التعليم والصراعات في اليمن
لا شك أن ما يحدث في اليمن من صراعات بين أطراف عدة متنازعة أدى إلى تصاعد وتيرة العنف داخل الدولة مما أثر على مجمل الحياة والبنية التحتية والمجتمعية فيها ومنها المؤسسات التعليمية من مدارس وجامعات ومعاهد خصوصًا وأن عددًا كبيرًا من المدارس تحول إلى ملاجئ لعائلات وأشخاص فارين من المعاناة.
لفتني منشور لصديق مضاف بصفحتي على الفيسبوك عن أهمية التعليم ورفع الوعي في هذه المرحلة لدى جميع أفراد المجتمع رغم كل الصعاب خصوصًا أن الجامعات أغلقت أبوابها فور اشتعال الأزمة بينما قررت إدارة التربية والتعليم في محافظة حضرموت كبرى محافظات الجمهورية اليمنية والتي تعد أكثر المحافظات أمناً وأكثرها امتلاءً بالنازحين أيضاً، أن تلغي جزءً كبيرًا من الفصل الثاني للطلاب وتختتمه بامتحانات النقل النهائية بعموم مدارس التعليم الأساسي والثانوي، فقررت التوجه لمدرسة حكومية حتى أطلع عن كثب على سير الامتحانات هناك في ظل التصعيد الذي يجري ومدى تأثيره على الطلاب ألتقيت هناك بوكيل أول الاستاذة/ إنتصار عبدالله والتي تحدثت معها أولًا عن نسبة الحضور لطالبات المدرسة في امتحانات النقل فأجابت بأن نسبة الحضور جيدة جداُ وفاقت توقعاتهم فمن لم تستطع من الطالبات الحضور إلى المدرسة في المكلا عاصمة المحافظة بعد سفرها أو انتقال عائلتها استطاعت أن تمتحن ما عليها من مواد مقررة في أقرب مدرسة من مكان سكنها داخل أي محافظة في اليمن ويستوجب عليها فقط تقديم تقرير من إدارة المدرسة يحتوي على درجاتها في كل مادة وهو إجراء عملت وزارة التربية في اليمن على تفعيلة اضطراريًا في ظل هذه الظروف.
ثم سألتها عن حال الطالبات النازحات من محافظات أخرى وكيفية استيعابهن داخل المدرسة وادماجهن في قاعات الامتحان كغيرهن من الطالبات داخل المدرسة فأجابت بأنهم قاموا باستيعاب الجميع لم يقفلوا ابوابهم أمام أي طالبة نازحة في مختلف المراحل الدراسية من الصف الأول الإبتدائي إلى الصف الثامن الأساسي وقدموا لهن جميع التسهيلات كغيرهن من طالبات المدرسة الأساسيات لكن بحكم ظروف المرحلة فعدد كبير من الطالبات لم تتلقى أي دروس في بعض المواد الدراسية بل إن بعضهن أخذن من درس واحد فقط في بعض مواد وحكت لي قصة إحدى الطالبات النازحات من أبين حيث خرجت من قاعة الامتحان وهي تبكي قهرًَا من الدرجات التي ستحصل عليها في مادة الرياضيات فهم أخذوا درسًا رياضيًا واحدًا فقط من الكتاب المقرر لمرحلتها الدراسية.
بعدها توجهت إلى مدرسة بويش في بويش فسألت عن وجود أي طالبات نازحات في المدرسة فأجابتني مديرة المدرسة أمل باسلوم أن لا طالبات نازحات لديها مع استغرابها من عدم اقبالهم وضغطهم في عدد من المدارس، ومع هذا فجميع المدارس داخل محافظة حضرموت قد اكملوا عامهم الدراسي ولم تبقى سواء الجامعات التي علقت الدراسة فيها إلى ما بعد عيد الفطر، أما المعاهد التقنية المهني والصناعية والتجارية فقد أصدرت إداراتهم إعلانا باستئناف الدراسة وبدء الامتحانات الفصلية لجميع الأقسام في كل المعاهد لكن أغلب المعاهد قد تم اغلاقها ولم يحضر أحداً من طلابهم!