خطوات احرص على تنفيذها في رحلة بحثك عن الوظيفة الأولى
تحيّاتي أيُّها القارئ، ربما تعتقد أن تلك الكلمات، في الأسفل، على شاكلة السطور التي تجدها منتشرة بأساليب مختلفة كلما تجوّلت في صفحات الويب في محاولة للقبض على طرف خيط يساعدك في تحديد مصيرك! لذا وددت أن أُطمئِنك في بادئ الأمر أنني أكتب إليك عن المهارات التي تمكنت من اكتسابها والاستفادة منها حتى ذلك الوقت الذي أكتب فيه، إذ ربما تكون كلماتي بمثابة “القشّاية” التي تتعلق بها لتحلق في العالم بشكل أفضل.
كتابة السيرة ذاتية
أعلم أنه أمر بالأمر المرهق للبعض، وغير المُجدي لآخرين، لكنه أول ما عليك تعلمه والاهتمام به، فغالبًا ما يعتقد الطلاب أن السيرة الذاتية تُطلب فقط ممن لديهم خبرات سابقة، وبعد مدة زمنية يصطدمون بأنها طلبًا أساسيًا للالتحاق بالعديد من الوظائف، حتى أن المؤسسات التي تطلب موظفين تحت التدريب ممن ليس لديهم خبرات سابقة، أصبح بعضها يطلب السيرة الذاتية.
كطالب أو حديث التخرج؛ ماذا تكتب في السيرة الذاتية؟
ربما التفكير في تلك النقطة هو الأكثر أهمية على الإطلاق في يومنا هذا، كونه يدفعك إلى البحث عن فرص التطوع والتدريب التي بدورها تُضفي إليك المزيد من المهارات والخبرات، وتجعل سيرتك غنية، ما يدفع المؤسسات إلى ضمك إليها والاستثمار فيك.
انتظر قليلًا؛ اتخاذ خطوات لصناعة المزيد من الإنجازات ليس فقط هو الواجب فعله، كون البحث في ثنايا ما تحمله الذاكرة عن الملتقيات والأعمال التطوعية التي شاركت بها، وعن المواهب التي اعتدت أن تمارسها، من شأنه إضافة قيمة إلى السيرة الذاتية، فربما يختصر من طريقك للحصول على أول فرصة عمل وأنت لا تدري.
مهارة التعلم الذاتي
أن تعرف كيف تنمي مهاراتك ذاتيًا، هي الخطوة التالية في درجة الأهمية، كون تلك المهارة تضمن لك التطور المستمر في كافة نواحي الحياة، وهو ما يصب في صالح بناء سيرة ذاتية ذات قيمة، وبذلك تؤهل نفسك دائمًا للحصول على أفضل الفرص الوظيفية.
في بادئ الأمر ربما تواجه بعض الصعوبات، كعدم السيطرة على الوقت وترتيب أولويات التعلم، وربما تشعر بالملل نتيجة اعتيادك على تلقي المعلومات في بيئة معينة، كأن تتلقى المعلومة من المدرب أو المعلم بطريقة مباشرة وضمن مجموعة، على سبيل المثال، وعلى الأغلب لن تصل إلى نهاية أول دورة تبدؤها، لكنك مرة بعد مرة ستتمكن من اختيار المحتوى المناسب، وتنظيم البيئة المساعدة للتعلم من حولك.
البحث الصائب عن وسائل التعلم الذاتي
لعلك تتساءل الآن عن كيفية الوصول إلى فرص التدريب والتطوع، ربما لا ترى أمامك أيًا منها، فأنا شعرت يومًا بهذا، إلى أن اكتشفت أنني لم أكن أبحث من الأساس.
