إليكم 3 مجالات دراسة مزدهرة ذات إمكانات هائلة
مقال مترجم عن مقال 3 blossoming fields of study with massive potential
بقلم: ميريس ستانبوري
بالنسبة للمؤسسات التعليمية الساعية لمساعدة طلابها على ألا يدخلوا فقط سوق العمل، بل أيضًا أن يحصلوا على وظيفة مناسبة للمستقبل، فإن مجالات الدراسة الآتي ذكرها تُعد بمثابة استثمارات حكيمة.
ومع زيادة اهتمام الطلاب برفع مستوى تعليمهم ما بعد الثانوي لدخول سوق العمل، يتحتم على الكليات والجامعات تجاوز مجالات التعليم التقليدية، والتطلع إلى مجالات تؤدي مباشرة إلى وظائف مناسبة للمستقبل.
ولا يُقصد بالوظائف المناسبة للمستقبل أنها تلك التي توجد لها فرص عمل كثيرة فحسب، ولكن أيضًا تلك التي يُتوقع أن تتزايد فرص العمل بها في المستقبل. هذه الوظائف توفر أيضًا رواتب تنافسية، ومتوفرة في أسواق عدة، بما في ذلك الأعمال، والتعليم، والرعاية الصحية، وهكذا.
وبواسطة البيانات المتاحة من مواقع البحث عن وظائف مثل Glassdoor وCareerBuilder وEconomic Modeling، إلى جانب البحث الأخير الصادر عن القطاع التعليمي، يقدم لكم موقع eCampus News ثلاثة مجالات دراسة ناشئة يمكن لأي جامعة أن تدرجها ضمن مناهجها التعليمية.
علوم البيانات/إدارة البيانات
علوم البيانات هي مجال مشترك بين التخصصات، ويعني بعمليات ونظم استخراج المعلومات أو الإحصاءات في هيئات مختلفة، سواء كانت منظمة أو غير منظمة، وهي مواصلة لبعض من مجالات تحليل البيانات، مثل الإحصاء، والتنقيب عن البيانات، والتحليلات التنبؤية، مثلها مثل اكتشاف المعرفة في قواعد البيانات KDD.
وبالنسبة لإدارة البيانات، أو إدارة موارد البيانات، فهي وظيفة تنظيمية تخص مجالات نظم المعلومات، وعلوم الحاسب الآلي التي تخطط، وتنظم، وتصف، وتسيطر على مصادر البيانات.
وبحسب موقع Glassdoor، فهناك طلب على علماء البيانات، وستستمر الحاجة إليهم خلال الأعوام القادمة. وحاليًا، فإن متوسط الراتب الأساسي لعالم البيانات هو 105395 دولار، وتتجاوز فرص العمل في ذلك المجال 3400 فرصة. أما متوسط الأجر الأساسي لمسؤول قاعدة بيانات في الوقت الحالي فهو 97258 دولار، وهناك أكثر من 9 آلاف وظيفة متاحة بهذا المجال.
ومع ذلك، فبحسب استقصاء استكمال نظم البيانات لمرحلة ما بعد التعليم الثانوي، الصادر عن المركز الوطني للإحصاء التربوي في الولايات المتحدة NCES، فرغم ارتفاع عدد الطلاب الجامعيين الدارسين للإحصاء، والتي تشمل علوم البيانات، بأكثر من 300% منذ تسعينات القرن الماضي، إلا أن النمو ربما لا يكون كافيًا للوفاء بالطلب المتزايد في السوق.
وأظهر التقرير أن عدد الحاصلين على درجات البكالوريوس في الإحصاء ارتفع بنسبة 17% من عام 2013 إلى عام 2014، وبذلك يسجلون العام الخامس عشر على التوالي الذي ترتفع فيه أعداد دارسين الإحصاء.
ومع ذلك، تشير رابطة الإحصاء الأمريكية، والتي حللت بيانات المركز الوطني للإحصاء التربوي، إلى أن ذلك العدد بحاجة للزيادة بشكل حاد للوفاء بالطلب المتزايد للمجالات المعتمدة على التكنولوجيا، مثل علوم البيانات وإدارة قواعد البيانات، الأمر الذي ربما لن يسبب متاعب للأعمال فحسب، بل أيضًا للكليات والجامعات التوّاقة لتحليل فعال لكميات بالغة من البيانات الكبيرة.
