التعليم بالاستقصاء: أغراض وأنواع
تلخص الباحثة العراقية يسرى خلف جاسم الكناني، الاغراض والانواع من الطريقة الاستقصائية في التعليم، في بحث أعدته حول أثر طريقة الاستقصاء في العلمية التعليمية، والذي قدمته لكلية ابن رشد في جامعة بغداد، عام 2003. وتفيد بأن هذه الطريقة تخدم غرضين من أغراض التعلم هما:
الغرض الأول: إنساني يتركز في الاهتمام بذات المتعلم وجعله مركزًا للعملية التعليمية، وتعليمه أصول المناقشة وتقدير وجهات النظر، والتعبير عن رأيه بحرية وطلاقة، واحترام النظام، والمثابرة والمشاركة في صناعة المادة التعليمية.
الغرض الثاني: اكتساب المعرفة بطريقة فعالة، والتأكد من صحة المعلومات، وكفاية الأدلة، ومناقشة البدائل، وصياغة الفرضيات، وطرائق اختيار صلاحيتها واستخلاص القواعد والتعميمات. تمهيدًا لتمكينه من القدرة على استقصاء أي موضوع ذي معنى يتصل به، أو بمجتمعه في المستقبل.
وعن أنواع الاستقصاء، يفيد البحث بأن التربويون المهتمون بطرائق التدريس صنفوا الاستقصاء الى أنواع مختلفة، وهي:
1-الاستقصاء العقلاني
يطرح المدرس مشكلة من خلال مجسمات أو أشكال أو وسائل تعليمية، ثم يبدأ بإثارة مناقشة لحلّ المشكلة.
2-الاستقصاء بالاكتشاف
يحدث الاكتشاف عندما يضع المدرس المواد بين أيدي الطلبة، ويسمح لهم بالمناقشة والتجريب لاكتشاف الخصائص والصفات التي تميز المفهوم.
3-الاستقصاء بالتجريب
تعد التجربة من طرائق الاستقصاء الفضلى إذ يستطيع الطالب وبتوجيه من المدرس أن يبلور مشكلة، وأن يُكون الفرضيات، وإن يقترح، وينفذ الطرائق والحلول المناسبة لفحص الفرضيات.
4-الاستقصاء المفتوح
في هذا النوع من الاستقصاء يعطي المدرس سؤالًا، للطلبة محاولين حلّه باستعمال شتى الوسائل.
5-الاستقصاء المعتمد على المنهج
في هذا النوع من الاستقصاء، يوجه المدرس طلبته للبحث عن إثبات، والقيام بالقياسات وتحديد الصفات تقويم أية مادة غير مؤكدة قد يقومون بقراءتها في الكتب المنهجية.
6-الاستقصاء الحرّ
ويقصد به اختيار الطالب نفسه الطريقة، والأسئلة، والأسلوب من أجل جمع المعلومات، ومواجهة المواقف والمشكلات التي تعترضه. ولعل هذا النوع من أنواع الاستقصاء الراقية لأنه في هذه الحالة يكون المتعلم قادرًا على استعمال عمليات عقلية متقدمة تمكنه من وضع الاستراتيجية المناسبة وصولًا إلى المعرفة العلمية. فهو بذلك يقتدي كثيرًا بسلوك العالم الحقيقي ويكون قادرًا على تنظيم المعلومات وتصنيفها، وملاحظة العلاقات المتشابكة بينها، واختيار ما يناسبه منها، وتقويمها.
7- الاستقصاء شبه الموجه
وفيه يعرض المدرس المشكلة على الطلبة ويوجههم إلى كيفية بحثها، ويقدم لهم المساعدات المطلوبة إذا احتاجوا الى ذلك.
8-الاستقصاء الموجه
هو ما يؤديه المتعلم تحت إشراف المدرس وتوجيهه، أو ضمن خطة بحثية أعدت مقدمًا، ويعتمد هذا النوع من الاستقصاء على المتعلم ولكن في إطار واضح ومحدد يهدف إلى تحقيق أهداف محددة.
إن الاستقصاء الموجه هو أكثر واقعية وتطبيقًا من باقي أنواع الاستقصاء، ويناسب التعليم في مدارسنا ولا سيما إننا نسعى إلى الانتقال من الأساليب التقليدية الى الأساليب الحديثة، ومن الاعتماد على المدرس كليًا إلى الاعتماد على الطالب، فهو المرحلة الوسيطة بين التقليد والحداثة في طرائق التدريس، فبدلًا من أن نضع الطالب في مواقف لم يعتدها ولم يخبرها من قبل فإننا نهيئه لما يجب أن يكون عليه مستقبلاً.