بدايةً، عليك أن تستغل مواقع التواصل الاجتماعي للبحث عن المواقع المتخصصة في تقديم فرص التعلم، لكن كيف تبحث في مواقع التواصل وأنت لا تتقن مهارة البحث الجيد؟! أسهل وسيلة هي طرح الأسئلة دون يأس على الأصدقاء وفي المجموعات المهتمة بنشر وتناقل الخبرات، وستجد العديد من الإجابات التي تضيف إليك وتساعدك في الوصول إلى ما تريد.
ودعني مشاركتك الاستفادة عبر رابطة Events, scholarships & volunteering التي انضممت إليها مؤخرًا عبر “فيسبوك”، فهناك تجد سعي دائم إلى نشر كافة فرص التطوع والتدريب والمنح، سواء كانت للطلاب أو للخريجين، ربما حتى الآن ترتكز فرص التدريب الصيفي على الطلاب في مصر، لكنك بالتأكيد سوف تجد المزيد من المنح وفرص السفر التي تناسبك؛ حاول أن تلقي نظرة ربما تستفيد منه أو يلهمك للبحث بشكل أكثر توسعًا عن فرصة ما لم تكن تعلم بوجودها.
أساسيات برامج الأوفيس
الآن قد وضعت صورة عامة للسيرة الذاتية وأصبحت مستعدًا للتعلم، لكن يبقى سؤال هام، ما الذي عليك تعلمه تحديدًا؟ بالتأكيد لكل وظيفة مهارات متطلبة تختلف عن غيرها، لكن بشكل عام، هناك مجموعة من المهارات الأساسية التي تزيد من قيمة الفرد، كونها مشتركة بين العديد من الوظائف؛ مثل: تعلم طرق التعامل مع برامج الأوفيس في الكتابة وحفظ البيانات وإنشاء الجداول، ناهيك عن أنك باستخدامها في أمورك الحياتية العامة، ستوفر على نفسك الوقت والجهد، وتتمكن من تنظيم وحفظ بياناتك بطريقة منظمة.
وبشكل عام، يُعد إتقان التعامل مع أجهزة الكمبيوتر ميزة هامة، فمعظم الوظائف في الوقت الحالي تتطلب استخدام الحاسوب؛ وبعد إتقان تلك المهارات ما عليك إلا إضافتها إلى سيرتك الذاتية، واهتم بتحديد ما إذا كانت تمتلك معرفة بالأساسيات فقط، أم أنك تتقنها.
تعلم لغة جديدة
مما لاشك فيه أن فرص أصحاب اللغات للحصول على الوظائف أعلى، فكافة المجالات الآن تحتاج إلى اللغات، إن لم تكن لاستخدامها بشكل مباشر في العمل، فسيكون للبحث في الثقافات الأخرى لتطوير العمل.
ولم يقف الحال على اللغة الإنجليزية فقط، ففي مجال الترجمة، على سبيل المثال، كلما زادت معرفتك بالمزيد من اللغات وقدرتك على استخدامهم في عملك يُمكنك الحصول على المزيد من فرص العمل المتنوعة، وتصبح فرصك في الحصول على الوظائف أعلى.
فلنتشارك الغناء لتعلم الإنجليزية
المهارات الشخصية.. التواصل وإدارة الوقت
إذا تحدثنا عن أي عمل، فلن نختلف في أهمية إدارة الوقت والتواصل مع الآخرين، من أجل الحفاظ على الوظيفة، أو اكتسابها من الأساس، بداية من المقابلة الأولى للوظيفة إلى ما يليها من الحصول عليها.
في عمل سابق لي كان يتطلب الأمر مني الاطلاع على السير الذاتية لبعض الأشخاص، وفي الغالب كنت أرى نماذج واحدة للجزء الخاص بالمهارات الشخصية التي يمتلكها الأفراد، مثل: إدارة الوقت – العمل في جماعة – سرعة التعلم، وغيرها من الأمور، رغم أن بعضهم لا يملك تلك المهارات.
وتيقّن من أن المسؤولين عن تعيينك على دراية بهذا، لذلك لا تسرع بنقل المهارات المذكورة في السيرة الذاتية المنتشرة عبر الإنترنت، واهتم بكتابة المهارات التي تمتلكها، والسعي وراء تعلم مهارات جديدة لتطوير سيرتك الذاتية.
