تداعيات حظر الحركة الإسلامية على الساحة الطلابية
استيقظت صباح الثلاثاء على صوت هاتفي، وإذ بصديق يخبرني بقرار الحكومة “الإسرائيلية” بإخراج الحركة الإسلامية عن القانون.
فتحت الحاسوب سريعًا لأطّلع على الخبر بتفاصيله، وإذ من ضمن الجمعيات المحظورة جمعية “إقرأ“، والتي تنطوي تحتها الحركة الطلابية إقرأ.
ذهبت إلى الجامعة ونفسيتي متعبة، تفكيري مشتت، لا أعرف ماذا سيكون مصير كتلتنا الطلابية، وتساؤلات كثيرة دارت في ذهني لم أعرف لها جوابًا!
هل سنُمنع من إجراء نشاطات طلابية؟ وهل كان يوم أمس – أي الإثنين – هو اليوم الأخير الذي يُسمح لي بآرتداء جارزتي الخضراء؟ وهل سنُحرم من دعوة الطلاب للمشاركة بشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك؟ وهل وهل وهل…
فور وصولي إلى الجامعة انهال عليّ بعض الزملاء بالأسئلة، وعبّر البعض عن التعاطف والتضامن، وإتصالات من الأحزاب وتصريحات للصحافة وكلنا في ترقب مستمر.
قرار إخراج الحركة الإسلامية عن القانون برفقة سبعة عشر جمعية أهلية فاعلة في الداخل الفلسطيني يؤكد أن المستهدف هو الداخل الفلسطيني بكافة مستوياته وتخصصاته، فأين المنطق بحظر نشاط حركة طلابية تعمل ضمن الإطار القانوني داخل المؤسسات الأكاديمية! لكن لا يستقيم أن نتحدث عن القانون في دولة قامت على أنقاض شعب بأكمله، دولة تصف نفسها بواحة الديمقراطية تستند لأنظمة طوارئ ورثتها عن “الاستعمار” البريطاني لهذه البلاد.
الحركة الطلابية إقرأ بتعريف سريع: هي حركة طلابية إسلامية فاعلة في الأوساط الجامعية والأكاديمية في الداخل الفلسطيني، تنتمي للحركة الإسلامية (الشق الشمالي) وتعتبر الحركة الأولى من ناحية الفعاليات والنشاطات بين مختلف الحركات الطلابية الأخرى الفاعلة في الساحة الطلابية. رسالتها: “نشر التّصور الإسلامي الشّامل في الوسط الجامعيّ والشّبابيّ”، ورؤيتها: “إعداد نخب طلابيّة فاعلة للنّهوض بالمجتمع”. لها فعاليات سنوية عامة، وفعاليات أخرى مقسمة حسب الفصول الدراسية في المعاهد الأكاديمية، ومن أبرز نشاطاتها:
– إقامة مؤتمر طلابي سنوي عشية إنطلاق السنة الدراسية.
– إطلاق حملة دعوية سنوية.
– معسكرات طلابية.
– يوم طلابي تضامني مع القدس والمسجد الأقصى المبارك. وغيرها من الفعاليات الكثيرة.
لا يوجد حتى الآن تأكيدات حول إنعكاس ذلك القرار على الساحة الطلابية، لكن التأكيد الوحيد هو أن البيئة الطلابية لا يمكن أن تعيش بمعزل عن المجتمع، خاصة إذا ما تحدثنا عن بيئة طلابية فلسطينية تعيش في جو مضطر مستعر بالأحداث السياسية طوال الوقت.
وزير التربية والتعليم “الإسرائيلي” المدعو “نفتالي بينت” يتوعد بإخراج الحركة الطلابية إقرأ من الجامعات، وذلك بعد توجه كتلة “إم تِرتسو” العنصرية بمكتوب مباشر للوزير تطالبه بتجميد عمل كتلة إقرأ في الجامعات الإسرائيلية.
ردة الفعل في الأوساط الجامعية لم تظهر بعد، لكن يبدو أن الحركات الطلابية تخطط لنشاطات تضامنية مع الحركة الطلابية إقرأ في مختلف الجامعات والمعاهد وعمّت دعوات للمشاركة في إضراب يوم الخميس الموافق لتاريخ ١٩ / ١١ والذي أقرته لجنة المتابعة العليا للجامعات العربية في الداخل الفلسطيني، إلى جانب مظاهرات محلية في قرى ومدن الداخل يوم السبت الموافق لتاريخ ٢١ / ١١، ودعوة للمشاركة بالمظاهرة القطرية الحاشدة في مدينة أم الفحم حاضنة الحركة الإسلامية وبلد رئيسها الشيخ رائد صلاح والتي ستكون يوم السبت ٢٨ / ١١.
الحركات الطلابية تشكل نواة كل مجتمع يطمح للنهوض، وفي الداخل الفلسطيني فإن الحركة الطلابية لا تبحث عن النهوض فقط، فكذلك تساهم في تعزيز الهوية الوطينة لدى النخبة من أبناء الداخل، من هنا يمكن أن نفهم لماذا تستهدف المؤسسة الإسرائيلية حركة طلابية لم توجه لها أي تُهم سابقة، ولم يكن لها إسباقيات ومخالفات.
محاولة التضييق على العمل الطلابي هي عملية تهدف إلى خنق روح الشباب لدى أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل، وقتل إرادة المستقبل وقصم العامود الفقري لمجتمع كامل يرنو للنهوض والتحرر من أغلال مؤسسة حاكمة ظالمة، تقوم على أساس عنصري يحرم السكان الأصلانيين من حقوق طبيعية.