اقتباساتتربويات

تعرف على الفرق بين أنظمة التعليم “التعليم المنزلي – التعليم الموازي – التعليم المرن – التعليم الموجه ذاتيًّا”

أصبحت الأسرة مؤخرًا أكثر وضوحًا مع نفسها، وقررت التحرر من قيود التعليم التقليدي الممل، لتخرج إلى النور في عالم مليء بالإبداع والابتكار والحرية والتميز. فكما نعرف أن أنظمة التعليم في العالم أجمع لا تراعي الفروق الفردية للطلاب، ولا تستوعب فكرة اختلاف الذكاء بين الأطفال.

هذا العالم المميز الذي نفتقده في التعليم التقليدي موجود بأنظمة تعليمية أخرى جديدة أكثر تطورًا وأكثر إبداعًا.

ففي الآونة الأخيرة، انتشرتْ عدة مصطلحات تعليمية جديدة مثل التعليم المنزلي والتعليم الموازي والتعليم المرن والتعليم الموجه ذاتيًّا.

فلكل مصطلح منهم معنى محدد وواضح مختلف عن الآخر. وحتى نتفهم الأمر بصورة أوضح قررنا بجدية كتابة هذا الموضوع للتفريق بين كل مصطلح والآخر.

أولًا: (التعليم المنزلي)

يشير مفهوم التعليم المنزلي إلى إمكانية تعليم الأطفال بالمنزل بدلًا من إرسالهم إلى المدارس الحكومية أو الخاصة التقليدية. فيقوم الوالدان بتدريس أبنائهم بدون أي إشراف مدرسي.

عادة ما تختار الأسر التعليم المنزلي لأسباب مختلفة، بما في ذلك المناهج العقيمة وعدم الرضا عن الخيارات التعليمية المتاحة، والاعتقاد التام بأن الأطفال لا يمكنهم أن يتطوروا في إطار الهيكل التعليمي المدرسي التقليدي.

تتم عملية التدريس عن طريق استخدام عدة وسائل ابتكارية حديثة ومتطورة لتوصيل المعلومات وإيضاحها للأبناء بسهولة.

فواحدة من أهم المزايا التي يحملها التعليم المنزلي هو اتسامه بالمرونة، فلستُ مقيدًا بوقت أو بمكان محدد للتدريس ولا بمناهج محددة ولا بعدد ساعات محددة يوميًّا.

كذلك يمكن للوالدين تقديم طريقة تعليمية فردية تتناسب مع اهتمامات الطفل وقدراته وأسلوبه التعليمي الفريد.

فيذكر كتاب “The element” للكاتب (كين روبنسون) أن:

“مفتاح التحول التعليمي لا يتمثل في توحيد التعليم، بل إضفاء الطابَع الشخصي عليه، وتحقيق الإنجاز لاكتشاف المواهب الفردية لكل طفل، وذلك لوضع الطلاب في بيئة يريدون أن يتعلموا فيها ويكتشفوا مشاعرهم الحقيقية بشكل طبيعي”.

اقرأ أيضًا

ثورة التعليم المنزلي – بين مؤيد ومعارض

ثانيًا: (التعليم الموازي)

انتشر هذا المصطلح بشدة في الوطن العربي والغربي، وذلك بسبب عدم اعتراف بعض الدول باستراتيجية التعليم المنزلي.

ولذلك لجأت الأسر إلى حل بديل وجديد عن طريق تقديم الآباء لأبنائهم بشكل صوري في المدارس.

ويقوم ولي الأمر بالاتفاق مع مدير المدرسة على عدم حضور الطفل للمدرسة، أو ربما لحضور الطفل لمدة يوم أو يومين فقط أسبوعيًّا.

وباقي أيام الأسبوع يقوم الوالدان على تنمية شغف ومهارات الطفل المختلفة وتعلميه بأحدث الطرق الابتكارية المستحدثة واصطحابه إلى جولات ترفيهية تعليمية في آن واحد.

يعد التعليم الموازي هو المنقذ الحقيقي لمستقبل الطفل حيث إنه بإمكان الطفل ممارسة حياته الطبيعية بصفته طفلًا والدراسة بشكل ترفيهي تثقيفي، بجانب اعتراف الدولة به في المدرسة وبالصفوف التعليمية.

