العربيزي، وهويتنا العربية!
العَربيزي، أو الفرانكو، أو العربتيتي أو لغة الشات كَما يُسَمُونَها .. كُلها مصطلحات أُطلقت علي لٌغة جديدة مستحدثة علينا .. وهي عبارة عن كلام عربي يُكتب بحروف إنجليزية وأرقام!!
كانت نشأة وبدايات العربيزي في الألفية الجديدة خلال مواقع التواصل الاجتماعي .. ومن أسباب انتشارها واستخدامها في البداية هو عدم تَوافُر الحروف باللغة العربية علي لوحة المفاتيح … واستمر الشباب في استخدامها ربما لِسُهولتها أو لشعورهم بالتميز أو الاختلاف باستخدامهم هذه اللغة…
وسط كل هذا، نَسِيَ مُستخدمي العربيزي أثره على اللغة العربية وعلى هويتنا ..وأن اللغة من أهم دعائم القومية العربية والانتماء لها.
ففي دراسة أجرتها منظمة ” اليونسكو ” أوضحت أنه يوجد بالعالم “6000” لغة و”96% ” منها مهددة بالانقراض والعالم يعتمد بشكل أساسي علي “4” لغات فقط .. وبمعدل كل “3” أسابيع تنقرض لغة.
دَقَ ناقوس الخطر… ووَجب علينا الحفاظ على اللغة العربية والتحدث والكتابة بها وخصوصًا علي شبكات التواصل الاجتماعي .. لأنها الأوسع نطاقًا لنشر اللغة والحفاظ عليها ..
ربما يُتَهَم من لا يكتب الفرانكو بالجهل باللغة الإنجليزية والتعقيد وأنه بإصرارنا على اللغة العربية فإننا لا نتقدم، ولا نريد مخاطبة العالم بلغته.
“الأمم المغلوبة تقلد الأمم الغالبة “، هكذا قال ابن خلدون وهذه الحقيقة فالكل يسعى إلى التقليد الأعمى… فقط، التقليد من أجل التقليد.
والتصور الإسلامي لموضوع اللغة العربية وعلاقتها بهويتنا الإسلامية ينقسم إلى عنصرين أساسين, العنصر الأول: الشكل، وتمثله اللغة، والثاني: المضمون، ويمثله الإسلام. ومن هنا يظهر الارتباط الوثيق بين اللغة العربية من جهة، والدين الإسلامي من جهة أخرى، “فالدين واللغة منذ النشأة الأولى متداخلان تداخلاً غير قابل للفصل”؛ ولهذا فإن علاقة المسلم العربي بلغته أكبر بكثير من علاقة غيره بلغته، بل إن علاقة المسلم غير العربي باللغة العربية– وإن كان لا يجيدها– أبلغ وأوثق من علاقته بلغته الأصلية التي يتقنها, فكما أن اللغة برموزها ومفاهيمها خاصية إنسانية، يتميز بها الإنسان عن الحيوان، فكذلك نوع اللغة أيضًا خاصية شعوبية، تميز الأمم بعضها عن بعض، فاللغة ليست مجرد أداة للتواصل والتفاهم فحسب.
إنما (اللغة العربية ) هي بالدرجة الأولى معبرة عن نفسك، وهويتك، وثقافتك، وشخصيتك، فلا تفقدها.
أكتب بها، تعلم قواعدها. كُن فخورًا بها، دعكَ عمَّا يسمى بالفرانكو لأنها ليست لغتك. وأنها كالإدمان تدمنها حتى تمحي أصول اللغة العربية لديك، أنت إنسان عربي لديك لغة مقدسة، كتابتك بها، ونُصحَك للآخرين بترك الفرانكو هو دعمًا لها، حَطِم الحواجز التي بينك وبين لُغتك العربية، اجعل الدافع داخلي. لأنك لن تجد أجنبي يكتب الإنجليزية بحروف عربية. لأن هذا هو الجهل بعينه.
نملك لغة مقدسة ولا نستخدمها! وغيرنا يكافح ليتعلم اللغة من أجل قراءة القرآن وتعلم أصول الدين…!
كن نفسك، ولا تكن غيرك.
لا تمحُ هويتك، لا تمحُ شخصيتك.
لا تخسر لغتك، حتى لا تفقد نفسك.
كن فخوراً أنك عربياً تتحدث العربية.