وأعلنت كلية سلون للإدارة، التابعة لـ معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، عن إطلاق برنامج ماجستير متخصص في تحليلات الأعمال، لإعداد الطلاب لوظائف تحليلات الأعمال. كما كانت تدعو جامعة ستانفورد بنشاط لوضع مزيد من المناهج ذات الصلة بالبيانات في مرحلة التعليم العالي.
وطوّر قسم الرياضيات التطبيقية بجامعة كولورادو، شهادة جديدة في الإحصاء، تشمل عدة دروس في علوم البيانات، بجانب تطوير العديد من الدورات الحالية لتتناسب والمجالات المهنية التي تبحث عن علماء البيانات بشكل أفضل.
كما أطلق قطاع الأعمال برامج في محاولة لجذب الطلاب لمجالات دراسة البيانات.
إدارة تكنولوجيا المعلومات / إدارة الشبكات
تُعرَّف إدارة تكنولوجيا المعلومات بأنها النظام الذي يدير جميع موارد تكنولوجيا المعلومات للشركة أو المؤسسة، وفقًا لاحتياجاتها وأولوياتها. وبالنسبة لإدارة الشبكات، والتي تُسمى أحيانًا إدارة النظم، فهي معنية بأن تكون شبكة الكمبيوتر في المنظمة مُحدّثة تمامًا وأن تعمل بسلاسة. وتحتاج أي شركة أو مؤسسة تستخدم عدة أجهزة كمبيوتر أو منصات برامج لمدير شركة ينسّق عمل مختلف الأنظمة.
وبحسب موقع Glassdoor، فإن متوسط الرواتب الأساسية الحالية لمدير تكنولوجيا معلومات هو 115 دولارًا، وتتوفر أكثر من 1400 فرصة عمل. وبحسب موقعي CareerBuilder وEconomic Modeling Specialists، فإن الفجوة الحالية بين الوظائف الشهرية الشاغرة والتعيينات يفوق 21758. وارتفع نمو الوظائف بين عامي 2010 و2015 بمقدار 42942 فرصة عمل، وبمتوسط أجور في الساعة قدره 61.37 دولار.
وبالنسبة لمدير الشبكة، يشير موقعا CareerBuilder وEconomic Modeling Specialists إلى أن الفجوة الحالية بين الوظائف الشهرية الشاغرة والتعيينات يتخطى 51 ألفًا. وبلغ نمو الوظائف بين عامي 2010 و2015، 36640 فرصة عمل، وكان متوسط الأجور في الساعة 36.44 دولار.
ومع ذلك، فبحسب دراسة القوى العاملة متعددة الأجيال التي أجرتها جمعية صناعة تكنولوجيا الحوسبة، والتي أجريت على أكثر من ألف مراهق وشاب تتراوح أعمارهم بين 13 و24، فإن الجيل الذي يعتمد بشدة على التكنولوجيا غالبًا ما لم يكن مهتمًا باختيار تكنولوجيا المعلومات وظيفة له.
ووفقًا للطلاب من الجيل الحالي الذين خضعوا للدراسة، فقد ذكرت نسبة 21% ممن تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا أنهم غير مهتمين بوظيفة في مجال تكنولوجيا المعلومات، وهي النسبة التي تصبح 26% بين ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا.
وبينما أبدت نسبة 19% ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا اهتمامًا بشغل وظيفة في ذلك المجال، فقد شدد التقرير على أن تلك النسبة ليست مرتفعة بما يكفي.
وأكد التقرير على أن “هذا يرجع بشكل كبير إلى المعلومات التي يتلقاها الطلاب بشأن وظائفهم”. وأضاف التقرير: “من بين الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا الذين قالوا إنهم غير مهتمين بوظيفة في مجال تكنولوجيا المعلومات، كان سبب ذلك هو عدم وجود معلومات كافية لديهم عن المجال”.
وهناك عائق آخر محتمل أمام شَغل المزيد من الوظائف في مجال تكنولوجيا المعلومات، وهو البيانات الأخيرة التي كشفت عن افتقار جيل الألفية الصادم لمهارات حل المشاكل القائمة على التكنولوجيا. وبحسب برنامج التقييم الدولي لمهارات البالغين PIAAC، فقد حل جيل الألفية الأمريكي في المرتبة الأخيرة مع شباب جمهورية السلوفاك وإيرلندا وبولندا من حيث حل المشكلات في البيئات الغنية تكنولوجيًا PS-TRE، وأن القطاع الأصغر من جيل الألفية، والذي يتراوح سنه بين 16 و24 عامًا، والذي سيكون القوة العاملة خلال الخمسين عاما المقبلين، حل بين أدنى الدول من حيث حل المشاكل في الدول الغنية تكنولوجيًا.
