي مارسه، إذ لم يكن يتوقع أن يحصل على معدل وخصوصًا بعد ممارسته للغش الذي طغى على معظم المراكز الامتحانية في البلاد.

وما لبث أن فكر للحظة بنسبة النجاح والمعدلات المرتفعة بصورة عامية لجميع الطلاب في البلاد دون استثناء، وخصوصًا العام الماضي في ظل الوضع الملتهب وتحكم جماعة الحوثي وصالح بالتعليم، وانعكس ذلك بشكل سلبي على وجهه ورسمت ملامح الاحباط والانكسار.

عبدالحليم يتحدث عن أن بإمكانه التسجيل والدخول في أي جامعة بالعالم نظرًا لمستوى دخل والده الذي يمتلك تجارة، لكنه يرى أن في ذلك الأمر بالنسبة لمستقبل التعليم في البلاد وخصوصًا إزاء هذا الوضع، يعد ظاهرة سيئة ستعمق من مأساة الأجيال القادمة نتيجة الممارسات السلبية والخطوات التي تندرج تحت وطأة التحريف الفكري والتعليمي، وعدم استشعار حجم الأخطار التي ستكون عبئًا على الأجيال والمستقبل بشكل عام.

وتعد ظاهرة الغش موجودة بصورة عامة في البلاد منذ زمن طويل، لكنه يظل بشكل نسبي ومحدود، بيد أنها وبحسب تربويين وأكاديميين ارتفعت نسبة تلك الظاهرة بصورة كبيرة خلال العامين الماضيين. وذلك نتيجة تدهور الأوضاع على كافة الأصعدة وكان للصرح التعليمي نصيب الأسد من ذلك التدهور.

وسجلت وزارة التعليم والتربية نسبة النجاح للعام الماضي 2015-2016، والتي تفوق 88% كظاهرة أولية لم تشهدها اليمن طيلة السنوات الماضية. بينما معدل الرسوب بلغ نسبة 11% ويظل عامل التغييب الدرجة الأقل وله نصيب آخر بنسبة 6%، نظرًا لعدم وجود الطلاب النازحين من قراهم بسبب الأوضاع وعدم تمكنهم من العودة أو ممن انخرطوا في العمل والشغل لتوفير الاحتياجات المعيشة.

ولاقت نسبة المعدلات الهائلة والأرقام العالية بالنسبة للطلاب سخطًا شعبيًا، وسخرية واسعة في الوسط التربوي والأكاديمي والتعليمي المناهض لمثل هذه الممارسات، فضلًا عن ناشطين وحقوقيين وإعلاميين لمعرفتهم المسبقة بعدم حدوث ذلك. لو لم يكن هناك جماعة الحوثي تعبث بالأجيال وتتلاعب بمستقبل التعليم.

إذ تحدثوا لفريق “شبكة زدني”بصورة عامة واستطلاع شامل عن تلك الظاهرة بأنها عبث واستهتار بحق التعليم، حيث لم يمر حالة أسوأ على التعليم منذ زمن بعيد كما هي الحالة الواقعة الآن.

ليس هذا فحسب، بل وصل الوضع إلى توجيه صريح من قبل القائد الأول للجماعة باعتماد نتائج لقرابة 5000 ألف طالب في المرحلة الموزارية لامتحانات صف تاسع الأساسي وثالث ثانوي. فضلاً عن حصول طلاب لمعدلات عالية لا تقل عن نسبة 95%، وهم لم يخوضوا الامتحانات.

ومقابل ذلك واستمرارًا لصلف الممارسات السلبية بحق العملية التعليمية، والتلاعب بمستقبل التعليم وتفخيخ الأجيال، فقد عملت جماعة الحوثي على إسقاط نتائج لطلاب حضروا الامتحانات بنجاح ودون تغييب.

قصة وثّقها مركز الدراسات والإعلام التربوي لطالبة في العاصمة صنعاء حصلت على درجة الرسوب رغم اجتهادها وتمكنها من الحصول على معدل عالي، فشرعت في إجراء بحث ومراجعة استمرت أشهرًا طويلة، حتى حصلت على درجتها المُحقة وبأكمل وجه، فكان أن نالت اجتهادها بحصول مقعدها ضمن المراتب العشرة الأوائل في الثانوية العامة بعموم الجمهورية.