ولا تقل مهارة التواصل الجاد أهمية عن مهارة إدارة الوقت، فالانتقال من مرحلة التعامل مع زملاء الدراسة إلى مرحلة التعامل مع مدراء وزملاء العمل يستحق أن نعطيه القدر الكافي من الاهتمام، بداية من اللقاء الأول للحصول على وظيفة، فهو واجهتك، وفي مثل تلك اللقاءات حاول قدر الإمكان ألا تخرج عن حديثك بالحكايات الشخصية إلا إذا تطلب الأمر؛ بشكل أوضح، ما أقصده هو إمكانية السيطرة على الكلمات وردود الأفعال التي تصدر عنك
ترتيب الأولويات.. الخبرة أم الكثير من المال؟
من المتعارف عليه أن الرواتب أو المكافآت المالية التي يتقاضاها الطلاب والخريجين الجدد، على الأغلب، أقل بكثير من غيرهم، لكنك قد تجد وظيفة تناسب خبراتك العملية الضئيلة أو المنعدمة براتب أقل من المتوقع أو من المتعارف عليه في هذا الصدد، هنا لابد من وقفة مع النفس قبل أن تصرف النظر عنها، فربما وظيفة ذات عائد أقل تُضيف إلى خبراتك ومهاراتك المزيد مما لا يمكنك التعرف عليه واكتسابه في مكان آخر.
ومن المؤكد أن اهتمامك بالتعرف على طبيعة العائد لهذا النوع من الوظائف من العاملين في هذا المجال، وربما الحصول على آرائهم حول الفرصة الوظيفية المتاحة أمامك، سيساعدك في تحديد ما إذا كنت ستخوض التجربة أم ستستمر في البحث.
مهارات تنافسية
لتزيد من فرص قبولك بالوظائف، فبكل تأكيد أنت بحاجة إلى امتلاك المهارات التي تختص بها كل وظيفة وتتميز بها عن غيرها، كالقدرة على الترجمة لدى المترجمين على سبيل المثال، فليس كل مُتقن للغةٍ ما يمتلك مهارة الترجمة التي تتطلب استخدام مصطلحات خاصة وطريقة كتابة محددة.
ومؤخرًا أصبح كاتب المحتوى المميز أو المفضل هو الذي يمتلك مهارات SEO المختصة بتحسين فرص ظهور الموقع في محركات البحث ما يرفع من قيمة الموقع ويكسبه الأموال، كما يتميز خريج الهندسة الذي يُتقن اللغة الألمانية عن غيره، كون ألمانيا من أكثر الدول المصنعة للماكينات والأدوات الهندسية، وعلى أقل تقدير، ستوفر تلك اللغة لصاحبها إمكانية التعرف على الكُتيبات الخاصة بالمعدات، والبحث المتعمق للحصول على مزيد من المعلومات في مجاله.
أخيرًا؛ لا أستطيع ختام حديثي معك دون الإشارة إلى الأمر الذي وجدته غاية في الأهمية بعد انضمامي إلى ساحة العاملين، ألا وهو بيئة العمل، ضع تحتها أكثر من خط من فضلك، ففرص العمل الجيدة ليست التي توفر لك القدر الكافي من الأموال وحسب، بل التي تُشعرك أيضًا بالقدر الكافي من الراحة النفسية، وتدعمك بالأجواء الترفيهية، في الوقت المناسب، وتضيف إليك كما تضيف إليها، وتتعامل معك وكأنك جزءًا منها.
لذا تأنى جيدًا ولا ترهق نفسك في العمل الذي يتسبب في شعورك بالأذى النفسي حتى وإن كنت تحصل منه على المزيد والمزيد من الأموال، فربما تضطر بعد فترة زمنية أن تصرفها على علاجك مما أصابك!