تحقيقات زدني

أعباء تواجه المؤسسات التعليمية في شمال سوريا

تعاني المؤسسات التعليمية في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة من نقص كبير وحادٍّ في إعادة تأهيل المدارس المدمَّرة والأمور اللوجستية إضافة لموضوع تأمين الكتب المدرسية للطلاب في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، وهذا أيضا ما يزيد من صعوبة الوصول بالتعليم إلى مرحلة جيدة وإيجاد المكان المناسب للطلاب لتلقي تعليمهم بالشكل الصحيح إضافة إلى عدم توافر الدعم اللازم لهذه المنشآت التعليمة من قبل مديرية التربية والمنظمات الإنسانية التي تهتم بدعم القطاع التعليمي.

ويبلغ عدد المدارس في محافظة إدلب 1549 مدرسة، منها 99 مدرسة مدمرة بشكل كلي، 171 مدرسة مدمرة بشكل جزئي، و111 مدرسة تحت سيطرة قوات النظام حسب الأستاذ محمود الباشا (رئيس دائرة التعليم الاساسي في مديرية تربية إدلب الحرَّة) وأن أغلب قاطني هذه القرى نازحون، في حين رُصد أكثر من 125 نقطة تعليمية في المخيمات والتجمعات العشوائية للنازحين في محافظة إدلب.

وأضاف الباشا في حديثه: “أن نقص الدعم المقدم من الجهات المانحة، وانعدامه من الجهات الرسمية مثل اليونيسف يسبب ضغطًا كبيرًا علينا، ما ينعكس بشكل أو بآخر على سير العملية التعليمية“.

وأشار إلى أعداد الطلاب في المُحافظة بلغت نحو 398605 طالبًا، ونسبة التسرب متفاوتة من منطقة إلى أخرى نتيجة القصف وهي بين 15 – 30% ويعود السبب لعدم وجود استقرار أمني في المنطقة وحركات النزوح والتهجير المستمرة.

وبين حاجة مديرية التربية والتعليم الحرة في إدلب إلى 31588 مقعدًا مدرسيًّا، و8144 مدفأة، و1926 سبورة خشبية، و2084 سبورة بيضاء نوع فيبر، و168 جهازَ إسقاط و51 جهازَ عرض، و754 حاسوبًا مكتبيًّا ومحمولًا.

ويبلغ عدد المعلمين الكلي 22627، منهم 8039 مكفولون برواتب من مديرية التربية والتعليم، و4109 متطوعين بما فيهم كادر المديرية، و10159 يتبعون لتربية النظام لم يتقاضوا رواتب منذ 5 أشهر بسبب إغلاق النظام المعابر بين مناطق سيطرته وسيطرة المعارضة، يضاف إليهم 344 معلم من مهجري الغوطة في ريف دمشق، ويوجد نقص في الكوادر حوالي 3600 مدرس ومدرسة.

وبحسب (نشطاء في المجال التعليمي)، فقد بلغ أعداد الطُلاب المهجرين قسرًا من الغوطة الشرقية ما يزيد عن 6814 طالبًا وطالبة في مدارس محافظة إدلب.

ووفق إحصائية تربوية للأستاذ معن الأحمد (مدير الدائرة الإعلامية في تربية حماة الحرَّة) وفي ريف حماة الخاضع لسيطرة المعارضة فقد بلغت نسبة المدارس التي تُشرف عليها مديرية حماة الحرَّة ومديرية التربية التابعة للنظام نحو 187 مدرسة، بينهم 10 بالمئة خارج الخدمة بشكل كُلي نتيجة تعرضها للقصف، و40 بالمئة بشكلٍ جزئي بحسب الأستاذ معن الأحمد مدير الدائرة الإعلامية في تربية حماة الحرة.

استهداف الطائرات للمدارس

وشهدت سنوات الحرب الأخيرة حتى العام الجاري تعليقًا للدوام المدرسي في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في الشمال السوري، نتيجة استهداف طائرات قوات النظام وروسيا للمدارس، ونزوح المدنيين من القرى والبلدات التي تتعرض للقصف، الأمر الذي لاقى أثرًا سلبيًا لدى الطُلاب لتوقف مسيرتهم التعليمية.

مدرسة عابدبن للتعليم الأساسي تقع جنوبي إدلب، تتبع إداريًّا للمجمع التربوي في مدينة خان شيخون، تتألف المدرسة من 11 شعبة صفية من صف الأول حتى صف التاسع، ويقسم الكادر إلى قسمين تابع للتربية والتعليم وللنظام، وعددهم 19 عامل.