الحوثيين وحرف العملية التعليمية

الأمر ليس لمدى سيطرة جماعة الحوثي على التعليم والتحكم به، وتسييره وفق معاييرهم وأهدافهم ورؤيتهم، بل تكمن القضية الأساسية في أن الجماعة نتاج لاتساع مساحة الجهل، والأمية ولم تخرج إلى النور بعد ولا تفقه بأمور التعليم والمعرفة. بل أيضًا من خلال ذلك تحاول تفخيخ التعليم، ونسفه وهدم المستقبل.

فعند بدء تدهور الأوضاع قبل أكثر من عام، أحكمت جماعة الحوثي السيطرة على البلاد، وسارعت في البدء بتغيير بنية التعليم، وفرض رؤيتهم وفكرتهم، حيث جرى استبدال البنية الهيكلية والتنظيمية للتعليم بشكل كامل، فضلًا عن تعيين ممثلين للجماعة في الوزارة ومكاتبها وفروعها، وهم في أساس الواقع لا صلة لهم بالعمل التربوي والتعليمي، ومن خارج موظفي الوزارة، فيما بعضهم لا يحملون مؤهلات تعليمية.

فقد عملت جماعة الحوثي على تغيير بنية التعليم  وتحريف المناهج المدرسية والتوغل في العملية التعليمية، وفق رؤيتهم وتوجههم وفكرهم الذي يتمحور بشكل طائفي وعقائدي، واهتمام واشتغال الجماعة في هذا الاتجاه سيكون له أثر بالغ في المستقبل.

وهو الأمر الذي تماثل مع طرح الأستاذ والتربوي أحمد البحيري رئيس مركز الدراسات والإعلام التربوي في هذا الجانب، إذ قال لفريق “شبكة زدني” إن الجماعة كما أنها نتاج لاتساع مساحة الجهل والأمية، فهي كذلك لا تستطيع أن تعيش خارج هذه البيئة، بكونها جماعة مندرجة ضمن جماعات العنف والتي لا تؤمن إلا بتعليم عقائدي وتعبوي وفق أجندتها وأفكارها الطائفية.

وعلى الرغم من كل المناشدات والدعوات من قبل المنظمات الدولية والأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتجنيب العملية التعليمية أي إرهاصات أو تداخلات في مسائل الصراع والحرب. لكنها ظلت تمارس الاتجاه العكسي رامية خلف رؤيتها كل تلك المناشدات الدولية، وراكلة بقدمها نصوص القوانين والأنظمة التعليمية والحقوقية.

الكاتب والباحث المتخصص بالتعليم همدان العليي تحدث أن جماعة الحوثي قامت باستخدام المدارس الحكومية الموجودة في بعض مناطق محافظة صعدة التي سيطرت عليها الجماعة عام 2011 م  في ظل غياب شبه تام للدولة، وذلك بهدف حرف العملية التعليمية عن مسارها الطبيعي عن طريق نشر فكرها عبر تغيير المناهج، وإعادة صياغة الصرح والبنية التعليمية للوزارة.

يقول الباحث العليي لفريق “شبكة زدني” إن الجماعة عزمت خلال هذه الفترة منذ اجتياحها العاصمة صنعاء ومدن أخرى على تغيير المناهج واتجهت بشكل قوي نحو هذا الأمر، وهو ما دفع بالعاملين على الوزارة على تشكيل لجنة سرية تعمل على إعداد التغييرات المقترحة في هذا الجانب.

التعليم ودوره في حرب ورؤية ومستقبل الحوثيين

شغل التعليم دورًا محوريًا في حرب جماعة الحوثي منذ البداية، فضلًا عن اهتمامها منذ النشأة الأولى، ونظرتها السلبية والضيقة نحو التعليم. إذ شكّل الوضع الراهن ونسبة استحواذها عاملًا أساسيًا في توسعها لإعاقة مسيرة التعليم، وإعادة توجيهه وتنظيمه وفق رؤيتها وبرنامجها المنحصر في إطار عقائدي.

