امتحان التاريخ “الدائري”
أديت الأسبوع الماضي امتحان مادة التاريخ “الكترونياً”، منذ ذلك الوقت وأنا أشعر بالاستياء الشديد من طريقة الأسئلة التي اعتمدت في الامتحان: “اختر الإجابة الصحيحة”. على الرغم من علمنا نحن الطلاب بذلك مسبقاً. حالة من التذمر والتشاؤم سادت أوساط طلبة المادة قبل خوض الامتحان، بسبب صعوبتها وطولها والخوف من الأسئلة المتوقعة “غير المطمئنة” على مايبدو. أما بعد الامتحان .. إياك أن تسأل عن العلامات!. وجه اعتراضي أنا وعدد من الطلبة على طريقة امتحانات “اختر الإجابة”، تكمن أساساً في اختزال واختصار عقول الطلبة في امتحانات تشبه كل شيء إلا الامتحانات! استغلال الثورة التكنولوجية وعصر السرعة والتقدم هي مايتحجج به البعض لتبرير ذلك النوع من الأسئلة. وهذا يقودنا لتساؤلات جوهرية: ماذا يريد الأستاذ الجامعي عندما يطرح على طلبته امتحان “اختر الإجابة”؟ بل ماذا يستفيد الطالب الجامعي من هذه الطريقة في تأدية الامتحانات، لاسيّما في مواد التخصصات الأدبية، حيث يلزم الطالب أن يتمتع بمساحة من الحرية للتعبير عمّا تعلمه وبحثه طوال الفصل، ألا يعتبر هذا الامتحان أكبر ظلم لهذا الطالب المرهونة علامته بـ “دائرة” ربما لم يضعها في المكان الصحيح! أليس هذا النوع من الامتحانات كفيل بالقضاء على مهارات الكتابة والتحليل والاستنتاج لدى الطلبة؟ هل يضع الأستاذ الجامعي امتحان “اختر الإجابة” ليريح نفسه من عناء تصحيح الأوراق وقراءة أفكار طلبته؟. أنا وغيري من الطلبة نعرف تاريخ العباسيين والأمويين والعصر الراشدي وعصر النفوذ التركي وسقوط الدولة العثمانية، ربما أكثر ممن خرجوا من الامتحان منتصرين على الدائرة “بالحظ”. أعرف جيدا معاوية الذي كان أول من ورّث الحكم في الدولة الإسلامية، وأعرف أول الدواوين التي انشئت في عهد عمر بن الخطاب، ولكنني.. وضعت الدائرة في غير مكانها! وضعتها في المكان الخطأ! انتصرت عليّ الدائرة! وانتصر المربع والمستطيل والأستاذ والتكنولوجيا! وبقي التاريخ وعقلي وكُتُبي وحدهم.. يعيشون الهزيمة!. طالبة جامعية- السنة الأولى