تربويات

دليلك إلى الشرح باحترافية (2): ما هي أهم المهارات التي ستحتاج إليها؟

تختلف منصات التعلُّم، ومعها يحدث تطور دائم في العالم، وهذا يعني أهمية أن تكون شخصًا مؤهلًا في مجالك، وهذا الأمر لن يحدث إلَّا من خلال امتلاكك للمهارات اللازمة لممارسة العمل المطلوب، أو العمل على اكتسابها من خلال الوسائل المختلفة، إيمانًا منك بالمسؤولية الواقعة على عاتقك؛ لذلك فإنَّ هذا المقال يركِّز على توضيح أهم المهارات التي تحتاج إليها في الشرح.

مهارات العرض:

قبل الحديث عن مهارات العرض، عليك أن تعرف بأنَّه من أهم الأشياء في هذه المهارات ألَّا تقوم باستخدامها بشكل رتيب ثابت، فالغرض منها في الأساس هو أن تضمن انتباه الحضور باستمرار، فلو كانت حركاتك بوتيرة واحدة فإنَّ هذا سيؤدي إلى حدوث حالة من التعوّد لدى الحاضرين وبناءً عليه تفقد الميزة الرئيسة من هذه المهارات؛ لذلك عليك أن تدرك بأنَّ الموجود هنا هو نصائح لمساعدتك في استخدامها، لكن الأساس يعتمد على توظيفك أنت وصناعتك لأسلوبك المميز حتى تصل إلى إجادتك الشرح باحترافية شديدة.

1- التواصل بالعين:

في الحقيقة أؤمن بأنّ التواصل بالعين مع الحضور من أهم المهارات التي تحتاج إليها في أثناء الشرح، لأنّه يمنح الحضور الشعور بأنّك تهتم بهم حقًا، وكأنّ حديثك موجه لكلٍ منهم على حدة، فبالتقاء الأعين معًا يحدث هذا الأمر، كما أنّه يضمن لك تقييمك للأفراد ومدى تفاعلهم مع موضوع الشرح وأيضًا التزامهم بمجرد مرورك عليهم بالنظر.

في حين أنّه عند غياب التواصل بالعين فإنّ بعض الحضور يشعر بأنّه غير موجودٍ ضمن دائرة اهتمامك، فتفقده من الشرح.

بالطبع يصبح التواصل أكثر صعوبة عندما يتعلق الأمر بأعداد كبيرة ضمن الحضور، لكن مع ذلك فإن توزيعك لنظرك على طول القاعة يساعدك في التواصل مع الجميع، مثلًا تبدأ من اليمين وتقف قليلًا ولو لثوانٍ ثم تتحرك حتى المنتصف وتقف، ثم إلى اليسار، وهكذا تكرر الأمر حتى النهاية.

2- استخدام اليدين:

في الحقيقة اليد المكتَّفة على وضعٍ ثابت تضرك أثناء الشرح، في حين أن استخدامك لها يمنحك حرية كبيرة، بالطبع دون إسراف في تحريكها. يمكنك أن تعتمد عليها في العد على سبيل المثال، لكن لا ترفعها عاليًا، حاول أن تجعلها في مستوى جسدك أسفل الكتف.

يمكنك أيضًا أن تستخدمهما في التعامل مع الحضور، كأن تمنح الإذن لأحدهم للحديث، اجعل بطن كف اليد لأعلى ثم أشر للشخص، في رأيي هذه أفضل من الإشارة إلى الشخص بإصبعك مثلًا.

3- نبرة الصوت:

الاستخدام المتميز لنبرة الصوت من أهم الطرق التي تساعد في انتباه الحضور، لأنّ الاعتياد على نبرة ثابتة برتمٍ واحد قد يؤدي إلى شعور الحضور بالخمول، ولكن مع ذلك فالتغيير في النبرة لا يجب أن يتم بشكلٍ عشوائيّ، فمثلًا ذكر المعلومات أو الحقائق يحتاج غالبًا إلى نبرة هادئة، في حين ذكر الإنجازات يحتاج إلى حماسة لتشارك شعورك مع الحضور.