ويبلغ عدد طلاب المدرسة 289طالبًا وطالبة، تبلغ نسبة التسرب إلى 25%، نتيجة القصف المتكرر على المدرسة، حيث تعرضت للقصف أول مرة في 30 أيلول 2016 من طيران حربي ثابت الجناح يُعتقد أنه روسي، ما أحدث دمار جزئي في البناء، وانقطاع الدوام إلى أكثر من شهر بسبب خوف الأهالي على أبنائهم.

الأستاذ أنس العلي مدير المدرسة، يبين أن أعداد طلاب المدرسة في السنوات السابقة كان أكثر من 400 طالب، لكن هذا العام نسبة التسرب تقريبا ربع العدد، أما الأعوام الماضية وصلت إلى أكثر من نصف الطلاب الذين تسربوا نتيجة القصف والنزوح.

وأشار في حديثه إلى أن: “نقص الإمكانيات المادية في المدرسة ينعكس سلبًا على التحصيل العلمي، واعتمدنا على المساعدات من الأهالي، في ترميم بعض الغرف الصفية، وبناء غرف غير صالحة للتعليم بشكل جيد لكن الحاجة فرضت علينا هذا“.

وأوضح أن: “المدرسة تشاركية مع كادر يتبع للنظام، ولم يتم تقديم أي خدمات من قرطاسية أو تدفئة من تربية النظام، على العكس تم استهداف المدرسة العام الماضي من طيران يُعتقد أنه روسي، ما أدى إلى دمار أضافي دفعا كما ذكرت إلى ترميم من قبل تبرعات للأهالي ومديرية الخدمات التابعة للمعارضة“.

الخوف يمنع الطلبة من استكمال دراستهم

محمد البعير 13 عام متسرب عن المدرسة منذ عام 2015، حيث قال: “تركت المدرسة نتيجة النزوح بسبب القصف على القرية، ولا أرغب في العودة إلى المدرسة خوفًا من استهدافها، وأنا من 5 سنوات تقريبا تارك المدرسة، موضحًا “عدم رغبته بالرجوع إلى المدرسة نتيجة غيابه عن المدرسة“، وأن دخوله للأخيرة سيكون مع الطُلاب الأصغر منه سنًا، وليس مع رفاقه، مؤكدًا “أن روح الدراسة مع من يُساويك سنًا“.

وأشار إلى أن مُعظم رفاقه تهجروا من قريته وتركوا دراستهم نتيجة القصف، فمنهم من هاجر إلى لبنان وتركيا، ومنهم إلى مخيمات النزوح، والبعض منهم انخرط في المصالح الصناعية والحرفية لكي يُساعد عائلته.

قال إبراهيم القاسم من جهته، وهو طفل نازح من بلدة مورك شمالي حماة، في مخيم عشوائي على طريق الهبيط معرة حرمة جنوبي إدلب: “أنا عمري 15 سنة نزحنا من عام 2014، وتركت المدرسة في الصف السادس لأسباب عدَّة، منها وفاة والدي بقصف النظام تاركًا خلفه عائلة مؤلفة من 5 أشخاص كبيرها أنا، وعليَّ واجبات أن أقدمها لأهلي لتأمين لقمة العيش لهم، وبدأت آنذاك بالعمل في ورشة صيانة الدراجات النارية براتب شهري 10 آلاف ليرة سورية، موضحًا أن عائلتهُ تقطن في منزل مهجور مُدمر وخالٍ من الشبابيك والأبواب وليس لديه القدرة على إيجار منزل آخر لسوء أحواله المعيشية“.

وأبدى القاسم شعوره بالحزن حينما يُشاهد الأطفال وهم يُغادرون مدارسهم، متذكرًا في لحظتها مدرسته ورفاقه الذين بعضهم فارقوا الحياة نتيجة القصف والبعض الآخر من هُجِّرَ وبات يقطن المخيمات.

وتابع حديثه قائلًا أن: “إخوتي الصغار أيضًا حرموا من التعليم لبعد مسافة المدارس عن المنزل وأقربها بمسافة 3 كم، ولا أمتلك آلية لكي أوصلهم إليها، كما تخشى والدتي من إرسالهم إلى المدارس خوفًا عليهم من القصف أو الخطف وبهذا الأمر أصبح إخوتي أُميين لا يجيدون الكتابة والقراءة نتيجة الظروف الراهنة التي تُعانيها مناطقنا من القصف والتشرد“.