وكان البرنامج أصدر أول بيانات عالمية على الإطلاق حول أداء الأمريكيين في الشريحة العمرية بين 16 و65 عامًا مقارنة بدول أخرى من حيث مهارات الثقافة والقراءة والحساب وحل المشاكل في البلاد الغنية تكنولوجيًا.
وفي الوقت ذاته، تبذل بعض المؤسسات جهود لتحفيز اهتمام الطلاب ومهاراتهم في تكنولوجيا المعلومات. مثلًا، عقدت جامعة أوهايو اتفاق تدريب إبداعي مع شركة “هايلاند سوفت وير”، حيث يحظى الطلاب بفرصة التدرب في الشركة، ثم تطبيق المهارات التي تعلموها داخل مكتب كبير موظفي الإعلام. وفي جامعة جورجيا، أقامت مكتبة الحرم الجامعي شراكة مع شركة إصلاح هواتف نقالة لتعليم الطلاب التكنولوجيا التي تشغّل هواتفهم، إلى جانب كيفية القيام بخدمات إصلاح بسيطة.
يمكنكم إيجاد المزيد من الأمثلة عن مناهج علوم البيانات التعليمية المعتمدة على تكنولوجيا المعلومات هنا وهنا.
إدارة الأمن السيبراني/هندسة الأمن
مدير الأمن السيبراني هو المسؤول عن حماية نظم المعلومات من السرقة، أو تعرض المعدات أو البرامج للتلف، والمعلومات التي تحويها، إلى جانب حمايتهم من تعطل الخدمات التي تقدمها.
وبالنسبة لهندسة الأمن، فهو مجال متخصص بالهندسة يركز على جوانب الأمن في تصميم النظم التي تحتاج للقدرة على التعامل بحزم مع المصادر المحتملة للتعطيل، والتي تتراوح بين الكوارث الطبيعية والتصرفات المؤذية.
ووفقًا لموقع Glassdoor، فإن متوسط الراتب الأساسي لمهندس الأمن هو 102749 دولارًا، وتتوافر أكثر من ألفي فرصة عمل بهذا المجال. ويشير موقعا CareerBuilder وEconomic Modeling Specialists إلى أن الفجوة بين الوظائف الشهرية الشاغرة وتعيينات مديري ومحللي الأمن تتجاوز 27512 وظيفة، مع نمو عدد الوظائف بين عامي 2010 و2015 بأكثر من 15 ألف وظيفة، وبمتوسط أجور في الساعة قدره 42.74 دولار.
ويخلق عمالقة وادي السيليكون فرصًا للطلاب ذوي المهارة في الأمن السيبراني في الجامعات والكليات، فضلًا عن برامج أكاديمية ممولة من القطاع الخاص.
كما تكوّن مؤسسات التعليم العالي شراكات للوفاء باحتياجات الأمن السيبراني، ولإخراج متخصصين على درجة عالية من الكفاءة لملء الفجوات في المجال. ومثال على ذلك كلية تشامبلين في فيرمونت، التي توفر درجات ماجيستير وبكالوريوس وشهادات في التحليلات القضائية الحاسوبية والتحقيق الرقمي، والأمن السيبراني. كما كُرِمَت الكلية لفوزها بالجائزة المهنية لأفضل برنامج للتعليم العالي في مجال الأمن السيبراني لعام 2015 والتي تقدمها مجلة SC Magazine، وهي متخصصة في أمن تكنولوجيا المعلومات.
وستمكن هدية جديدة من شركة “إنتل” هيئة تدريس معهد روتشستر للتكنولوجيا من تغيير طريقة تعليم أمن الحوسبة، عن طريق تطوير منهج أمن سيبراني جديد يهتم بالتفكير الاستراتيجي وأنماطه. وستمول الهدية، وقدرها 25 ألف دولار، خوادم جديدة لاستضافة بنية تحتية للحوسبة يستطيع عن طريقها الطلاب تجربة وإجراء اختبارات حول التفكير الاستراتيجي وأنماطه في حالة الهجوم السيبراني والدفاع.
وباستخدام البنية التحتية هذه، ستطور هيئة التدريس كراستين تدريبيتين على الأقل، على أن يُستخدما في الدروس بالمعهد، وستتم مشاركتهما مع مجتمع التعليم الأمني الأوسع نطاقًا.