استشارة زدنيالدراسة في تركيا

تعلّم اللغة التركية: احتياج أم ضرورة؟ وهل يمكن تعلمها؟

اللغة التركية، لغة يتحدثها91 مليون شخص، مقسمين بين حوالي 80 مليون شخص في تركيا، والبقية اذربيجان، وآسيا الوسطى والغربية وأوروبا الشرقية، لغة مستحدثة، ظهرت بعد تحويل اللغة العثمانية إلى التركية، حين قام رئيس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك باستبدال الأبجدية التركية العثمانية بالأبجدية اللاتينية عام 1927.

الأمر الذي يتفق عليه كل من عاش في تركيا، أنه يجب أن تتعلم اللغة التركية، لتستطيع تدبر احتياجاتك ومعاملاتك، حتى لو لم تتقن اللغة، فبعض من الكلمات التي تستطيع أن تدبر نفسك فيها، لكنّ الأمر مختلفٌ قليلًا مع من يريد الدراسة في الجامعات الحكومية، فيحتاج حين التقديم لطلبات القبول للجامعة أن يكون حاصلاً على شهادة (C1 أوB1) في اللغة التركية، كي يستطيع الحصول على قبول جامعي.

يستطيع أي شخص الحصول على قبول معهد اللغة ( الذي يساعدك فيما بعد في إجراءات التأشيرة)، والذي يُمكنك من دراسة اللغة  التركية على مدار أربع أو خمس مستويات، حسب الحاجة. ويمكنك الالتحاق بأحد المراكز التعليمية، التي تعطي شهادةً رسمية في تعلم اللغة التركية، مثل TÖMER أو İstanbul dilmerkezi أو أحد المراكز المعتمدة لدى وزارة التربية والتعليم، و تبلغ قيمة الدورة المستوى الواحد حوالي 300 يورو، ويستغرق المستوى الواحد 8 أسابيع.

 هل 8 شهور كافية لأتعلم اللغة التركية؟

8 شهور كافية لتعلم الأساسيات، والقواعد وأسس الحديث، الذي يمكنك فيما بعد من التواصل مع المجتمع، والبدء في مرحلة التعلم الذاتي عبر الاستماع والقراءة والمحادثة، وتعلم المفردات والقوالب اللغوية من خلال مخالطة الشعب التركي، وكذلك ستواجه صعوبة في بداية الدراسة الأكاديمية، حيثُ تختلف اللغة الأكاديمية عن اللغة التي تدرّس في المعاهد، والتي تستغرق منك وقتًا لا بأس فيه للاعتياد على اللغة الأكاديمية والمصطلحات الجديدة الخاصة بتخصصك الذي تنوي دراسته.

يُلاحظ كل من زار تركيا، اعتزاز الأتراك بهويتهم،  و قوميتهم، ولغتهم، الأمر الذي يحسبْ لهم، كما يحسب عليهم، كان من تمسك الأتراك بلغتهم التركية، رفضهم لكل دخيل لغوي أجنبي، والانغلاق الذي عمل على وجود فجوة واضحة في تعلم اللغات، فمثلاً من غير السهل أن تجد من يتحدث الإنجليزية بطلاقة بين عامة الشعب، حتى أن اللغة لا تسعفهم لتدبير الاحتياجات الأساسية، في الجانب الآخر، تجد متحدثين اللغة الإنجليزية بين فئة الطلاب أكثر من غيرها.

نهايةً، نودّ أن نخبرك، أن اللغة التركية ليست بهذه الصعوبة التي تتصورها، فهي لغة جميلة ولها حس موسيقي مريح للأذن، وكذلك فهي خليط من اللغة العربية والفارسية، وحديثًا دخلت كثير من المفردات الفرنسية والإنجليزية، وهذا مما يجعل للشخص المتحدث بالعربية ميّزة معرفة الكثير من المفردات ( رغم اختلاف تلفّظ الكلمة)، والذي يجعل تعلم اللغة أسهل بالنسبة له.

عبيدة زين الدين

مدوّن فلسطيني من قطاع غزّة يدرس حالياً في اسطنبول
Back to top button