اكتظاظ الفصول الدراسية

تسبب قصف النظام بدمار ثانوية جعفر بن عبد المطلب بشكل جزئي في قرية النقير بريف إدلب بحسب معاون المدير، وأسفر ذلك عن اكتظاظ الطُلاب داخل الغرف الصفية فوق العدد المُعتاد نتيجة دمار بعضها.

وتضم المدرسة 10 شعب صفية، عاشر ثانوي عدد 2 حادي عشر علمي 2 وأدبي 2، وثالث ثانوي عدد 2 أدبي، و2 علمي، تضم 160 طالب وطالبة، والكادر 16 مدرس تابعين للتربية والتعليم الحرة في إدلب، يبين الأستاذ رائد رماح واقع المدرسة من حيث الاحتياجات ونقص الوسائل التعليمية، ولا يوجد مخبر علمي لطلاب الفرع العلمي خصوصا مواد الفيزياء والكيمياء والعلوم الطبيعية.

وقاعة الحاسوب تدمرت بشكل كامل نتيجة القصف، وغياب مصدر الكهرباء عن المدرسة، ما يمنع استخدام أي وسائل إيضاحية مثل جهاز الإسقاط وعرض شرائح تعليمية.

وأضرار كبيرة في البناء من حيث الأبواب والنوافذ وغياب وسائل التدفئة، ويبين كانت المدرسة تضم 16 غرفة صفية و4 غرف إدارية، ومخبرًا وقاعةَ حاسوب.

حسان حموية مدير المدرسة الريفية في مدينة كفرزيتا شمالي حماة، تضم المدرسة 435 طلاب ابتدائي، في 13 شعبة صفية ويدرسهم كادر مؤلف من 21 أستاذ يعملون بشكل تطوعي دون أي أجر منذ بداية العام الدراسي في شهر أيلول الماضي، المدرسة تم صيانتها بجهود من الأهالي ولكن ما زالت بلا أبواب ونوافذ، ومع حالة الهدوء الحالية في المنطقة وعودة نسبة من أهالي المدينة وبعض النازحين هناك تزايد على الإقبال والدوام، ولم يتم تسجيل أي تعليق للدوام طيلة الفصل الدراسي هذه السنة.

ويجلس في المقعد الواحد 4 طلاب أو أكثر بسبب وجود عدد من المقاعد بحاجة صيانة نتيجة القصف الذي تعرضت له المدرسة.

وحسب حموية بصفته عضو مجلس محلي في المدينة، يوضح عدد المدارس الكلي 18 مدرسة منها 5 مدارس مدمرة بشكل كلي، و8 مدارس مدمرة بشكل جزئي لا يمكن استخدامها.

وحاليًا هناك 4 مدارس عاملة من أصل 5 جاهزة لاستقبال الطلاب، 3 مدارس ابتدائية تستقبل 1300 طالب وطالبة، مدرسة إعدادية وثانوية تضم 350 طالبًا وطالبة، ويدرس في كل المدينة 78 مدرس ومدرسة وهناك نقص واضح في الاختصاصات العلمية، وعدم وجود مختص لمادة الرياضيات والفيزياء منذ أكثر من شهر، وتعمل كل الكوادر بشكل تطوعي، ولا توجد أي مدرسة تابعة للنظام جميعها تابعة لمديرية التربية والتعليم الحرة في حماة.

ويضيف: “الواقع التعليمي في المدينة صعب جدًّا، بحاجة أكثر من 400 مقعد مدرسي، و60 سبورة صفية، وأبواب ونوافذ لمعظم الصفوف، وهناك نقص حاد في كتب الصف الأول ونحن بحاجة 500 نسخة، مع نقص بنسبة 30% من نسخ كتب صفوف الثاني والثالث والرابع الابتدائي.“

ويعتبر توفر الوسائل التعليمية من خرائط لمادة الجغرافية والحواسيب وأجهزة الاسقاط ومخابر العلوم هي باتت تعتبر ترفيهية، ويخشى من عدم وجود أي بوادر دعم على نفسية المدرسين كما حدث في العام الماضي، بعد تدريس حوالي 3 أشهر لم يتقاضوا أي رواتب سبب حالة نفور في العمل.

ويؤكد نسبة التسرب تتجاوز 20%، والسبب القصف المتكرر على المنطقة، وانخراط الأطفال تحت السن القانوني في العمالة وتدمير مستقبلهم العلمي.

ويواصل طلاب مدرسة مخيم طيبة قرب كفردريان بريف إدلب الشمالي البالغ عددهم 250 طالب، تعليمهم على الرغم من الصعوبات المتمثلة في نقص الكتب والقرطاسية والمستلزمات التعليمية شتى، بعد انقطاع الدعم عنهم مطلع العام الدراسي الحالي.

