صوت المعلم

أفضل 3 طرق لزيادة ثروتك اللغوية في أي لغة تتعلمها

بناء الثروة اللغوية من أهم أركان تعلم اللغة واكتساب ملكتها اللسانية، فهي التي تساعدك على فهم كثير مما تقرأ أو تسمع، مما يؤثر بالتالي على سرعة القراءة والتحصيل، وطلاقة الحديث.

تمنح الثروة اللغوية صاحبها قدرة فائقة على التفكير والتعبير عما يدور في نفسه من خواطر وأحاسيس ورؤى، ويكون حاضر الذهن بمختلف المترادفات ليتخير المقال المناسب للمقام.

فلا عجب والحال كذلك أن كان الحرص على بناء تلك الثروة اللغوية من أكثر ما يشغل متعلمي اللغات، سواء في لغتهم الأم أو غيرها من اللغات الأجنبية. خاصة أنه بدون ثروة معقولة في بداية تعلم اللغة خاصة، سيتعذر على المتعلم فهم القواعد وحل تمارين التهجئة والنطق وقطع الفهم وأسئلة المقال، وغيرها من أساسيات التعلم المرهونة بها. فما هي أهم وسائل زيادتها؟

قوائم الكلمات الموضوعية

التي تصنّف ألفاظ كل موضوع في قائمة وحده، كالألوان والأطعمة والحيوانات وقطع الملابس وأنواع الوظائف… إلخ. هذه القوائم أساسية ومحورية في بناء القاعدة الأولية لألفاظ اللغة التي تتعلم. وابدأ أولًا بسماع نطقها وتقليده، ثم حفظ هجائها.

وإذا كنت تتعلم لغتين، أو تعرف لغة أجنبية خلاف التي تتعلمها، فمن المفيد جدًا أن تبحث عن القوائم المترجمة بتلك اللغة، لأنها تزيد حصيلتين بضربة واحدة، بخلاف ما لو اعتمدت لغتك الأم (العربية).

مثال: حيث كنت أتعلم الأسبانية، كنت أستعمل القوائم الأسبانية – الإنجليزية، لمعرفتي القوية بالإنجليزية. واستفدت من ذلك كثيرًا، واكتشفت أنني لم أكن أعرف المفردات الإنجليزية لأساسيات حياتية لأنني ببساطة لم أصادفها في السياق الأكاديمي، كأسماء قطع الأثاث المنزلي وأنواع الخضراوات والفواكه.

النصوص المترجمة

ويفضل أن تتجه للنصوص البسيطة والمعروفة لك مسبقًا، على رأسها قصص الأطفال! فإذا كنت تتعلم الإنجليزية، يمكنك أن تبحث عن قصص (هانز كريستيان أندرسين) أو (الأخوين جريم)، فشهرتهما عالمية بمعنى الكلمة وتجد لهما ترجمات كاملة في كل اللغات. وتعظم الفائدة إذا أتيح أن تستمع للنص المكتوب (أي كان الكتاب صوتيًا أو في الموقع قارئ إلكتروني)، فإذا لم يتح، فهي الطريقة التقليدية باستخراج الكلمات تدوينًا ثم مطالعة معانيها.

وانتبه في مقارنة الترجمة أن المرادف المستعمل للفظة الأجنبية قد لا يكون هو المعنى الحرفي، بل تصرفًا من المترجم، لذلك لا غنى عن مراجعة القاموس/المعجم لمعاني الألفاظ، وإنما فائدة مطالعة النصوص المترجمة اكتساب “الملكة الأسلوبية” حين ترى مباشرة كيف يختلف أسلوب التعبير عبر اللغات عن نفس المعنى، وكذلك ستنتفع بحصيلة كبيرة مما يسمى التعبيرات والاصطلاحات المخصوصة : idioms, phrasal verbs, collocations …، وكذلك الأمثال شعبية proverbs.

ألعاب الكلمات

وهذه من أنفع الطرق إلى جانب متعتها! وهي نافعة من 3 وجوه:

– استراحة تعليمية: فلا تحتاج أن تخرج خارج إطار التعلم والدراسة كلية، خاصة لو كان أمامك جدول دراسي أو خطة تعلم مطولة.

– تدربك على الاستخدام العملي لما لديك من حصيلة، وتقوي حضور بديهتك اللغوية إذا كانت مؤقتة بوقت.

– يمكن أن تكون وسيلة بنائية بقدر محدود جدًا، حين تجرب تجميعات حروف عشوائية فتتبين أن محاولتك صحيحة وأن تلك كلمة معتمدة في اللغة، فوقتها تدونها وترجع للقاموس للتعرف عليها لاحقًا.

وفي الختام، أود التذكير أولًا بأنه لا بد من تدوين ما تجمع من مادة ولا تعتمد على الذاكرة المباشرة في التقاط ألفاظ اللغة، لأنها ذاكرة مؤقتة. وحتى تنتقل ثروتك للذاكرة طويلة المدى (وهي الفيصل في الانتفاع بها واستحضارها) فلا بد من التدوين والإثبات، إذ كما قال القائل: العلم صيد، والكتابة قيد.

وثانيًا بأن الثروة اللغوية التي تبنيها – كأي نوع من المحفوظات – لا بد له من دوام المراجعة، وإلا اندثر على المدى ولم ينفعك تكديسه في الكراسات وعلى الأوراق. فاحرص على تخصيص وقت أسبوعيًا أو شهريًا للمرور على كل ما حصدت إجمالًا.

هدى عبد الرحمن النمر

كاتبة ومترجمة ومحاضِرة ، في الأدب والفكر وعمران الذات . محررة لغوية ومترجمة . حاصلة على ليسانس ألسن بامتياز ، قسم اللغة الإنجليزية وآدابها
Back to top button