إذ قال التربوي أحمد البحيري إنه منذ الأحداث الأخيرة وما أعقبها من محاولات وحروب واقتتال أشعل فتيلها جماعة الحوثي، فقد كان التعليم حاضرًا بقوة في حربها، فعملت بمختلف الوسائل وكافة المستويات لتوظيف التعليم العام لتكريس فكرها الطائفي، وتعزيز وجودها السياسي وخدمة عملها العسكري مستفيدة بطريقة أو بأخرى من أتباع النظام السابق الممسكين بمفاصل النظام التعليمي، مستغلة غفلة الحكومة الشرعية ومتجاهلة لكل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية التي تجرم المساس بالتعليم ومؤسساته .

رئيس مركز الدراسات والإعلام التربوي أحمد البحيري أوضح أن الجماعة ترى عدم استمرار التعليم بعيدًا عن سيطرتها يمثل عائقًا أمام توسعها الفكري الطائفي، واستمرار بقائها السياسي المفروض بقوة السلام، بيد أنه لم يعرف أحد عن الجماعة في مختلف مراحلها أنها أسهمت في خدمة التعليم النظامي أو عملت على الاستثمار فيه.

وأضاف البحيري أن الجماعة عملت منذ البداية وبكل الوسائل للسيطرة على مؤسسات التعليم وفق تكتيكات مختلفة تتناسب مع كل مرحلة من مراحلها، بيد أن الهدف منها لا يمكن أن يخرج في أي حال من الأحوال عن هدفها في استغلال تلك المؤسسات لخدمة عملها العسكري وتكريس فكرها الطائفي.

وهو ما ثبّته الكاتب والباحث العليي عن أن جماعة الحوثي تحرص على استخدام المدارس والمراكز التعليمية لنشر فكرها من خلال الطابور المدرسي والفعاليات والأنشطة حيث تعمل على تقديم دروس ومحاضرات حول الفكر الحوثي وحول التطرف، إضافة إلى تعزيز تواجد الجماعة بصورة طائفية وتكريسها في نفوس الطلاب عبر أنشطة وبمختلف الوسائل.

أحد المعلمين في مدرسة أساسية بصنعاء، والذي فضّل عدم ذكر اسمه لتجنب أي ملاحقة، تحدث لفريق “شبكة زدني”عن أن جماعة الحوثي استغلت الأطفال والمدارس والمراكز الدينية والتعليمية للتعبئة العقائدية والتدريب العسكري.

إذ يقول إن الجماعة خلقت جيلًا مفخخًا بالطائفية والبندقية للوصول إلى أهدافها وهو ما كانت تسعى إليه منذ بداية نشأتها، وتمكنت من تفعيله كهدف استحقاقي وانتصار فكري ومستقبلي بالنسبة لرؤية وفكر الجماعة، وذلك نتاج فعلي بطبيعة خروجها وتوسع نطاق استحواذها وسيطرتها بقوة السلاح ولغة العنف في ظل عدم وجود قابلية شعبية واجتماعية في معظم عموم البلاد.

حيث يضيف أن الجماعة عمّقت من نطاق تمحورها في البيئة التعليمية، فعملت على إرسال وتوزيع مرشدين وخطباء دينيين إلى المدارس والمراكز التعليمية في المحافظات الخاضعة تحت سيطرتهم، وذلك بهدف التعبئة الطائفية والجهادية، فضلًا عن استغلال المناسبات الدينية وإلزام المدارس بإحيائها وفق رؤية الجماعة وأهدافها المنطوية تحت ردف الطائفية والعقائدية.

ويستطرد عن إحدى تلك المشاهد أن جماعة الحوثي شرعت في استبدال النشيد الوطني في المدارس بصنعاء بشعارات الجماعة، وإلزام الطلبة على ترديد الشعار وتشغيل الأناشيد، والزوامل التابعة للجماعة أثناء الدوام المدرسي.