ولم يكن وضع مدرسة مخيم طيبة هو السوء في مخيمات الشمال السوري، حيث اتخذ طلاب مخيم الأمل قرب قرية باتنته بريف إدلب الشمالي من خيمة لا تتجاوز مساحتها أربعة أمتار مدرسة لهم، بعد انقطاعهم عن التعليم لأكثر من ثلاثة أعوام، وهذ ما دفع إدارة المخيم لتأمين بعض الكتب ليتشارك كل 4 طلاب بكتاب في ظل نقص كافة المستلزمات التعليمية من سبورة وقرطاسية وغيرها.

في حين يجتمع قرابة المئة طالب في مخيم حفصة أم المؤمنين في ريف معرة النعمان الشرقي في الجامع؛ ليتلقوا تعليمهم على يد معلم متطوع واحد، عمد إلى تقسيمهم  لأربع دفعات بسبب ضيق المكان وعدم وجود المقاعد والقرطاسية والكتب.

فيما ينقطع نحو 800 طالب في قرية الرفة بريف إدلب و115 طالب في مخيم القصر بالقرب من بلدة الغدفة بريف إدلب الجنوبي، عن التعليم بشكل كلي بسبب عدم وجود مدرسة في المخيم نظرًا لضعف الإمكانيات وغياب دعم المنظمات المعنية.

محاولات لتقليل الخسائر!

وفي محاولة منها لإنقاذ سير العملية التعليمية وتقويمها قدر المستطاع، أطلقت العديد من الجهات المعنية برامج ومبادرات من شأنها تحسين الوضع التعليمي في الشمال السوري، ومن بينها مشروع التعليم المسرع الذي أطلقته مديرية إدلب الحرة لاستهداف الطلاب المنقطعين أو المتأخرين على الدراسة في مناطق عدة بريف إدلب على مدار شهرين،

مشروع التعليم الذاتي الذي أطلقته منظمة الزيتون في سبع مراكز من ريف إدلب لاستهداف 250 طفل متسرب من كل مركز، وتعليمهم كيفية الاعتماد على أنفسهم في الدراسة بمناهج مطبوعة من اليونيسف لأول مرة في سوريا.

في حين أطلقت أكاديمية آفاق في مختلف مناطق إدلب مشروعًا يهدف لتنمية قدرات الطفل عن طريق الحساب الذهني من خلال الاصابع دون مساعدة الآلات الحاسبة، فضلًا عن تنفيذ دورات تدريبية لتعليم برنامج السربان الياباني القادر على تطوير قدرات الطفل الذهنية.

معاناة المعلم السوري:

عبد الحكيم معلم اللغة العربية من جسر الشغور غربي إدلب قال: “من الممكن أن يفكر بامتهان مهنة غير التدريس بعد أن واظب عليها منذ خمسًا وعشرين سنة، وذلك بسبب انقطاع الرواتب وقلتها إن توفر الدعم فضلًا عن صعوبة المواصلات وغلاء المعيشة.“

معاناة المعلم عبد الحكيم طالت قرابة تسعمائة وخمسة وثلاثين مدرس من مجمع جسر الشغور التربوي التابع لمديرية إدلب الحرة، أكد: “أن أكثر من نصف مدارس المجمع تعمل بشكل تطوعي، ويفكر مدرسوها بشكل جدي بترك سلك التدريس والبحث عن فرصة عمل توفر لقمة عيشهم ما يشكل خطر على مستقبل عشرين ألف طالب ضمن تلك المدارس.“

وأضاف: “بعد أن توقفت منظمة مطر عن دعم ستمائة وأربعين مدرس، إضافة إلى توقف دعم منظمة أمل سوريا عن دعم 8 مدارس، ارتفعت نسبة المدارس المتطوعة في المجمع إلى أكثر من 60 مدرسة، وعلى الرغم من تواصل المجمع مع الكثير من الجهات المعنية ورفع الإحصائيات الدقيقة لم يتلقَّ المجمع دعما إلا لثلاثمئة وستة وخمسين مدرس براتب مئة وعشرين دولار ل 112 منهم و60 دولار ل 250.

ونظم المعلمون المتطوعون ضمن المدارس التي كانت مدعومة في السنة الماضية الأسبوعين الماضيين إضرابًا في جسر الشغور احتجاجًا على عدم تلقيهم رواتب منذ الفصل الدراسي الأول.