كذلك يعمل التعليم الموازي على عدم إرهاق الأسرة والطفل والحد من الضغوط النفسية والتعليمية. فالتعليم الموازي يتسم بالمرونة ليلائم القدرات والهوايات والمهارات المختلفة للأطفال، بجانب أنه لا يلزم الطالب بالواجبات المدرسية المرهقة على الأم والطفل.

انتشر مفهوم التعليم الموازي بقوة منذ بدايته، وأصبحت الأسرة قادرة الآن على تدريس أبنائهم وتقديم أعلى مستويات التعليم الدولي المتاح بأكبر المدارس الدولية في العالم من البيت.

ثالثًا: (التعليم المرن)

يعتمد التعليم المرن على تقسيم المواد الدراسية بين الأسرة والمدرسة. بمعنى على سبيل المثال أن يتفق ولي الأمر مع مدير المدرسة بأن يقوم الطفل بالتعلم لبعض المواد كالرياضيات والعلوم بالمدرسة، وباقي المواد يتعلمها بالمنزل.

وفي الدول الغربية هناك عدة مدارس تبنت الفكرة وتابعت الأسلوب للتقليل من العبء على المدارس.

ولكن في الدول العربية يعتبر هذا النوع من التعليم مرادف للتعليم الموازي أو (التعليم البديل).

يتسم هذا النظام بالمرونة الشديدة، فيكفي تحديد ساعتين أو ثلاثة ساعات فقط لتدريس الأبناء بالمواد التعليمية الاعتيادية، وباقي الوقت من اليوم يتم التعليم بطريقة استكشافية ترفيهية من خلال ورش العمل وتقديم اللعب التعليمية.

رابعًا: (التعليم الموجه ذاتيًّا)

يشير مصطلح التعليم الموجه ذاتيًّا إلى إتمام العملية التعليمية بشكل مباشر وصريح من خلال الطفل.

فالطالب هو الذي يحدد المنهج أو المحتوى الذي يريد تعلمه، وجميع من حوله هم فقط لتيسير العملية التعليمية عن طريق مراعاة شغف الأطفال. فالتعليم الموجه لا يلتزم بمنهج أو قالب تعليمي محدد.

فهناك العديد من المدارس على مستوى العالم تقوم بتطبيق هذه المنظومة التعليمية وذلك من خلال تجميع الأطفال ذوي الأفكار والأهداف الواحدة أو المتقاربة ويقومون بعمل اجتماع في بداية اليوم لتحديد الأهداف المطلوب تعلمه وإنجازها في يومهم التعليمي.

ومن ثم ينطلق الأطفال كل على حدة لتعلم الأشياء من البيئة المحيطة بأنفسهم.

وفي نهاية اليوم يقوموا بعمل اجتماع ليلقي كل طفل بحصاده ونتاج ما بحث عنه وحاول تعلمه، ويكون هناك تقييم لما تم تعلمه وكيفية تطبيق ما تم استفادته وتعلمه على أرض الواقع.

يتميز هذا النوع من التعليم بتنشئة الطفل على الثقة بالنفس والمسؤولية حيث يمكنه الاعتماد على نفسه في اختيار هواياته وقراراته بكل حرية، بجانب إكسابهم المرح والسعادة والإبداع.

وعلى سبيل التحقيق، هناك الكثير من المدارس على مستوى العالم تعتمد هذا النظام من التعليم، وذلك عن طريق تجميع الأطفال الميسرين للعملية التعليمية وتحقيق الأهداف التي قاموا باختيارها بأنفسهم.

اقرأ أيضًا

ما الذي يتميز به التعلم الذاتي عن أنظمة التعليم التقليدية؟

أماني نبيل

حاصلة على ليسانس ألسن قسم اللغة الإيطالية، انطلقت بمجال الكتابة بسبب عشقي لها منذ أكثر من 3 سنوات.. أهوى الكتابة والتدوين، وأطمح بإيصال صوتي ورأيي للعالم أجمع، وأسعى لإثراء العلم وتطوير الذات وأتمنى أن أرى بلاد العالم العربي في اتحاد ونجاح وتطور مستمر..
Back to top button