حالات اختطاف في الحرم الجامعي

يروي الطالب “ع.م.ي” والذي يدرس الإعلام بجامعة صنعاء حكايته لفريق “شبكة زدني” وقصة ما تعرض له من ممارسات وإرهاصات وانتهاك واختطاف من قبل جماعة الحوثي، للحيلولة دون الوصول إلى قيام جدار عازل بين الطلبة والتعليم، والامتناع بطريق أو بآخر عن استمرار الدراسة.

يبدأ قصته قائلًا “هممت بالخروج من جامعة صنعاء، بعد أداء الامتحان، وبينما أنا عند بوابة الجامعة شعرت بثلاثة أشخاص يشدونني ويشهرون أسلحتهم في وجهي، ومن ثم يدخلونني في ميكروباص صغير ويتحركون بسرعة باتجاه عدة شوارع وأحياء بعدما سلبوا هاتفي وبطاقتي”.

يقول الطالب إن الطريق طالت دون نقطة ثابتة وتوقف، إضافة إلى الدخول من عدة شوارع وأحياء والمرور من أخرى، وذلك بهدف التمويه وإلهاء الطالب وترويعه. فخلال تلك الأثناء وجهوا إليه تهمًا لا يعرف من أين أتوا بها.

حيث قال “وجهوا إليّ تهمًا لا أعرف من أين أتوا بها .. ومن هذه التهم المضللة أنهم يقولون لي أنت داعشي، أنت من تخرج المسيرات والمظاهرات ضد جماعة الحوثي، أنت من الخلايا النائمة أنت تكتب منشورات في “الفيس بوك” أنت تبع هادي أنت مع المقاومة الشعبية” في تلك الأثناء كان مسدس أحدهم مصوبًا نحوي دون أن يبعده عني، أو يغمده في موقعه المحدد.

فيتحدث إنه مكث ساعات خلف قضبان الجماعة، دون إثباتات لتهمة، أو القيام بالتحقيق رغم مطالبته بذلك ليجرد نفسه من الخوف والذعر الذي أصابه. لكنه وفي الليلة الثانية من سجنه تم استجوابه ضمن تحقيق مطول بحضور مشرفين وضباط استخبارات.

إذ يروي تلك اللحظة بالقول “في الليلة الثانية استجوبوني لتحقيق طويل وبحضور مشرف للحوثيين وضابط بالحرس الجمهوري وبدأوا يتهموني تهم وسب وتهديد ووعيد عن قضايا وجرائم وأشخاص وأمور لا علاقة لي بها، من بين التهم: أنتم يا إعلاميين من أيدتم القتلة، أنتم مشاركون بهذا القتل، أنتم أشد خطرًا من المحاربين، وكنت أنا أرد بالنفي، والمطالبة بإثباتات ومحاكمة إن وجدت الدلائل، كما أنهم فتشوا تلفوني وخصوصياتي، بعثوا رسائل واتصالات وتواصل من خلاله إلى الجميع.

وتكمن الخلاصة هنا من تلك البدايات والالتفافات في فشل الجماعة بإثبات أي تهمة أو العثور على شيء مما ادّعوه على الطالب، والاكتفاء بتهمة الكتابة في فيس بوك وأخبار والنظر إلى المهنة الإعلامية بكونه طالب إعلام.

وكانت النتيجة وبعد أيام من الاستجواب والوساطات التي يجريها أهالي الطالب ومسؤولون آخرون، أدت النتيجة إلى حرمان الطالب من مواصلة التعليم خلال هذه الفترة إن لم تكن أطول نظرًا لتراكم الأوضاع وإطالة أمد الصراع، إذ يقول إنه لم يعد ليتمكن من استمرار الدراسة نتيجة الممارسات والمضايقات، إضافة الى عدم السماح له بتوقيف قيد في الكلية. وفضّلوا فعل ذلك مقابل حضور الطالب إليهم، وعدم ممارسة الإعلام أو النشر إلا برضاهم للأسف الشديد.

