استشارة زدنيالدراسة في ألمانيا

ما معنى السكن في WG؟

يسكن 30% من الطلبة في ألمانيا فيما يُسمّى (WG  ) وتُلفظ ( ڤي چيه) وتأتي من كلمة (Wohngemeinschaft) التي تعني السكن المشترك، وتعتبر من أرخص الطُرق للسكن في ألمانيا، كما أن لها مميزاتٍ خاصّة جدًا في بلد مثل ألمانيا.

السكن المُشترك لا يعني أن تتقاسم غُرفتك مع شخص آخر، بل وغالبًا ما يكون لك غرفة خاصّة بك في سكن كبير وحجمها بالمعدل 14-16 متر مُربع. والفرق بينك وبين شخص يسكن في سكن خاص مثل “استوديو” هو أنك ستتقاسم المطبخ والحمّام والمرحاض مع جيرانك.

طبعًا هذا الأمر ليس سهلًا غالبًا، فهناك من لا يقبل أن يستخدم أدوات من مطبخ يُطبخ فيه لحم الخنزير أو تشرب فيه الخمور، وهناك من لا يستطيع النوم مع ضجيج حفلة وموسيقى صاخبة في السكن في نهاية الأسبوع مثلًا.

بعض المساكن المشتركة فيها نظام نظافة صارم، ولكن للأسف فرغم كُل الصراحة التي يتميّز بها الألمان فلا يمكن تجنّب حدوث مشاكل.

نظام النظافة الصارم يعني أنك لا يُمكن أن تأكل وتترك صحونك والأدوات دُون غسلها وتنظيفها، ويعني أنك ستشترك في أعمال النظافة مع جيرانك مثل المسح وإخراج النفايات إلى الحاويات في الخارج، ولن تكون حرًا في اختيار المواعيد، بل سيكون عليك القيام بذلك في مواعيد محددة.

وكذلك مسألة استخدام المرحاض قد تكون حساسة جدًا، خاصة لمن لا يُحافظ على معايير النظافة. وبالتالي لا تستغرب لو دخلت مرحاضًا للشباب الذكور في ألمانيا ووجدت ملصقًا يحذرهم من التبول واقفين! وما أكثر هذه الملصقات ومنها ساخرة جدًا وناقدة جدًا، بل ولا تستغرب لو وجدت ورقة مُعلقة على باب المرحاض مكتوب عليها “الوسخ يترك الوسخ خلفه” لتذكير أحدهم بأنه نسي أن ينظف المرحاض بعد خروجه.

وبالطبع، هناك إيجابيات للسكن في هكذا مساكن، مثل التواصل مع أشخاصٍ من بلاد مُختلفة وثقافات مختلفة، وأحيانًا يُساعد هذا في تعلّم اللغة وإتقانها بشكل اسرع، كما أن هكذا سكن يُمكن أن يقلل الشعور بالغربة، ويمكن أن يجمع الطالب بأشخاص يهوّنون عليه من صعوبات الحياة، وكمثال فقط، فإن الطالب قد يواجه مشاكل دراسية وسيكون محتاجًا لأي نصيحة أو أي شخص بجانبه، وبالتالي فإن “الجيرة” الحسنة يُمكن أن تساعده نفسيًا للتغلب والصبر على المصاعب.

مصدر الصورة: hilfreich.de

عمر عاصي

عُمر عاصي، فلسطيني من الـ 48، من قرية صغيرة إسمها كُفربرا، وُلد عام 1988، درس الهندسة التطبيقة في السيارات، والآن يدرس الهندسة البيئية في ألمانيا، عمل في شركة Intel، يكتب منذ عام 2005، دخل الجزيرة توك عام 2008، حاز على شهادة الصحفي الشامل من مركز الجزيرة في الدوحة عام 2011، وحصلت مُدونته على أفضل مُدونة شخصية لعام 2012.
زر الذهاب إلى الأعلى