اختبارات تركيا المدرسية تودع “الورقة والقلم”
تعد استراتيجية اجراء الامتحانات المدرسية والجامعية القائمة على القلم والورقة المتمثلة في الاختبارات بأنواعها من الاستراتيجيات الهامة التي تقيس قدرات ومهارات المتعلم في مجالات معينة، وتشكل جزءً هاماً من برنامج التقويم في المدرسة. وتهدف هذه الاستراتيجية إلى قياس مستوى امتلاك المتعلمين، المتدربين للمهارات العقلية والأدائية المتضمنة في النتائج التعليمية لموضوع أو مبحث معين باستخدام أدوات معدة بعناية وإحكام.
ومن الممكن أن تظهر هذه الاستراتيجية التقويمية الحاجة إلى إعادة التعليم متبوعاً باختبار آخر يمكن للمتعلم من خلالها أن يظهر تعلمه لمهارات لم يكن يتقنها من قبل وينبغي أن يناقش المعلم أو المدرب المتعلمين أو المتدربين في نوعية الأسئلة، وأوزانها النسبية وتزويد المتعلمين بجدول مواصفات الاختبار، فالمبدأ الأساسي ألا تكون هناك مفاجآت في الاختبارات.
مؤخرًا، قامت الحكومة التركية وضمن اصلاحاتها للمؤسسات التعليمية في البلاد، بإعداد خطة استراتيجية لمدة خمس سنوات، تشمل جميع جوانب المؤسسات التعليمية التقنية منها والشكلية، تبنت تلك الخطة وزارة التعليم التركية.
وعن أهم ما ورد في الخطة المعدة، هي تحويل نظام الاختبارات من الورقي إلى الرقمي، سعياً إلى تسهيل عملية الاختبار على الطلاب والمدرسين، وتحرياً للدقة في النتائج.
وبحسب ما ورد في خطة وازرة التعليم التركية فأنه ومن المقرر أيضاً، تحسين البيئة الدراسية في تركيا، وزيادة الإمكانات التقنية فيها، حتى تكون في قيمة ومستوى أفضل، إلى أن تشمل توسعة المنشئات التعليمة، وتوفير مراكز فنية ورياضية ومسابح قريبة منها، وتشجيع الطلاب على إتقان مهارة رياضة أو فنية واحدة على الأقل.
كما وسيتم إخضاع المدرسين والإداريين إلى دورات تأهيلية إجبارية، لتمكينهم من مواكبة التغيرات الطارئة على نظام التعليم، وسيتم إطلاق حملات لتحفيز أولياء الأمور المقتدرين على دعم مدارس أبنائهم مادياً.
وعن الاختبارات الإلكترونية، فهي عملية تعليمية مستمرة ومنتظمة وتهدف إلى تقييم أداء الطالب من بعد باستخدام الشبكات الإلكترونية.
وفي تعريف آخر لها، فهي اختبارات تستخدم الحاسب وتكنولوجيا المعلومات في عملية تقييم الأنشطة ذات الصلة بالأنشطة الطلابية مستخدمًا في ذلك الوسائط المتعددة وبإجراء التعزيز المباشر ويطلق عليها الاختبارات المحوسبة.
ومن أهم الفروق بين الاختبارات الالكترونية والاختبارات التقليدية، هو أن الاختبارات التقليدية (اختبار الورقة والقلم) لا تظهر بوضوح النمو الدراسي، ولا تقيس مستوى الطالب حق القياس ولا تقدم رؤية للمعلم عن كيفية تعديل المنهج لتحسين التعلم.
وحول أهم الخصائص والمزايا التي تتميز بها الاختبارات الإلكترونية، فيمكن تلخيصها بأنها تتميز بـ: التفاعلية، وسرعة الحصول على النتائج، وتعدد الوسائط واتساعها، واستخدام الشبكات، والمرونة وتوفير الوقت، والحد من وقت التغذية الراجعة، وارتفاع في صدق وثبات الاختبار، والاحتفاظ بالسجلات، والتصحيح التلقائي، والحد من ظاهرة الغش بشكل كبير. إضافة لامتلكها إمكانية تدرب الطالب على الاختبار أكثر من مرة، واحتوائها على قاعدة بيانات متطورة لحفظ وتخزين الأسئلة مع إجاباتها.
ويمكن للاختبارات الالكترونية أن تتأثر بعوامل عدة، ومن العوامل المؤثرة في تصميم الاختبارات الالكترونية وبنائها، والتي تتعلق بكل من: الأهداف التربوية للمرحلة التعليمية، وخصائص المتعلمين، ومهاراتهم، والغرض من الاختبار، وأشكال التقييم الإلكتروني، إضافة إلى التوافق في قدرات التشغيل.
ومن أهم عيوب الاختبارات الإلكترونية التي قد تصادف الاختبارات، هي ما يتعلق بالإعداد لها فيتطلب مهارة وتدريب وبالتالي تستهلك وقتاً طويلاً، ويعد قياس المهارات العليا أمر صعب في الاختبارات الموضوعية، ويتوجب على الطلاب مهارة وخبرة في مجال تكنولوجيا المعلومات لإتمام الاختبارات، ويلزم على المعلم ايضًا التدريب على التقييم ومهارات تكنولوجيا المعلومات وإدارة الامتحانات. إضافة لذلك، فيتوجب على جميع الأطراف المعنية بالاختبارات أن تكون ذات تنظيم عالي.
بعيدًا عن المساوئ والإيجابيات، وبعيدًا عن خصائص ومزايا الاختبارات التقليدية والالكترونية، والمقارنة بينهما، يتطور التعليم في بلدان العالم أجمع، ويساهم في ذلك التطور أشياء وأسباب متعددة، وفي ذات الوقت نمر نحن وبلداننا في دوامة عنف قد يكون مصدرها ذات يوم ٍهو هروبُ طالبٍ تبعه طلابٌ اخرون، من اختبار مرحلة دراسية معينة كان “القلم والورقة” هما سبب هروبهم من مدرسة لا ترحم، وهو ما شكل لدينا عجائب وغرائب من الأفكار والمعتقدات! ويبقى لنا في اصلاح تركيا لتعليم ابناءها عبرة.