تعلم اللغات..طريقك للرقي الفكري والثقافي!
للبعض يعد “تعلم اللغات المختلفة” هوايةً ومتعة، كالرسم أو التصوير أو التطريز أو غيرها من الهوايات، وفي الغالب يقابل هؤلاء فئةٌ ترى السعي وراء “تعلم اللغات الأجنبية” مضيعة للجهد والوقت والمال. ولربما تكون هذه النظرة القاصرة والسلبية سببًا في إضعاف عزيمة الشغوفين بتعلم اللغات.
لهذا نستعرض لك بعضًا من الفوائد الرائعة “لتعلم اللغات الأجنبية”، لتكون على ثقة بأن تعلم اللغات طريق البعض للرقي الفكري والثقافي.
التعرف على أناس جدد:
من الطبيعي أن يقوم من يتعلم لغة جديدة بالانضمام إلى مجموعات تستهدف تعلم هذه اللغة، وسواء كان هذا الأمر في العالم الافتراضي أو في الواقع، فستتعرف خلال هذه الطريقة على العديد من الأفراد الذين يشاركونك هدفك نفسه، ويبادلونك خبراتهم ومعلوماتهم حول اللغة المستهدفة.
“إذا تحدَّثت إلى شخصٍ ما بلغةٍ يفهمها فإنَّ ذلك الحديث سيتوجه لعقله، أما إذا تحدَّثت معه بلغته الأم فإنَّ ذلك الحديث سيستقر في قلبه..”
نيلسون مانديلا
كذلك إن حدث وقابلت أحد المتحدثين الأصليين باللغة الأم فسيرحب كثيرًا بك ما أن تتكلم بلغته الأصلية فالناس بطبعهم يحبون من يحاورهم بلغتهم، وهذه طريقة جيدة للتعرف على أناس بثقافات مختلفة.
تنشيط الذاكرة وتطوير مهاراتك:
يصف العلماء العقل دومًا بأنه “عضلة” ذلك لأن لديه القابلية لأن ينشط ويقوى بالتدريب، وفي دراسات طبقت على أشخاص مزدوجي اللغة وآخرين لا يتكلمون سوى لغتهم الأم، وجد أن الفئة الأولى تتمتع بقدرات أكبر في التركيز والحفظ والتخطيط وحل المشكلات بصورة منطقية وعقلانية.
من هذه الدراسات دراسة أجرتها العالمتان “إلين بياليستوك” و”ميشيل مارتين-ري” طلبتا فيها من أطفال –في عمر ما قبل المدرسة- ترتيب مجموعة من الدوائر الزرقاء والمربعات الحمراء على شاشة الحاسوب في صندوقين: أحدهما عليه صورة مربع أزرق والآخر عليه دائرة حمراء (أي عكس الأشكال التي سيرتبونها).
كان أول مطلب من الأولاد أن يوزعوا الأشكال على الصندوقين حسب اللون، واستطاع الأطفال –سواء من تعلموا لغة أو اثنتين- أن يؤدوا المطلوب بسهولة.
بعد ذلك طُلب من الأولاد أن يوزعوا الأشكال على الصندوقين حسب الشكل وهو أكثر صعوبة لتناقض الألوان بين الشكل والصندوق، وفي هذا الاختبار استطاع الأولاد مزدوجي اللغة أن يؤدوا المطلوب أسرع من الأولاد أصحاب اللغة الواحدة.
وفي مراجعة قامت بها العالمة” إلين بياليستوك” لسجلات المرضى كبار السن في إحدى العيادات الكندية تبين أن المتحدثين بأكثر من لغة ظهرت لديهم أعراض الخرف بصورة متأخرة تترواح ما بين 3-4 سنوات عن المتحدثين بلغة واحدة.
تعلم لغة يزيد من قدرتك على تعلم المزيد
بمجرد تعلمك للغة ثانية سيبدأ عقلك بتحليل ومعالجة قواعد وتراكيب اللغة الجديدة، وفهمها بصورة أكبر كنظام ورمز “metalinguistic awareness”، هذه العملية ستزيد من قابلية تعلمك للغات إضافية.
تربطك أكثر بلغتك الأم
أيضًا من خلال اهتمامك واطلاعك على قواعد اللغات المتعلمة وأصولها وكل ما يتعلق بعلم اللغويات، ستصبح أكثر قدرة على فهم قواعد لغتك الأصلية واستخدام تراكيبها بشكل أكثر فصاحة، كما ستتمكن من أن تصبح مستمعًا جيدًا أو كاتبا نبيها أو متحدثًا طليقًا.
ممارسة الهوايات يخفف من الضغوطات النفسية
يعد تعلم اللغات إحدى الهوايات الثقافية التي لها مريدوها، وبشكل عام تعتبر الهوايات ملجأ آمنًا لكل من أراد الهروب من ضغوطات الحياة، إذ يقوم الشخص بمحاربة القلق والتوتر وتفريغ طاقاته عن طريق قضاء وقت فراغه في أمور يحبها.
مصادر ومعلومات أكثر
“سيضعك إتقان لغةٍ واحدة في بداية طريق الحياة. بينما سيفتح إتقانك للغتين كل الأبواب أمامك..”
فرانك سميث
يوفر إتقان العديد من اللغات فرصة أكبر للشخص للوصول إلى مصادر بحث متنوعة للمواضيع التي يرغب بالقراءة عنها أو حتى مشاهدتها عبر قنوات الفيديو المختلفة. وبالتالي يصبح لديه حصيلة أوسع من المعلومات والمعارف.
لتعلم اللغات فوائد أخرى ذات أهمية وما هذا إلا جزء من كل، إضافة إلى متعة اكتشاف ثقافات متنوعة تكون من أسبابها تعلمك لغات عديدة.