التربية بالعقوبة: كيف تكون؟
يُقدمُ الوالدان على معاقبةِ أبناءَهما أحيانًا دون النظر إلى أثرِ هذه العقوبةِ وفاعليتها، بعضها يكونُ بدافع تفريغ الغضب أو الانتقام أو الزجر والردع والتخويف أو لحاجات أخرى غير تربوية.
وحين نذكرُ العقوبات يظنُّ بعضُ الناسِ أنّ معناها الضرب والحبس والقمع وأنه لا ينبغي علينا استخدام ذلك مع الأطفال ولكن الواقع يخبرنا بأن الطفل بحاجة للحزم بقدر حاجته للحب والحنان، وبحاجة لضبط انفعالاته وتعديل سلوكه وذلك يشعره بالأمان والراحة، وأنه ضمن منظومة فكرية أخلاقية جيدة منضبطة وليست سائبة..
وفي حين أنني استعمل الترغيب والترهيب في تربية الصغار فإنني سجلتُ عدة أفكارٍ أساسيةٍ في باب التربية بالعقوبة:
الأولى:
أن تكون العقوبة تربية وليست ردود أفعال ( تصفية المشاعر من الغضب والانتقام والتخويف) فردة الفعل الغاضبة والمنفعلة مفسدة ومتذبذبة ولا تنفع الطفل وتجلب الندم لأهله، والحرص على اختيارالوقت المناسب والمكان المناسب والطريقة المناسبة، وأن نؤسسَ لذلك قبل وقوع المشكلة أو الخطأ ولا نستخدم ردة الفعل في كلِّ مرة.
الثانية:
أن يفهم المعاقبُ ويدركُ مسبقًا أن ما فعله يعدُّ ذنبًا أو خطأً فلا يعقلُ أن نُعاقبَ جاهلًا بقوانين المنزل أو من لا يعرف عاداتنا وتقاليدنا، كما لا يصحُّ معاقبة الرضيع والذي لا يعقل أو غيرالمستقصد لفعل الخطأ.
الثالثة:
بعد أن يفهم الطفل ويدرك أن ما فعله هو شيء خاطئٌ علينا أن نساعده في فعل الصواب وتركُ الفعل السيء، ونترك له الوقت لكي يتعلم ويستطيع التنفيذ، ومن ثم أخبره عن العقوبة في حال أعاد ارتكاب نفس الخطأ مرة أخرى.
الرابعة:
استعمل عقوبة فعّالة تناسب عمر الطفل وتناسب حجم الخطأ وتدرج في إنزال العقوبات. لا يصح أن تستعمل عقوبة كبيرة لذنب صغير أو لطفل صغير، ولا يصح استعمال أقصى العقوبات من أول مرة.
وعلى سبيل التطبيق الفعلي للخطوات السابقة:
خذ نفسًا عميقًا عدة مرات
استعذ بالله من الشيطان الرجيم،
انتظر ثلاث دقائق قبل تقرير مصير الطفل الصغير الذي بين يديك وتذكر أنه ضيفٌ لديك يوشك أن يغادر منزلك، وأنه لا زال صغيرًا يتعلم ويطور مهاراته وأنّ من جمال الطفولة أن يخطئ ويتعثر. وتذكر المقولة:
خسارة كوب من اللبن ولا خسارة شخصية الطفل