أفضل الطرق للتعامل مع طفلك عندما يُخطئ
دائمًا يُخطئ أطفالنًا، ودائمًا نُخطئ أيضًا في التعامل مع تلك الأخطاء، ومن هنا تتمثل الحلول الأمثل في تجنب الانفعال أولًا، ثم البدء في التعامل مع الخطأ بشكل صحيح. حيث أكدت أبحاث الأسرة في الفترة الأخيرة أن العنف في التعامل مع الأطفال، يخلق عنفًا عند الأطفال ذاتهم عند حل مشاكلهم. ولتدارك ذلك الأمر، سوف نتحدث في مقالنا عن أهم الطرق التي يمكننا أن نتعامل بها مع أخطاء أطفالنا دون أي آثار سلبية.
1- تعامل بهدوء
أولاً وقبل كل شيء، في حال أخطأ طفلك حاول بقدر الإمكان أن تتحكم في نفسك ولا تقم بخطوات متسرعة. بالتأكيد سوف تغضب نتيجة التوتر والضغط المفاجئ الذي سوف تتعرض له، لذلك لا تحاول قطعًا أن تقوم بضربه أو قذفه ببعض الكلمات القاسية، حتى لا ينعكس الأمر بالسلب عليه. لتأخذ حينها بعض الوقت لنفسك على الفور، هدئ من روعك ثم أبدأ في التفكير بتلك الأخطاء التي فعلها طفلك، وقم بإيجاد حلول لها.
الطعام على الطاولة، الهاتف يرن، وأطفالك يقومون بالصراخ واللعب، وفجأة قام طفلك بإيقاع أحد الأطباق من الطاولة، فتحطم وانسكب ما يوجد به. إن لم تستطع ترك الموقف لثواني حتى تهدأ، فقط خذ خطوة للوراء وأبدأ في العد إلى عشرة.
2- كن طيبًا وصارمًا معًا
من الأخطاء القاتلة التي يقع بها الآباء عند التعرض لإلحاح الطفل المستمر عند طلب شيء ما هو القيام بضرب الطفل، أو إعطائه ما يريد بكل سهولة. فقط كل ما يتوجب عليك فعله في تلك الحالة هو النزول إلى طفلك والنظر إلى عينيه، ثم إخباره بشكل هادئ ولطيف في عبارة قصيرة، عطوفة وحازمة أن يكون هادئًا وسوف يحصل على ما يريد، إن لم يكن في الحال فسوف يكون في وقت لاحق. وبذلك تكون قد حللت الأمر بكل سهولة دون أي خسائر نفسية.
3- أعطه بعض الخيارات
إعطاء طفلك بعض الخيارات هو البديل الأفضل للضرب أو الإهانة. تجلس على طاولة الطعام بجانبه ووجدته بدأ باللعب، فقط أخبره: هل تريد أن تتوقف عن اللعب بطعامك، أم تريد ترك الطاولة؟ في حال استمر الطفل في فعل الأمر ولم يستجب لك، لا تستخدم العنف أيضًا. بل قم بأخذ الطعام من أمامه وأخبره أنه سوف يأكل عندما يكون على استعداد لذلك دون اللعب. التعامل بذلك الشكل الحازم والغير عنيف عندما يصر الطفل على فعل شيء خاطئ هو الخيار الأفضل لحل المشكلة.
4- استخدم العواقب المنطقية
حصل طفلك على بعض العلامات السيئة فقمت بمعاقبته من خلال ضربه، ماذا يعرف الطفل عن الوضع الآن؟ قد يتعلم ألا يفعل ذلك مرة أخرى، لكنه سوف يتعلم أيضًا أن يخفي أخطاءه بعد ذلك، إلقاء اللوم على الآخرين، والكذب. فقط لتسأل نفسك حينها، هل تريد أن يتصرف طفلك بعد ذلك لأنه يخاف منك، أم لأنه يحترمك؟
لنأخذ مثالًا آخر لنوضح به الحل الأمثل: طفل قام بكسر نافذة الجيران فقال له والده بلهجة لطيفة لكن حازمة: “أرى أنك قمت بكسر النافذة، ماذا ستفعل لإصلاحها الآن؟”
يقرر الطفل بعدها أن يقوم ببعض الأعمال المنزلية بغرض سداد تكلفة النافذة المكسورة، يكون ذلك الخيار الأمثل للطرفين. وفي حين احتار طفلك يمكنك أن تعطيه الخيارات المختلفة لتحمل مسؤولية ما فعل مثل القيام ببعض الأعمال. ويعود ذلك على طفلك ببعض الإيجابيات الشخصية، كتقديره لذاته وتحمله مسؤولية أخطائه، بالإضافة إلى احترامه لك وعدم الشعور بالغضب.
5- اصنع اتفاقًا عندما يكسر طفلك الاتفاق
عندما يكسر طفلك اتفاقًا ما، قم بصنع اتفاق آخر لإصلاح السابق. لنفترض أنك قمت بالتعهد مع طفلك أنه لن يتأخر عن التاسعة مساءً عندما يتواجد عند زملائه، وقام طفلك بكسر ذلك الاتفاق. بالتأكيد سوف تغضب. لكن لا تتسرع، فقط قم بجلب طفلك وعاقبه بحرمانه من الأمر لفترة من الزمن، ثم حدثه عن أهمية الالتزام بوعوده، وقم بصنع اتفاق جديد كقيامه ببعض الواجبات كي يصحح ما قام به.
6- انسحب من النزاع على الفور
قد تواجه يومًا ما استفزاز طفلك لك بصورة ملحوظة حتى تشعر برغبة جامحة في ضربه. في هذه الحالة قم بالانسحاب على الفور، طفلك يعلم أنك سوف تقوم بمعاقبته بقسوة، ومع ذلك يستمر في إغضابك. في هذه الحالة لا تترك الغرفة في حالة غضب أو هزيمة أبدًا، فقط قل له بهدوء “سوف أكون في الغرفة المجاورة عندما تريد التحدث باحترام” واتركه كي يفكر بما فعل، ثم انتظر قدومه كي يعتذر.
7- أبلغ طفلك مسبقًا بالأمر
كثيراً ما يتعرض الآباء لنوبات غضب من الطفل يصعب السيطرة عليه بها، فبمجرد أن يتعرض الطفل للضغط والعجز يبدأ في الصراخ أو الالحاح دون توقف. لنتخيل أنك طلبت منه وهو بالخارج أمرًا ما، ثم بدأ في تلك النوبة التي تصاحبها العصبية المفرطة. لا تخبره بأن يغادر ويأتي المنزل على الفور، وبدلًا من ذلك أعطه بعض الوقت وأبلغه بأنه يملك خمسة دقائق كي يبدأ بالتحرك. سوف يعطي ذلك طفلك الفرصة كي يستكمل ما كان يقوم بفعله قبل أن تحدثه دون أن يتفاقم الوضع، وبذلك تُحل المشكلة.
العدوان شكل واضح من إدامة العنف في المجتمع، ولحسن الحظ هناك أشكال أخرى للتعامل مع أطفالنا عندما يخطئون. فالتحلي بالهدوء والتفكير بشكل منطقي في حلول للمشكلات المختلفة، سوف يعود بنتائج إيجابية بالإضافة إلى حل المشكلة. البدائل الهادئة لا حدود لها ودائمًا ما تكون نتائجها إيجابية.
المصدر: