القراءة المتشردة
القراءة غذاء للروح، وتنمية للفكر، وفسحة للخيال، وبوابة لعوالم متعددة، وتجارب غنية في حقول متعددة، القراءة هي حكاية إنسان يتنفس عشق الحروف، وصخب الكلمات، وسر الجمل، ورحابة النصوص، من يقرأ يعيش في حضرة المعنى.
لكل منا ذوقه، وأسلوبه في الحياة، لكل منا تخصصه وفسحته التي يتحقق فيها وجوده، لكن للقراءة المتشردة طعم خاص، لن يعرفه إلا من ينتقل من فضاء لآخر، وينتقل من أدب لأخر، من ثقافة لأخرى، القراءة المتشردة تعلمنا الانفتاح وتقبل الآخر، وتخبرنا أننا لا نلم بكل الأمور، وتجعلنا ندرك ماهيتنا في التعدد واختلاف الأسلوب والتوجهات، والجرأة من أجل المعرفة.
القراءة المتشردة أن ترسو مثلاً على شاطئ أشعار محمود درويش، وتشد الرحال بعدها لقراء رواية الجدار لجون بول سارتر، ثم تتوقف مع شارل بودلير لتطلع على أزهار الشر، وتعود لسماء أولاد حارتنا لنجيب محفوظ، وتأخذ قسطاً من الراحة مع عبد الله العروي في مؤلفه السنة والإصلاح، وتساءل نيتشه عن جينيالوجيا الأخلاق، وتقرأ أيضاً لأحلام مستغانمي الأسود يليق بك، وتطير مع طه عبد الرحمان في روح الدين…
هي قراءة حرة بلا قيود، قراءة لمن يريد التشرد في عالم المطالعة، رحلة في عالم المعنى، رحلة لرصد رحابة الوجود.