ما رأيك بسفر الفتاة بلا محرم؟
الحقيقة أنه لا يُمكنني البت في موضوع سفر الفتاة بلا مُحرم، لأنني ببساطة غير متخصص في المجال ولكن يُمكنني أن أقول لك من وحي خبرتي وبل من وحي الأحاديث النبوية أن الموضوع ليس بالهين، حتى بالنسبة للشاب، وقد روى الإمام أحمد في مسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم: نهى عن الوحدة؛ أن يبيت الرجل وحده، أو يسافر وحده.
وللعلم، عندما يأتي الشاب إلى ألمانيا يضطر في الأيام الأولى للمبيت عند أي شاب يتعرف عليه في المسجد أو كان قد تعرف عليه من خلال النت، وبالنسبة للفتاة هذا يعني أن عليها أن تقوم بجهود مكثقة كي تؤمن لها سكنًا قبل قدومها، وقد سمعت عن حالات كثيرة اضطر شاب أن يخرج من غرفته كي لا تبيت إحدى المغتربات في الشارع.
هذا عدا عن أن السكن في ألمانيا يختلف من منطقة لأخرى، فهناك مساكن لا تليق بفتاة ملتزمة مثل المساكن المشتركة حيث يكون الحمام مشتركًا والمطبخ مشتركًا، أو مثلاً عندما يكون السكن في منطقة نائية، فمثلاً عندما يبحث الطالب عن سكن في شهر 9 أو 10 قبل بدء الفصل الدراسي فإنه يضطر للسكن في قرى محيطة بالمدينة التي يدرس فيها وكثيرًا ما يضطر للسفر والعيش في بيئة مختلفة وليست سهلة.
هذا بخصوص السكن، غير أن الوحدة ليست سهلة ولهذا لا بد للفتاة من أن تؤسس لها شبكة من العلاقات مع فتيات مُلتزمات، كي تسهل عليها أمر غُربتها، ومن يعرف أحوال المغتربين، يعرف أن بعضهم يصاب أحيانًا بالاكتئاب وحالات نفسيّة صعبة، وقد عرفت طالبًا ضاقت به الدنيا حتى زار مستشفى للمجانين، هذا للإشارة أن الإنسان الذي يرغب بالاغتراب، فإنه لا بد وأن يكون مدركاً لصعوبة الموقف، وبلا طموحات عالية فإن الأمر لن يكون سهلاً.
أما من كان لديه طموح يُناطح عنان السحاب كما يُقال، فكُل المصاعب ستهون عليه إن شاء الله، سواء كان شاباً أم فتاة!