حالات مماثلة تتعرض لها معظم شريحة التعليم ليس جانب الطلبة فحسب، بل أكاديميون وتربويون آخرون. وهو ما تعرض له الأكاديمي والدكتور في جامعة صنعاء رصين الرصين أثناء اصطحابه من قبل أفراد مسلحة تابعة لجماعة الحوثي من وسط حرم الجامعة، إلى جهة مجهولة والانهيال عليه بالضرب والشتائم والألفاظ السيئة، وذلك بسبب انتقاده لهم، ومعارضته لنهجهم وفكرهم وتوجهاتهم.

تلغيم التعليم وتفخيخ الطلبة

لا تنحصر مأساة العملية التعليمية في هذه الاتجاهات المتجزئة، والتي تحدث تصدّعًا في النسيج الاجتماعي والتعليمي حاضرًا ومستقبلًا، حيث توسعت دائرة الانتهاكات التي تنتهجها جماعة الحوثي في خط سير حربها وعنفها، وتستخدم التعليم كدافع محوري في التركيبة الفكرية وفق توجهاتهم وأهدافهم.

جماعة الحوثي كما أشار مركز الدراسات والإعلام التربوي تقوم على الدمج بين التعليم العقائدي المكثف، والتدريب العسكري المتواصل وذلك بهدف إعداد جيل جديد من الكوادر المسلحة، وبهذه التوجهات والتوجهات المضادة تعمل الجماعة على ضرب الهوية الوطنية، ونسف التعليم وتلغيم المستقبل وبناء جيل مفخخ بالطائفية.

وبحسب تقرير حديث صادر عن منظمة الأمم المتحدة “اليونسيف” تحدث أن أكثر من 5000 ألف من الأطفال وهم بطبيعة الأمر طلاب، تقوم جماعة الحوثي بتجنيدهم وإعادة تأهيلهم فكريًا وعقليًا وجسديًا، مشيرةً إلى أن هؤلاء يؤدون أدوارًا أساسية في القتال، مثل حراسة النقاط التفتيشية، وحمل السلاح، وكتعزيز لجبهات القتال، ويمثلون ثلث قوات الجماعة.

حيث ترغم جماعة الحوثي الاطفال على خلع زيهم المدرسي وتبديله بحمل السلاح والتوجه لجبهة القتال. وذلك بالإجبار أو وعود مضللة وتوجهات وتداعيات تضليلية.

الباحث همدان العليي تطرق إلى هذا الجانب المحوري بالحديث عن أن جماعة الحوثي بدأت في زرع فكرها المتطرف باستهداف طلاب المدارس بمستوياتهم المختلفة من أجل غرس ثقافة طائفية سرعان ما وصلت من بين جدران منتديات الجماعة إلى حجرات التعليم النظامي. بيد أن الجماعة تدرك أهمية فئة الطلاب بهدف الحصول على جيل يمكن أن يدفع مستقبله وحياته بسهولة ثمنًا في سبيل ما تسعى إليه الجماعة.

فقد أقدمت قيادات لجماعة الحوثي على تنفيذ زيارات الى المدارس والمراكز التعليمية، وإلقاء كلمات تحريضية ضد جماعات وأحزاب مخالفة لفكرهم وتوجههم، وذلك لزرع بذة العنف، والتوجيه المعاكس لبيئة المجتمع وثقافته. وذلك لسهولة التعامل لاحقًا مع الأجيال القادمة عبر تلك التوجهات.

وعلى الرغم من تذمر وامتعاض عدد من المدارس والطلبة وكذلك الأكاديميين من ممارسات كهذه، إلا أن عامل القوة والعنف كان له دور محوري في ترجمة تلك التوجهات في بعض المناطق، وهو ما قد يسبب حالة من التشتت الفكري والذهني، فضلًا عن احتمالية حدوث حالة من الانتكاسة والانكسار النفسي والاجتماعي وصلفهما بالنسبة للطلبة وللبيئة التعليمية حاضرًا ومستقبلًا.

راكان الجبيحي

كاتب وصحفي يمني من تعز- ومراسل متعاقد ومعد تقارير ومقالات وتحقيقات واستطلاعات واخبار لعدد من المواقع والصحف المحلية والخارجية.
زر الذهاب إلى الأعلى