4- الابتسامة وهز الرأس:

هناك بعض التفاصيل البسيطة التي يمكنك الاستفادة منها في الشرح، مثل الابتسامة وهز الرأس، فالأولى من الوسائل الهامة جدًا في إزالة الحواجز بينك وبين الحضور، لا سيّما عندما تكون المرة الأولى التي يلتقي فيها كلاكما فتكون هناك حالة من التوتر، والثانية –هز الرأس– فإنّ استخدامها أثناء حديث أي فردٍ يعكس اهتمامك بما يقول وتشجيعك له للمتابعة.

5- الحركة:

آخر جزء من مهارات العرض هو المتعلق بالحركة، فأنت لا تحتاج إلى الوقوف في مكانك، بل إن الحركة تمنحك حيوية ونشاط، وتساعدك على جذب انتباه الحضور مع حركتك، لكن حاول ألّا تتعمق في الحركة تاركًا بعض الأفراد خلفك لوقتٍ طويل، لأنّك بهذا تجعلهم يشعرون كأنّهم ليسوا ضمن من توجه حديثك إليهم.

بالطبع في بعض الحالات تكون ظروف الشرح أو المكان لا تمنحك حرية الحركة، في هذه الحالة يمكنك أن تعتمد على حركة جسدك نفسه يمينًا ويسارًا، فالمهم هو ألّا تثبت على وضعك من البداية للنهاية.

مهارات التفاعل مع الآخرين

إجادة الشرح باحترافية تحتاج إلى قدرتك على جذب انتباه الحضور والتفاعل معهم أثناء أي جلسة شرح، وبجانب مهارات العرض التي تحدثنا عنها، فإنّ هناك نوعًا من المهارات التي يكثر الاحتياج إليها دائمًا، ألا وهي مهارات التفاعل مع الآخرين.

1- تشجيع المشاركة:

أن يقرر أحدهم تخطي خوفه من المشاركة في المجموعة يعتبر أمرًا هامًا لتحسين الجلسة وزيادة استفادة كل فردٍ منها، وهذا يعتمد في الأساس على شخصيتك في التعامل مع الأفراد والتفاعل معهم بشكلٍ يزيل كل الحواجز ويسهّل المشاركة.

2- التعامل مع الشخصيات الصعبة:

تتنوع الشخصيات الموجودة في كل جلسة، ما بين شخصية لا تحب المشاركة من الأساس، وشخصية متعصبة لآرائها وغيرها من المشاركين في الجلسة، وتبقى من أهم المهارات أن تستطيع التعامل مع كل هذه الشخصيات حتى تسير الجلسة على ما يرام.

3- الاستماع:

تساعدك مهارات الاستماع في فهم الأفراد في الجلسة من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن هذا يساعد الحضور في الشعور باهتمامك بهم من خلال إنصاتك لما يقولون، وبالتالي يصبح التعامل أسهل بينكم.

4- التقييم:

من أهم الأشياء التي تساعدك في تطوير الأفراد في الجلسة هي وجود تقييم بنّاء لهم بناءً على معايير واضحة، بحيث يسهل على كل فردٍ معرفة جوانب القوة والضعف في الجلسة، لذلك من المهم أن يكون لديك مهارات التقييم لتساعدك على إكمال هذه العملية.

الآن أنت تملك المهارات المناسبة للشرح، ولكن قبل أن تفكر في جلسة الشرح ذاتها، فهناك أشياء أخرى ينبغي عليك أن تفعلها قبلها، وهذا ما سوف نتحدث عنه في المقال القادم من الدليل.

معاذ يوسف

كاتب مؤمن بالتغيير والأمل والسعي، مؤسس ورئيس فريق دوشة كتب.
زر الذهاب إلى الأعلى