الحوار الوطني لإصلاح التعليم -تونس2015-
“واقع كارثي” هكذا وصف القائمون على الحوار الوطني لإصلاح المنظومة التعليمية بتونس، الذي انطلق منذ يومين، واقع المدرسة التونسية العمومية، وتتكون المجموعة القائمة على الحوار من وزارة التربية والتعليم، نقابات التعليم، الاتحاد العام التونسي للشغل، مسؤولين من وزارة التشغيل والتأهيل والتعليم العالي وشؤون المرأة ومجموعة من منظمات المجتمع المدني والسياسيين.
وقد جاء الحوار بعد سنوات عجاف مضت لم يتم فيها تحديث المناهج التربوية والتعليمية ولا حل المشاكل التي تفاقمت منذ فترة طويلة ويأتي كذلك عقب إضرابات متواصلة للمعلمين والأساتذة وتجاذبات بين الوزارة والنقابة وانقطاع عن امتحانات الثلاثي الثاني وكانت أبرز مطالب النقابة رفع أجور المعلمين والأساتذة مع إصلاح المنظومة التعليمية التي فشلت في تحقيق أبرز أهدافها.
لم يختلف كل أطراف الحوار على مشاكل وسلبيات التعليم التونسي من تدنٍ للمستوى المعرفي والعلمي للتلاميذ، تفاقم البطالة في صفوف حاملي الشهائد العليا، الانقطاع عن التعليم، تفشي ظاهرة الانتحار، التفاوت بين الجهات وبين المؤسسات في البنية التحتية والموارد البشرية دون إهمال غياب ثنائية الجودة والفاعلية.
كما تطرق أطراف الحوار إلى مشكل البيئة التربوية فالمدرسة تحتاج إلى تغيير هندسي وتجديد للبنايات وصيانة وتجهيز لتحتضن مشروع المدرسة الجديدة المتكاملة والتي تجمع بين التعليم والترفيه والثقافة والرياضة كما صرح بذلك وزير التربية والتعليم الذي أكد إن الاصلاح سيشمل جميع المراحل التعليمية من رياض الأطفال إلى الجامعات .
استبشرت النقابات ومختلف منظمات المجتمع المدني بالحوار الوطني واعتبرته خطوة إيجابية على أن يتواصل بصفة تشاركية وعلى أسس سليمة تلتزم فيها اللجان المنصبة للغرض بتقديم تصوراتها الإصلاحية.
إصلاح التعليم مطلب هام وذو أولوية في تونس الثورة وقد لاقى هذا الحوار الوطني استحسانًا وإقبالًا وفي نفس الوقت عاب عليه البعض تغييب أهم عنصر في المنظومة التربوية ألا وهو التلميذ التونسي، ودعوا إلى تشريكه في بناء “مشروع المدرسة العمومية الجديدة”