بلا روح
تحت ظل تلك الشجرة التي كان يختبئ فيها من أصدقائه حين يلعب، قتل والده! وتحت أنقاض تلك الغرفة التي كان يقضي فيها أجمل أيام حياته، ماتت امه! ولم يبق له سوى ذكرياته..! أهله، أصدقاؤه، أحباؤه، وطنه، كراسته حتى أحلامه، كلهم ذهبوا في غمضة عين! وفي غمضة عين أصبح يتيمًا، مشردًا، ضائعًا، تائهًا، بلا ملجأ ولا حماية..!
مع كل رصاصة كان يفقد عفوية الطفولة. مع كل انفجار كان يفقد براءته. ومع ذلك الصمت العربي المطبق، فقد روح الطفولة. فقد حتى كلماته وحروفه وفقد معهم تلك الضحكة الخجولة، تلك النظرة الطموحة، وتلك الأحلام الوردية..! كانت أحلامه بسيطة، فقط كان يحلم بكراسة وقلم. كان يحلم وكان يحلم.. وبين لحظات ضاعت أحلامه بين حبات الرمال التي كانت لعبتة المفضلة. ضاعت تحت أنقاض تلك الغرفة وخلف تلك الشجرة. ضاعت في مدرسته التي تحولت إلى مركزاً للمسكرات التدريبية..! وبقيت كلماتي أنا تحاول الطيران لعلها تجد سبيلاً إلى قلوبكم وعقولكم، لعلها توقظ ضمائركم، لعلها تنقذ طفلاً من الحرب، من الجوع، من الدمار، ومن قسوة الحياة مع اليتم، من الضياع ..! ولعل حروفي هذه سوف تجبر ظلام اليوم على الرحيل. لعلها تطرد ذلك الدخيل..!
ليأتي الغد…!
وفي الغد ستشرق الشمس الذهبية.
غداً أنتم شمس الحرية.
غداً سيشرق التغيير والحب.غدًا سيتلاشى ظلام العبودية.
غدًا أنتم المستقبل. غدًا أنتم عنواناً للحرية..!
طالبة في الصف العاشر
مدرسة حكوميّة