وتواصل المعلمة رغداء مهنتها في التدريس للسنة ال 15 من عمرها، فلم تمنعها إعاقتها من مزاولة سلك التعليم بعد تعرضها لغارة جوية في معرة النعمان، في شهر آذار عام 2016م، أدت إلى بتر قدمها، وما لبثت أن استعادت قواها، وتأقلمت مع وضعها الحالي لتقف أمام الطلاب بقدم واحدة وتؤدي واجبها بكل مهنية.

كحال المعلم أسعد البالغ من العمر 32 عام، يعمل مدرس لمادة العلوم، في بلدة كنصفرة في جبل الزاوية، وأدى انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات قصف طيران النظام وروسيا على أطراف البلدة، إلى بتر يده اليسرى، ولكنه أكمل عمله بعد مضي 7 أشهر من إصابته، على الرغم من جميع الصعوبات التي يتوجب عليه التأقلم معها.

أحمد عبد العزيز من ريف خان شيخون، ترك التعليم منذ بداية العام 2016م، وهو يحمل إجازة في التربية، بعد ورود اسمه في جداول الاحتياط للخدمة العسكرية في صفوف قوات النظام، وبعدها يعمل بشكل تطوعي في مدرسته ذاتها، لكنه يبين انعكاس الواقع المعيشي على حياته المهنية، وسعيه في تأمين مصدر رزق لعائلته المؤلفة من 3 أطفال وزوجته.

مناهج منقحة:

وحول اختلاف المناهج بين النظام والمعارضة يوضح مصطفى حاج علي (مدير الدائرة الإعلامية في مديرية إدلب الحرة)، مع بداية الثورة السورية وبداية أعمال مديرة التربية والتعليم الذي كان في منتصف سنة 2013 تم وضع لجنة من أجل تنقيح منهاج النظام المتواجد في تلك الفترة، تنقيحه من السموم وبأفكار البعث ومن الدروس التي تمجد العصابة الحاكمة، وبالفعل تم الانتهاء من هذا المنهاج واعتمد لمديرية التربية منذ ذاك الحين وإلى الآن هذا هو المنهاج المعترف به التي تقوم بطباعته الحكومة السورية المؤقتة.

مرت فترة وهيئة علم بدعم من منظمة الثنكنة للأعمال الإنسانية، النظام قامت بتغيير بعض المواد العلمية وغيرها إلا أننا لم نغير شيئًا وبقي المنهاج على ما هو عليه منهاج النظام المعترف به تلك الفترة ولكن مع التنقيح، الحقيقة أنه لا يوجد لدينا أي مشاكل مع المنهاج سوى عدم توفر الكتاب وقلة دعم طباعة الكتاب المعتمد بالنسبة لنا، هناك بعض المواد تم حذفها كالموسيقا وغيرها، تم حذفها لأن المواد العلمية تتطلب منا عددًا أكثر من الساعات المطلوبة؛ لذلك تم حذفها على حساب مواد أخرى من أجل تكثيف المنهاج خاصة في المناطق المشتعلة.

ويضيف عن تعليق الدوام، ما يخص موضوع إغلاق الدوام وتعليقه في بعض المدن والبلدات، كان أكثر عام تتعرض له المناطق المحررة للقضف في عام 2016 -2017 حقيقة كانت المدارس لا تلبث أن تبدأ حتى تنتهي وتعلق لكثرة القصف ووقوع المجازر في صفوف الطلاب كما حدث في حاس وحدث مرة في معرة النعمان.

فيما بعض المناطق الأخرى كان الاستهداف عشوائيًا يستهدف التجمعات، لا فرق لدى النظام أو روسيا من مدارس أو تجمع طلاب أو دورات أو حتى روضات لم تخلُ كما حدث في تفتناز في وقت سابق، الفصل الدراسي المنصرم كانت هناك هدنة جزئية تقريبًا فكان العام جيدًا؛ فهذا العام تركز القصف وتركز تعليق الدوام في المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية والمناطق الشرقية بسبب تطاول النظام على البلدات المجاورة وقصفها بشكل مستمر ومن ناحية النسبة قياسًا بالعام المنصرم نسبة سيئة وقياسًا بالفصل الذي قبله جيدة؛ لأنه في تلك الفترة حدثت مجازر كثيرة وتوقف الدوام بشكل مستمر.

محمد العلي

أردني مقيم في مدينة أسطنبول التركية. يدرس اقتصاد إسلامي في جامعة صباح الدين زعيم – اسطنبول. لدرجة الماجستير. مشرف وموجه طلابي في جمعية مشعلة الدولية للطلاب – اسطنبول. أحد مؤسسي مبادرة بسمة الحياة التطوعية 2008
زر الذهاب إلى الأعلى