قضية الشهرقضية شهر 7/ 2018 “نظام steam التعليمي”

مدارس ستيم النظامية ليست الحل الوحيد لأبنائك

في السنوات الأخيرة انتقلت إلى المجتمعات العربية أنظمة تعليمية بديلة لتعويض التدهور الذي يشهده مجال التعليم، من بينها نظام ستيم التعليمي “steam” الذي يهدف بشكل أساس إلى ربط التعليم بالواقع، بحيث يتعلم الطالب من بين خمس مجالات هم عصب المجتمعات الحديثة الآن مثل: العلوم والتكنولوجيا والهندسة والفنون ودراسات المجتمعات.

لماذا نظام “ستيم” التعليمي هو الأفضل للأبناء؟

كم بالمائة من الطلاب يتخرجون غير قادرين على مواجهة سوق العمل؟ وما حجم المجهود الذي يحتاجه كل منهم للالتحاق بوظيفة عقب التخرج؟ في الواقع أن التعليم في مجتمعنا العربي مليء بالأزمات التي تشكل فجوات بين ما يتعلمه الطالب في المدرسة وبين ما يحتاجه سوق العمل، لذلك أصبح الوضع بحاجة إلى حلول بديلة أو تعليم بديل ينقذ الطلاب مما ينتظرهم، ويعمل على ربط التعليم بالواقع.

كما يعتمد نظام “ستيم” التعليمي على تعليم الطلاب طريقة التفكير النقدي والاعتماد على النفس والتوصل إلى حلول فعالة لحل المشكلات، على عكس نظام التعليم التقليدي الذي يعتمد فيه الطالب على تلقي المعلومة وحسب، دون بذل المجهود الكافي في عمليات البحث والتفكير.

ربط التعليم بالواقع لا توفره مدارس “ستيم” لطفلك على الأغلب.. ما الحل؟

مؤسسة ذا فن لاب خلال إحدى فعاليات عرض عجائب العلوم للأطفال

رغم تواجد مدارس “ستيم” في العديد من البلدان إلا أنها لا تغطي الفئات العمرية جميعها، ففي بعض الدول يتم قبول الطلاب في عمر محدد وهو مرحلة الثانوية، فيكون التعليم في تلك المدارس بديلًا للدراسة الثانوية ويطلق عليها في الغالب مدارس المتفوقين، ويكون الالتحاق بها وفقًا لشروط.

مدارس ستيم ليست الوحيدة التي يمكن اللجوء إليها، فهناك العديد من المؤسسات البديلة التي تقدم فرصًا لتلقي العلم في أي من مجالات نظام ستيم التعليمي، خاصة بعد ما ذُكر بالأعلى حول الشرط العمري لقبول الطلاب، وربما تكون فرصة التعلُّم من خلال تلك المؤسسات أفضل، حيث يتم قبول الطلاب في المرحلة العمرية المبكرة التي يكون لدى الطفل فيها قدرة أكبر لاستيعاب المعلومات، تحديدًا فيما فوق الـ 3 سنوات.

من بين الفروق بين مدارس “ستيم” والمؤسسات غير النظامية التي تتبنى نظام “ستيم” التعليمي لتعليم الأطفال، أن الأخيرة في الأغلب تعتمد على مدد زمنية قصيرة لتعليم الطفل، بحيث لا تصل مُدة التعلم إلى عام دراسي، بل إنها تبدأ من أسبوع، وتصل إلى 3 أشهر أحيانًا.

أما من حيث تكاليف الدراسة بنظام “ستيم” التعليمي ففي مصر على سبيل المثال تكلفة الدراسة في مدارس “ستيم” الحكومية للمتفوقين 30 ألف جنيه مصري مصروفات فعلية للدراسة، إلى جانب 1000 جنيهًا على كل عام دراسي.

بينما تتراوح تكلفة الورش المتخصصة في إحدى مجالات نظام ستيم التعليمي لدى المؤسسات غير النظامية ما بين 800 إلى 1500 جنيه مصري، كما أن هناك من المؤسسات ما يقدم بعض تلك الخدمات بشكل مجاني.

مؤسسات تعمل بنظام “ستيم” التعليمي في مصر

أطفال يشاركون في صناعة روبوت مع مؤسسة لوجي كلب “Logi Club”

في مصر على سبيل المثال تتوافر لدى مؤسستي  Logi Club و FEE Robotics Club ورش للطلاب في لغات البرمجة وصناعة الروبوت، بينما في The Fun Lab يهتمون بنشر العلوم من خلال تنظيم فعاليات متخصصة في علوم الفضاء.

كما تتوافر دورات في مجالات صناعة الأجهزة الإلكترونية والروبوت، وورشة السيارات لمحبي الميكانيكا لدى مؤسسة Discovery Science Center إلى جانب ورش العلوم العامة.

أطفال مؤسسة ديسكوفري ساينس سنتر خلال مشاركتهم في مسابقة لصناعة الربوتات

توفر المؤسسات السابقة فرصًا لطلابها للمشاركة في مسابقات متخصصة، وهو أمر هام للغاية لتحفيز الطلاب وخلق أهداف أمامهم تدفعهم إلى التطور والاستمرار وتربط ما يتعلمونه بخطوات فعلية في الواقع الذي يعيشونه.

وحتى إذا كان الطالب يتلقى تعليمه في المدارس النظامية ذات النظام التقليدي، ولا يخضع إلى التعليم المنزلي، فبإمكانه الالتحاق بالدورات التي توفرها المؤسسات التي ذكرناها بالأعلى، فمنها ما يتم تنظيمه في الإجازات الصيفية كي تناسب الجميع.

بسمة رمضان

صحفية متخصصة في شؤون التعليم العالي في مصر، ومهتمة بكل ما يتعلق بالشباب العربي بشكل عام. شغوفة بكل عمل يساهم في حل مشكلة فرد أو فئة من فئات المجتمع، وهو ما وجدته في العمل الإعلامي بشكل عام. أتطلع دائمًا أن يكون عملي فعالًا وذا قيمة، ويحقق
زر الذهاب إلى الأعلى